الجيش السوداني ينفي خلافات مع «قوات الدعم السريع»

الجيش السوداني ينفي خلافات مع «قوات الدعم السريع»
TT

الجيش السوداني ينفي خلافات مع «قوات الدعم السريع»

الجيش السوداني ينفي خلافات مع «قوات الدعم السريع»

نفى مسؤول رفيع بالجيش السوداني وجود أي خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، محمد حمدان (حميدتي). وفي غضون ذلك اتهمت «الحركة الشعبية» (شمال)، حزب الأمة القومي، بتحريض الجيش، لضرب مساعي السلام.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة والتوجيه، منور عثمان نقد، إن قوات الدعم السريع تتبع للقوات المسلحة بقانون، مضيفاً، حسب وكالة أنباء السودان الرسمية، أن ما يروج له بهذا الخصوص «حديث مدسوس لزرع الفتنة»، وأن الطرفين يعملان بتنسيق في كل المناطق، التي توجد بها قوات مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن.
ودعا عثمان نقد إلى وضع ميثاق لحماية الديمقراطية، مشيراً إلى أن ملف الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة سياسي وأمني، وأن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه بهذا الخصوص «لن يضر البلد أو القوات المسلحة».
كما أوضح نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة والتوجيه، أن إغلاق الجسور والطرق المستمر يتم بتوصية من لجنة أمن ولاية الخرطوم (العاصمة)، وأن إغلاق الجيش لمقر القيادة العامة جاء لمنع وصول المتظاهرين، حتى لا يتهم بأنه يقف مع جهة ضد الأخرى.
ورفض المسؤول العسكري، الذي كان يتحدث في لقاء تنويري للإعلاميين، بمناسبة احتفالات عيد الجيش الـ66، الحديث عن فض الاعتصام، باعتبار أن الملف قيد البحث عند اللجنة الخاصة بالتحقيق في الأحداث، لكنه تمنى عودة الثقة بين القوات المسلحة والشعب.
وشهد محيط قيادة الجيش بالخرطوم في الثالث من يونيو (حزيران) 2019 أحداث فض الاعتصام، التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى والمفقودين. وكانت لجنة التحقيق الخاصة بفض الاعتصام، التي يرأسها المحامي نبيل أديب، قد استجوبت عدداً من المسؤولين بالدولة، من بينهم قادة عسكريون.
من جهة ثانية، هاجمت «الحركة الشعبية» (شمال)، بقيادة عبد العزيز الحلو، رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، بسبب الأحداث التي شهدتها منطقة خور الورل بولاية جنوب كردفان غرب البلاد. وشهدت المنطقة، السبت الماضي، اعتداء على رعاة وقوة تأمين تابعة للجيش السودان، أوقع عدداً من القتلى، وتدمير معدات عسكرية ومدنية. وكان الجيش السوداني وحزب الأمة القومي قد أشارا بأصابع الاتهام إلى ضلوع قوات تتبع «الحركة الشعبية»، جناح الحلو، بنصب كمائن وزراعة الألغام والهجوم في طريق رعاة عائدين من الجنوب. وقالت «الشعبية»، في بيان، أمس، إن الأحداث التي جرت في المنطقة تمت بتحريض من المهدي للقوات المسلّحة والدعم السريع، مضيفة أن المهدي يقود حملة لتشويه صورة «الحركة الشعبية» لعزلها، وإجهاض مساعي تحقيق السلام في البلاد.
كما أوضحت «الجبهة الشعبية» أن موقف حزب الأمة، الذي وصفته بـ«المخزي»، «هو تحريض ودعوة صريحة للجيش وقوات الدعم السريع لنسف العملية السلمية الجارية، وقطع الطريق أمام التغيير والتحول الديمقراطي».
وأكد البيان حرص «الحركة الشعبية» على التعايش السلمي وتحقيق سلام عادل مستدام، يخاطب جذور المشكلة السودانية.
ووقعت الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية» (شمال)، بقيادة عبد العزيز الحلو، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وثيقة تحدد أجندة التفاوض في محاور القضايا السياسية، والمسائل الإنسانية والترتيبات الأمنية.
واستأنف الجانبان المفاوضات في يونيو الماضي بعد توقف دام 4 أشهر.
وتتمسك «الشعبية» بقضية فصل الدين عن الدولة، وفي مقابل رفض الحكومة تطرح حق تقرير المصير لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.