الحكومة المصرية تشدد على ضرورة التصالح في «مخالفات البناء»

تقرير رسمي يشير إلى إحالة القضايا للنيابة العسكرية

TT

الحكومة المصرية تشدد على ضرورة التصالح في «مخالفات البناء»

شددت الحكومة المصرية «على ضرورة التصالح في (مخالفات البناء) لبعض البنايات في ربوع البلاد»، وذلك عقب إشارة تقرير حكومي إلى «إحالة (مخالفات المباني) والتعديات على أراضي الدولة للنيابة العسكرية».
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس: «إصرار الدولة على استرداد حقها، وتسوية أوضاع المخالفات التي تمت على مدار السنوات الماضية، طبقاً لقانون (التصالح في بعض مخالفات البناء)»، مشيداً في الوقت ذاته بـ«الإقبال الذي تشهده حتى الآن إجراءات تلقي طلبات التصالح في بعض هذه المخالفات، وسداد مبلغ جدية الحجز»، داعياً المصريين إلى «التعاون وعدم التردد في السعي نحو تسوية أوضاعهم، وأداء حق الدولة الذي لن تتهاون فيه».
وتواصل السلطات المصرية «جهودها لمواجهة البناء (غير المرخص) عبر (الإزالة الفورية) أو التصالح مع الدولة، لوقف (زحف) العشوائيات في البلاد». وسبق أن دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من لقاء رسمي إلى «توقيف مخالفي البناء، للتقليل من ظاهرة البناء المخالف والمساكن العشوائية».
وتلقى رئيس مجلس الوزراء المصري، تقريراً من محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، أمس، بشأن موقف التصالح في «مخالفات البناء» خلال الفترة من 14 يوليو (تموز) الماضي، حتى 5 أغسطس (آب) الجاري. ووفق التقرير الحكومي: «تقدم حتى الآن نحو 600 ألف طلب تصالح، وبلغ إجمالي المتحصلات حتى الآن 1.5 مليار جنيه، منها ما يقرب من 1.1 مليار جنيه رسوم سداد مبلغ جدية التصالح الذي تبلغ نسبته 25 في المائة من إجمالي قيمة المخالفة». وأشار التقرير إلى أن «محافظة المنوفية بدلتا مصر هي الأعلى في الإقبال على التقدم بطلبات التصالح وسداد مبلغ الجدية، تليها محافظات: القليوبية، والإسكندرية، والبحيرة، والشرقية، ثم أسيوط بصعيد مصر».
وحددت الحكومة المصرية 30 سبتمبر (أيلول) المقبل، آخر موعد لتقديم طلبات التصالح في مخالفات البناء وتقنين الأوضاع. وكانت وزارة التنمية المحلية قد أصدرت في مايو (أيار) الماضي، قراراً بـ«وقف إصدار التراخيص الخاصة لمدة 6 أشهر، والتي تتعلق بإقامة أعمال البناء أو توسعتها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها للمساكن الخاصة في القاهرة الكبرى والإسكندرية وجميع المدن الكبرى، لحين التأكد من توفر الاشتراطات البنائية والجراجات».
وفي السياق ذاته، عرض وزير التنمية المحلية أمس تقريراً حول الجهود المبذولة لإزالة مخالفات البناء والتعديات على أراضي الدولة، خلال الفترة من 25 مارس (آذار) حتى 4 أغسطس الجاري، موضحاً أنه «تمت إزالة 9609 مخالفات بناء داخل الحيز العمراني، و20447 مخالفة بناء على الأراضي الزراعية، وبلغ عدد الحالات التي تمت إحالتها إلى النيابة العسكرية 12641 حالة».
إلى ذلك، تعقد لجنة «الإدارة المحلية» بمجلس النواب المصري (البرلمان) اجتماعاً الأسبوع الجاري، بشأن «قياس الأثر التشريعي لتطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء». وأوضح النائب أحمد السجيني، رئيس اللجنة، أنه «ورد إلى اللجنة العديد من شكاوى المواطنين، نتيجة التضارب في التصريحات الصادرة من الحكومة حول تطبيق القانون، ما أدى إلى ضرورة تدخل البرلمان للاستماع إلى الحكومة حول الإجراءات التي تتخذها لتوعية المواطنين بهذا القانون وتطبيقه؛ لأنه من القوانين الإصلاحية لتقنين أوضاعهم».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.