تنامي المعارضة المسيحية ضد عون... ونواب تياره يلوذون بالصمت

متظاهر يدوس على صورة للرئيس ميشال عون (إ.ب.أ)
متظاهر يدوس على صورة للرئيس ميشال عون (إ.ب.أ)
TT

تنامي المعارضة المسيحية ضد عون... ونواب تياره يلوذون بالصمت

متظاهر يدوس على صورة للرئيس ميشال عون (إ.ب.أ)
متظاهر يدوس على صورة للرئيس ميشال عون (إ.ب.أ)

عكست استقالات النواب أمس تنامي المعارضة المسيحية للرئيس ميشال عون، بالنظر إلى أن المستقيلين هم أربعة نواب مسيحيين، اثنان منهم عن دائرة بيروت الأولى، أحدهما ماروني (نديم الجميل) والثانية تنتمي إلى الأرمن الأرثوذوكس (بولا يعقوبيان)، بينما استقال نائبان مارونيان آخران هما سامي الجميل وإلياس حنكش، إضافة إلى النائب مروان حمادة. كما لوَّح حزب «القوات اللبنانية» بالاستقالة.
هذا التحدي الذي يواجهه العهد، يُضاف إلى خروج النائب ميشال ضاهر من تكتل «لبنان القوي»، لينضم إلى اثنين آخرين كانا في عداد التكتل، هما النائبان شامل روكز ونعمت أفرام، بينما ينتظر أن يأخذ النائب ميشال معوض قراراً بالبقاء في الكتلة من عدمه.
ويعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة تشريعية، يتلو فيها كتب الاستقالة لإعلام النواب بها، وتعتبر الاستقالة ملزمة من الناحية القانونية فور تلاوتها في الجلسة، وتفتح الباب أمام انتخابات فرعية على أساس القضاء ونظام الانتخاب الأكثري، لملء المقاعد الشاغرة خلال ستين يوماً من إعلان الاستقالة؛ حيث يتوجب على وزارة الداخلية أن تحدد موعداً للانتخابات الفرعية.
وبحسب القانون اللبناني، لا يستقيل مجلس النواب إلا باستقالة نصف النواب، بالنظر إلى أن الجلسة تحتاج إلى النصف زائداً واحداً كي تُعقد. وفي حال استقالة أقل من نصف النواب، تُجرى انتخابات فرعية لملء الشغور.
وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، يشغر موقعان مسيحيان في دائرة بيروت الأولى، وموقعان مارونيان في دائرة المتن. وقالت مصادر إن إمكانية إجراء الانتخابات الفرعية في هذه الأوقات الاستثنائية لن تكون سهلة. ويجاري المستقلون مطالب الحراك الشعبي بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، بينما لم ينضج قرار بالاستقالة لدى نواب حزب «القوات اللبنانية».
وترى المصادر أن تنامي النقمة المسيحية ضد عون، يعود إلى أن الشارع المسيحي يعتبر نفسه الأكثر تضرراً، ودفع ثمناً كبيراً لتراخي الدولة، كما يعتبر الشارع المسيحي نفسه مستهدفاً. وتوقفت مصادر سياسية عند تحول عون إلى موقع المدافع عن الحكومة، ويواجه مباشرة تنامي الشارع المسيحي ضده في وقت يلوذ فيه نواب «التيار الوطني الحر» بالصمت للمرة الأولى، ويراعون المزاج الشعبي، ولا يشاركون في حملات الدفاع عن الحكومة والعهد في مواجهة الشارع المسيحي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.