المشيشي يستفيد من تجارب تونس في «يوم الرؤساء»

المشيشي مجتمعاً مع رؤساء الحكومات السابقين (راديو نزاهة)
المشيشي مجتمعاً مع رؤساء الحكومات السابقين (راديو نزاهة)
TT

المشيشي يستفيد من تجارب تونس في «يوم الرؤساء»

المشيشي مجتمعاً مع رؤساء الحكومات السابقين (راديو نزاهة)
المشيشي مجتمعاً مع رؤساء الحكومات السابقين (راديو نزاهة)

واصل هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية المكلف، مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة، والتقى أمس (الجمعة) رؤساء جمهورية وحكومات سابقين لـ«الاطلاع على وجهات نظرهم وتقييمهم للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكذلك رؤيتهم للمرحلة المقبلة»، وهو ما وصفه مراقبون بأنه «يوم الرؤساء».
وعقد المشيشي في دار الضيافة بقرطاج، صباح أمس، لقاءً موحداً جمع الرؤساء السابقين للحكومة، وشملت القائمة: حمادي الجبالي، وعلي العريض، وكلاهما من حركة «النهضة»، ويوسف الشاهد رئيس حركة «تحيا تونس»، والحبيب الصيد رئيس الحكومة في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي. وخلال الفترة المسائية عقد المشيشي لقاءات مع الرئيسين السابقين للجمهورية، فؤاد المبزع ومحمد الناصر، بينما اعتذر المنصف المرزوقي عن عدم الحضور؛ نظراً إلى وجوده خارج تونس.
وإثر اللقاء، دعا الشاهد إلى «تنقية الأجواء السياسية، والتخفيف من منسوب الاحتقان السياسي والاجتماعي، حتى يتمكن رئيس الحكومة المكلف من الانكباب على العمل». وأكد الشاهد أن اللقاء مع رؤساء الحكومات السابقة: «ليس هدفه تقديم النصيحة بقدر محاولة الاستفادة من التجارب السابقة». وفي السياق ذاته، قال الجبالي، القيادي السابق في «حركة النهضة»، إن «النخبة السياسية في تونس تقف أمام امتحان عسير»، داعياً رئيس الحكومة المكلف إلى «الاستفادة القصوى من الطاقات المتوفرة في تونس». وأضاف أن «المشيشي يقف بعيداً من مختلف الأحزاب السياسية، ما يمثل فرصة لدعمه ومساندته».
على صعيد متصل، اقترح حزب «التيار الشعبي» المعارض، مبادرة سياسية للإنقاذ، يمتد تنفيذها لسنة واحدة، على أن تليها انتخابات برلمانية مبكرة، معتبراً أن التعاطي مع الأزمة القائمة بالآليات القديمة نفسها سيقود إلى انفجار اجتماعي حتمي قبل نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال زهير الحمدي رئيس الحزب في مؤتمر صحافي، إن المبادرة التي يقترحها على الساحة السياسية تعتمد على أربعة عناصر أساسية، هي: حسن هندسة الحكومة المقبلة التي كلف بتشكيلها المشيشي، وإجراء إصلاح سياسي موسع، واستكمال تركيز بقية الهيئات الدستورية؛ خصوصاً المحكمة الدستورية، والعودة إلى التونسيين عبر إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، لتخليص المشهد السياسي والبرلماني الحالي من شوائبه الكثيرة. وبشأن المشاورات التي يقودها رئيس الحكومة المكلف، اقترح الحمدي «تشكيل حكومة مصغرة على قاعدة برنامج وطني سيادي، في شكل أقطاب وزارية، وأن تتولى إدارة الشأن العام لمدة سنة واحدة، وتنفذ خلالها برنامج إنقاذ اقتصادياً واجتماعياً».
ودعا حزب «التيار الشعبي» الذي كان يترأسه محمد البراهمي، البرلماني التونسي الذي اغتيل في يوم 25 يوليو (تموز) 2013، إلى تنظيم حوار موسع بين مختلف الفاعلين السياسيين في غضون سنة واحدة، لإصلاح النظام السياسي وتعديل القانون الانتخابي. في غضون ذلك، كشف عن تنظيم محادثات بين حركة «النهضة» (إسلامية) وحزب «قلب تونس» (ليبرالي) حول مسار تشكيل الحكومة المقبلة. وذكرت مصادر إعلامية محلية أن الحزبين المتحالفين على مستوى البرلمان، قد تدارسا فرضية الانسحاب من المشاورات التي يجريها المشيشي، في حال مضيه في تكوين حكومة تكنوقراط لا تعكس تمثيل الأحزاب في البرلمان التونسي، وتستثني ما يعتبرانه «كفاءات حزبية» من تولي الحكم.
وكانت تصريحات القيادات السياسية لكلا الحزبين قد عارضت فكرة تشكيل الحكومة بنسبة كبيرة من شخصيات مستقلة عن الأحزاب، وطالبت في المقابل بأن تكون نسبة الحقائب الوزارية الممنوحة للأحزاب أكبر من النسبة الممنوحة لشخصيات مستقلة، وهو ما يمثل ضغوطاً إضافية على رئيس الحكومة المكلف.
يذكر أن حركة «الشعب» وحزب «التيار الديمقراطي» طالبا باستثناء حركة «النهضة» من الحكومة الجديدة، ووضعها في صف المعارضة، وحمَّلاها مسؤولية الفشل في التعامل مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية العالقة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.