دخل بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، على خط الأزمة الدائرة بين مشجعي نيوكاسل ورابطة الدوري الإنجليزي، وأيد مطالب مشجعي النادي بإصدار بيان يشرح سبب عدم تأكيد أو رفض الاستحواذ المنهار على نيوكاسل يونايتد.
وكان ما يقرب من 100 ألف مشجع قد وقعوا على عريضة تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل ضد الدوري الإنجليزي الممتاز، ورئيسه التنفيذي ريتشارد ماسترز، بعد سحب عرض استحواذ بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني على نيوكاسل الذي انهار في نهاية الأسبوع الماضي بسبب تأجيل العملية إلى أكثر من 4 أشهر.
وقال جونسون: «إنني أقدر أن كثيراً من مشجعي نيوكاسل كانوا يأملون في أن يمضي عرض الاستحواذ هذا قدماً، وإنني أتفهم شعورهم بخيبة الأمل».
وكانت البريطانية أماندا ستايفلي، مديرة شركة «بي سي بي كابيتال بارتنرز»، أحد الأطراف الثلاثة في مجموعة مستثمرين يتقدمها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، قد حملت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مسؤولية فشل صفقة شرائهم نادي نيوكاسل يونايتد.
وسحبت المجموعة التي تضم صندوق الاستثمارات العامة وشركة «بي سي بي كابيتال بارتنرز» والأخوين البريطانيين ديفيد وسايمون روبن، الخميس، عرضها المقدرة قيمته بـ300 مليون جنيه إسترليني (333 مليون يورو) للاستحواذ على نيوكاسل.
وأبدت ستايفلي، مديرة الأعمال المعروفة بعلاقاتها القوية في الشرق الأوسط، رغبتها بشراء النادي منذ أعوام، وتوصلت إلى اتفاق مع مالكه الحالي مايك آشلي في أبريل (نيسان) الماضي لبيع النادي، في صفقة يستحوذ بموجبها الصندوق السعودي على 80 في المائة من الأسهم.
وقالت ستايفلي (47 عاماً)، لموقع «ذا أثلتيك» الإلكتروني، إن «رابطة الدوري الممتاز صعبت الأمور كثيراً»، واتهمت بعض أندية الدوري الممتاز بالتأثير على الرابطة للحيلولة دون إنجاز الصفقة، موضحة: «ندرك أن أندية أخرى وقفت بشدة ضد الصفقة بدافع الحسد»، معتبرة أن «نيوكاسل هو النادي الوحيد من الأندية العظمى الذي لم يتم استغلاله بعد؛ هو آخر نادٍ عظيم يملك إمكانات كبيرة للتطور والتحسين، وقاعدة جماهيرية رغبت كثيراً في أن تحدث الصفقة».
وأحرز نيوكاسل يونايتد لقب بطولة إنجلترا 4 مرات، آخرها في موسم (1926-1927)، لكن لقبه الكبير الأخير يعود إلى عام 1955، إلا أن النادي يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، وكان كثير من مشجعيه يمنون النفس بأن تنجح الصفقة، ويتكرر إنجاز مانشستر سيتي الذي حقق 4 ألقاب في البريميرليغ منذ انتقال ملكيته إلى الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان في عام 2008.
وعكس المهاجم السابق آلان شيرر، أسطورة النادي وهدافه التاريخي في الدوري الممتاز (260 هدفاً)، خيبة أمل بعض الجماهير جراء فشل الصفقة، وقال في حديث لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إن «ثمة كثيراً من الغضب، وهذا أمر مفهوم، وخيبة أمل كبيرة جداً؛ يريدون لناديهم أن ينافس ويتقدم، لهذا السبب كان الأمر مخيباً للآمال».
وكان مشجعو النادي المكنى بـ«ماغبايز» يأملون في أن تنقذهم الصفقة من آشلي الذي لم يحظَ بشعبية كبرى في 13 عاماً على رأس النادي الشمالي، وهبط خلالها فريق نهر «تاين» مرتين إلى دوري المستوى الثاني، قبل العودة إلى البريميرليغ.
وختم شيرر حديثه، قائلاً: «يمكننا فقط أن نأمل في أن يأتي مالكون جدد في مرحلة ما، ويعيدون النادي إلى حيث ينتمي، لأن هذا هو ما يستحقه مشجعو نيوكاسل».
