بغداد وأربيل تنسقان عسكرياً واستخباراتياً

حكم بالإعدام على «داعشي» شنق جندياً في الفلوجة

TT

بغداد وأربيل تنسقان عسكرياً واستخباراتياً

كشف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، عن تعاون عسكري مشترك بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وملاحقة خلايا «داعش» الإرهابية، وشغل الفراغ العسكري في بعض المدن والمحافظات العراقية.
وقال رسول في تصريح: «هناك اجتماعات وتفاهمات أمنية مشتركة بين قيادة العمليات المشتركة وقوات حرس حدود إقليم كردستان، تركزت على بحث التعاون والتنسيق فيما يتعلق بالقيام بعمليات عسكرية مشتركة في بعض المناطق التي تؤشر فيها معلومات استخباراتية على وجود خلايا لفلول عصابات «داعش» الإرهابية، فضلاً عن تبادل المعلومات الاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية المختلفة».
وأضاف أن «الاتفاقات تمخضت عن إنشاء مراكز تنسيق مشترك بين قيادة العمليات المشتركة والأجهزة الأمنية في إقليم كردستان، تضم عدداً من الضباط من ممثلي الجيش العراقي وحكومة الإقليم للتنسيق وتبادل المعلومات الاستخبارية، ومتابعة خلايا (داعش) الإرهابي».
ولفت رسول إلى أن «المناطق التي يتم فيها التعاون المشترك تبدأ من ديالى وخانقين ومناطق كركوك والمناطق الأخرى التي أشِّر فيها نشاط لعصابات (داعش) الإرهابية».
وتعد المناطق التي يتحدث عنها المتحدث باسم القائد العام، بحسب المحللين العسكريين، من بين أخطر المناطق التي يتحرك فيها عناصر «داعش»، نظراً لطبيعتها الجغرافية المعقدة، وقربها من سلسلة جبال حمرين الوعرة، إلى جانب وجودها بمحاذاة مناطق و«أطراف سائبة» بعيدة عن مناطق وجود قيادات العمليات في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك.
وكانت القوات المشتركة العراقية قد نفذت عمليات أمنية كبرى لتأمين عدد من مناطق البلاد، خاصة تلك التي تقع في المثلث المحصور بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، ضمن المرحلة الرابعة من عمليات «أبطال العراق».
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أمس (الأحد)، عن إطاحة اثنين من الإرهابيين المسؤولين عن الدعم اللوجيستي لتنظيم داعش في محافظة كركوك. وذكرت المديرية، في بيان، أنه «بعملية نوعية استباقية نفذت وفق معلومات استخبارية دقيقة، تمكنت مفارز خلية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية من اعتقال اثنين من الإرهابيين الخطرين في مناطق حي (واحد آذار) وحي الأسرى والمفقودين بمحافظة كركوك». وأضاف البيان أن «الإرهابيين هما من العناصر التي تقدم الدعم اللوجيستي لعناصر «داعش» الإرهابي في أوكارهم، ويتمثل بالمواد الغذائية وأجهزة الاتصال الإلكترونية، وغيرها، إضافة إلى كونهما من العناصر التي قاتلت قواتنا الأمنية قبل التحرير، وأنهما من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض، وفق أحكام المادة 4 إرهاب».
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، أول من أمس، أنها «اعتمدت تكتيكاً جديداً في ملاحقة بقايا عصابات «داعش» الإرهابية، وقد نفذت (السبت) عملية نوعية مخططاً لها، بناءً على معلومات استخباراتية قدمها جهاز المخابرات الوطني العراقي بوجود كهوف وأوكار تحت الأرض في مناطق وادي الثرثار، وتم تأكيد هذه المعلومات من خلال طلعات جوية استطلاعية مستمرة نفذها طيران القوة الجوية وطيران التحالف».
وقال بيان للقيادة إن «قيادة عمليات صلاح الدين شرعت فجر السبت، وبأمرتها قطعات مِن الجيش العراقي، وفوج سوات شرطة صلاح الدين والحشد الشعبي، وبإسناد مِن طيران الجيش والتحالف الدولي، بواجب مداهمة هذه الأوكار والكهوف، سبقها قيام طيران التحالف الدولي بتنفيذ ضربات جوية دقيقة على عدد مِن هذه الأهداف».
ومن ناحية ثانية، أصدرت محكمة جنايات محافظة الأنبار، أمس، حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت على المدان الذي قام بقتل الجندي مصطفى العذاري، في قضاء الفلوجة عام 2015.
وذكر بيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى أن «المدان اعترف بارتكابه الجريمة، وأصدرت المحكمة الحكم وفقاً للمادة (4-1) من قانون مكافحة الإرهاب».
وتعد قضية الجندي مصطفى العذاري من بين أشد الإعدامات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي مأساوية، خلال صعوده واستيلائه على نحو ثلث الأراضي العراقية عام 2014، وضمنها قضاء الفلوجة الذي كان يعد أحد أكبر معاقل «داعش»، وقبله تنظيم «القاعدة». وأظهرت الصور والأفلام التي نشرها «داعش»، في مايو (أيار) 2015، مجموعة من عناصره وهم يطوفون بالجندي مصطفى العذاري في شوارع الفلوجة، قبل أن يأخذوه إلى أحد جسور المدينة، وينفذون فيه عملية «الشنق». وما زالت ذكرى الحادثة تثير مشاعر حزن واستياء كبيرة بين المواطنين العراقيين.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.