الأزهر يحذر من نشاط «منصات داعش» لاستقطاب متعاطفين

تأجيل محاكمة 11 متهماً في مصر بـ«الانتماء للتنظيم»

TT

الأزهر يحذر من نشاط «منصات داعش» لاستقطاب متعاطفين

حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة من «نشاط (منصات) تنظيم (داعش) الإرهابي على (الإنترنت) مجدداً لتعويض الخسائر»، عقب رصد دعوات من التنظيم للمتعاطفين للقيام بـ«عمليات إرهابية». وقال المرصد إن «(داعش) نشر نهاية يوليو (تموز) الماضي، على إحدى منصاته الإعلامية الناطقة باللغة التركية، مقطعاً مرئياً مدته 4 دقائق، وحرض المؤيدين له والمتعاطفين معه على التخطيط للقيام بـ(عمليات إرهابية) فردية في بلادهم».
في غضون ذلك، قررت الدائرة الأولى (إرهاب) في مصر، أمس، تأجيل محاكمة 11 متهماً لـ«اتهامهم بالانضمام لتنظيم (داعش) وخطف مصريين»، لجلسة 24 أغسطس (آب) الحالي، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«التخابر مع داعش». وحسب تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في مصر، فإن «المتهم الأول عمل في مجال الهجرة غير المشروعة، وتخابر مع عناصر التنظيم لإمدادهم بالمعلومات من داخل البلاد بشأن المصريين المسافرين والمقيمين بليبيا». وأشارت التحقيقات إلى أن «المتهم الأول تمكن مع آخرين من خطف مصريين وتعذيبهم، وتهديد ذويهم بقتلهم، لإرغامهم على دفع مبالغ مالية كـ(فدية)».
وفي تحليل مرصد الأزهر لمقطع «داعش»، أكد في تقرير له أمس، أن «التنظيم لم يستهدف مقاتليه الذين بايعوه، وانضموا إليه في أماكن تمركزه الرئيسية، أو الذين ينتمون إلى إحدى الأذرع التي بايعت التنظيم، إنما يستهدف المؤيدين له والمتعاطفين معه، أو ما يمكن أن يُطلق عليهم (القوة الناعمة) التي انخدعت بدعاية (داعش المضللة)، ووقعت في فخاخ فكره المتطرف، وهؤلاء موجودون بأعداد متفاوتة بين بلد وآخر».
وأرجع تقرير المرصد السبب في استقطاب هؤلاء إلى «(آلة داعش الإعلامية)، التي ما زال يستخدمها حتى الآن، محاولة منه لإثبات وجوده على الأقل أمام مقاتليه ومؤيديه»، موضحاً أن «ما يطلق عليهم (القوة الناعمة) لا تقل خطورة عن عناصر التنظيم، فهم أفراد اقتنعوا بالفكر المتطرف عن طريق (الإنترنت) وتشبعوا به، وصاروا مستعدين للسفر والانضمام إلى التنظيمات المتطرفة؛ لكنهم لم يستطيعوا ذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في بلادهم، وبهذا تحولوا إلى (قنابل موقوتة) يستطيع التنظيم استخدامها في أي وقت، خصوصاً في أوقات ضعفه وهزيمته».
ويراهن التنظيم على استقطاب المؤيدين والمتعاطفين، والاستفادة منهم قدر المستطاع، لذلك سبق أن أعد لهم خطاباً خاصاً حتى يضمن ولاءهم له، وكان الخطاب الأول الموجه إليهم من أبي محمد العدناني، المتحدث الأسبق باسم التنظيم (الذي قتل في أغسطس/ آب 2016)، حيث شجع في تسجيل صوتي عام 2014 مؤيدي التنظيم من «الذئاب المنفردة» للقيام بعمليات إرهابية دون أخذ إذن من التنظيم. وقال تقرير المرصد «كان نداء العدناني حينها بمثابة حجر أساس لموجة جديدة من الإرهاب، تعتمد اعتماداً كلياً على (الشبكة العنكبوتية) في التحريض والتخطيط والتنفيذ ليظهر لنا ما يسمى بهجمات (الذئاب المنفردة) التي لعبت دوراً مهماً في حفظ ماء الوجه للتنظيم، خصوصاً في مراحل ضعفه».
وأكد الأزهر أن «(داعش) لجأ في المقطع إلى (المظلومية) حتى يوفر غطاء لعمل بشع وعنيف، قد لا يستوعبه الناس، إذا ذكر مباشرة ودون تمهيد، وهذا يسمى (توظيف المظلومية في مقابل العنف)، فالتنظيم الإرهابي تيقن أن مطالبته لأتباعه باستخدام النار كسلاح شيء وحشي ودموي لن يقبله أحد؛ لذلك انتهج (المظلومية) بأنهم سبق أن تعرضوا للحرق»، موضحاً أن «التنظيم خاطب المؤيدين والمتعاطفين بكلمة (أخي) ساعياً لدمجهم، ثم شجعهم للبحث عن حلول تسهل عليهم القيام بـ(عمليات إرهابية)، لا البحث عن المشكلات التي تعوقهم عن ذلك».



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.