ولم يكن خبر انسحاب المجموعة الاستثمارية التي يقودها صندوق الاستثمارات السعودية من عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي عادياً بالنسبة لمشجعي نيوكاسل الذين عبروا عن إحباطهم الشديد من قرار الانسحاب المؤلم بالنسبة لهم، كونهم رسموا أحلاماً كبيرة لناديهم وعشقهم في المستقبل القريب.
الصحافة البريطانية والمواقع المهتمة بالاقتصاد الرياضي بعضها أكد، من خلال مصادرهم الخاصة، أن المجموعة الاستثمارية كانت تخطط لضخ 250 مليون جنيه إسترليني (328 مليون دولار) إضافية للاستثمار في النادي ومحيطه في مدينته، وهو ما يعني أن النادي خسر كثيراً من هذا القرار، ومن التقلب في الآراء من جانب رابطة الدوري الإنجليزي التي كانت مترددة غير ثابتة في مواقفها تجاه الصفقة.
وقالت المجموعة التي يدعمها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وتضم أيضاً «بي سي بي كابيتال بارتنرز» وروبن برازرز، إنها سحبت اهتمامها بالاستحواذ على نادي نيوكاسل، وأضافت: «لسوء الحظ، فإن استغراق العملية فترة طويلة، في ظل الظروف الحالية، وحالة عدم اليقين التي تكتنف العالم، جعلت الاستثمار المحتمل خطوة غير مجدية تجارياً».
وانهيار صفقة الاستحواذ سيسمح باستمرار هيمنة رجل الأعمال البريطاني مايك آشلي على نيوكاسل، رغم معارضة الجماهير لذلك. فقد رحب كثير من عشاق نيوكاسل بصفقة الاستحواذ المحتملة، وعدوها فرصة لإنعاش حظوظ النادي، من خلال الاستثمار في شراء لاعبين جدد.
وعبر مشجعون لنادي نيوكاسل عن إحباطهم من الفترة الطويلة التي استغرقها مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز في فحص ومراجعة الصفقة. وقالت رابطة لمشجعي نيوكاسل: «تم معاملة أنصار نيوكاسل بازدراء من شريحة كبيرة من وسائل الإعلام ومسؤولي الدوري الإنجليزي خلال محاولة الاستحواذ التي لم يكتب لها النجاح. ظهر جلياً أننا أقل الأطراف أهمية في عملية صنع قرار سيؤثر علينا جميعاً؛ نحتاج إلى إجابات».
والمجموعة الاستثمارية التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة، وهو المستثمر صاحب الأغلبية، و«بي سي بي كابيتال» و«روبين براذرز» (مجموعة المستثمرين)، بادلت مشجعي نادي نيوكاسل الحب والتقدير، من خلال البيان الذي أصدرته قبل أيام، إذ قالت: «رغم تقديرنا العميق لمجتمع نيوكاسل، وإدراكنا لأهمية النادي العريق، فإننا نعلن عن قرار الانسحاب من صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل لكرة القدم؛ لقد اتخذنا هذا القرار مع كامل أسفنا، حيث إننا بصفتنا مجموعة استثمارية كنا ملتزمين تماماً بالاستثمار في مدينة نيوكاسل، ونعتقد أنه كان بمقدورنا إعادة النادي إلى موقعه التاريخي وإنجازاته العظيمة، خاصة في ظل الحماس الكبير الذي يتميز به جمهور نيوكاسل ومشجعو النادي، إلا أن استمرار الإجراءات لمدة أطول من المعتاد، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم اليوم، والتقلبات في الاقتصاد العالمي، يجعل هذه الصفقة غير مجدية من الناحية الاستثمارية».
وأضافت المجموعة الاستثمارية: «وعليه، فإننا نود أن نوضح للجمهور عدم توصل المجموعة لحلول مجدية من الناحية الاستثمارية، فنحن بصفتنا مجموعة استثمارية مستقلة تعمل على أساس تجاري واستثماري كان محور تركيزنا هو بناء القيمة على المدى الطويل للنادي ومشجعيه والمجتمع المحلي في نيوكاسل، حيث ظللنا ملتزمين تجاه الصفقة والتعاون بشكل عملي مع الأطراف المعنية خلال هذه الفترة التي شهدت تحديات كبيرة للمشجعين وللنادي، على حد سواء».
رئيس وزراء بريطانيا يطالب بشرح أسباب انهيار صفقة «نيوكاسل»
ستايفلي: أندية إنجليزية وراء إفشالها خوفاً من نهوض النادي مجدداً
رئيس وزراء بريطانيا يطالب بشرح أسباب انهيار صفقة «نيوكاسل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة