تونس لفرض الكمامات في الأماكن المغلقة

استبعدت العودة للإغلاق ودعت إلى «التعايش» مع الوباء

مسافرون بمطار قرطاج في 27 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
مسافرون بمطار قرطاج في 27 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

تونس لفرض الكمامات في الأماكن المغلقة

مسافرون بمطار قرطاج في 27 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
مسافرون بمطار قرطاج في 27 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

كشفت نصاف بن علية، المديرة العامة لـ«المرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة» التابع لوزارة الصحة، عن أن السلطات التونسية تستعد خلال الأسبوع الحالي لإصدار نص قانوني يقضي بإلزامية ارتداء الكمامات داخل الفضاءات المغلقة، وفرض عقوبات على المخالفين. وذكرت كذلك أنه سيجري اقتراح تقديم تحليل طبي سلبي عند عملية تقصي الفيروس لكل الوافدين إلى تونس، مهما كان تصنيف المنطقة التي قدموا منها.
وقالت بن علية إن تونس ستعتمد على استراتيجية شاملة للتعايش مع «كورونا»، تقوم على مجموعة من المحاور، تشمل خصوصاً تعزيز المراقبة على مستوى نقاط العبور الحدودية، وتعزيز القدرات الذاتية لإجراء التحاليل الطبية والمخبرية للحالات المشتبه بها، وتقصي المخالطين للحالات المسجلة، وتوفير أكبر عدد من المخابر الطبية المختصة.
وأكدت بن علية أن تونس لن تعود لفرض الحجر الصحي الشامل من جديد، بل إن الخيار الوحيد المطروح لديها حالياً هو «التعايش» مع فيروس «كورونا». وأضافت في تصريح إعلامي أن التعايش مع الوباء أصبح «إجبارياً وليس باختيارنا» في انتظار توفر لقاح لهذا الفيروس، الذي لن يكون جاهزاً وفق التوقعات الأولية قبل سنة 2021.
وبشأن الإصابات الجديدة، قالت بن علية إن أغلب الحالات المصابة بـ«كورونا» الواردة إلى تونس قد قدمت عن طريق البر. وجرى تسجيل 412 إصابة منذ يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، وهو تاريخ إعادة فتح الحدود. وأشارت إلى أن فصل الخريف المقبل قد يساعد على انتشار فيروس «كورونا» من جديد، وتوقعت أن يتواصل هذا الوباء لمدة أشهر أو سنين مقبلة، «وما على جميع التونسيين إلا أن يتعايشوا معه»، لأن إمكانية العودة إلى تنفيذ الحجر الشامل من جديد «غير واردة».
من جهتها، دعت وزارة الصحة التونسية في بلاغاتها إلى ضرورة تطبيق البروتوكولات الصحية في جميع القطاعات، مشددة على ضرورة التدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الفضاءات التي قام مصابون جدد بزيارتها، وذلك بغلقها فوراً والقيام بتقصي حالة الأشخاص المخالطين للمصابين في تلك الفضاءات.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أكدت مساء السبت الماضي تسجيل 22 إصابة جديدة بـ«كورونا»؛ بينها 10 حالات محلية، وذلك بعد إجراء 1382 تحليلاً مخبرياً.
وبذلك يصبح العدد الإجمالي للإصابات بهذا الفيروس، في حدود 1678 حالة مؤكدة، موزعة بين 1259 حالة شفاء، و51 حالة وفاة، و368 حالة إصابة نشطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.