تحضيرات لاجتماع سياسي كبير يدعم سياسات تبون

بن قرينة مستقبلاً أمس وفدا من حزب السلام برئاسة محمد فؤاد بن غنيسة (فيسبوك)
بن قرينة مستقبلاً أمس وفدا من حزب السلام برئاسة محمد فؤاد بن غنيسة (فيسبوك)
TT

تحضيرات لاجتماع سياسي كبير يدعم سياسات تبون

بن قرينة مستقبلاً أمس وفدا من حزب السلام برئاسة محمد فؤاد بن غنيسة (فيسبوك)
بن قرينة مستقبلاً أمس وفدا من حزب السلام برئاسة محمد فؤاد بن غنيسة (فيسبوك)

تشهد الجزائر في 11 أغسطس (آب) الجاري اجتماعاً لـ50 حزبا ونقابة وتنظيما من المجتمع المدني، لإطلاق مسعى سماه أصحابه «مبادرة القوى الوطنية للإصلاح»، وذلك لـ«دعم المكاسب الديمقراطية، وحماية النسيج المجتمعي الوطني وتعزيز تماسكه وتجريم محاولات تمزيقه».
وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر اشتغلت على هذا المسعى، أن غالبية أصحابه مساندون للرئيس عبد المجيد تبون، وآخرون يهدفون من وراء الاجتماع المرتقب، إعلان ولائهم له. وكان تبون أعلن رغبته في تأسيس إطار يدعم سياساته، يتألف أساسا من تنظيمات المجتمع المدني، وأظهر عزوفا عن الأحزاب السياسية، بخاصة التي كانت تدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية) و«التجمع الوطني الديمقراطي» و«الحركة الشعبية الجزائرية» و«تجمع أمل الجزائر». وكل قادة هذه الأحزاب يوجدون في السجن بتهم فساد.
وأعلن عن المسعى أمس (الجمعة)، عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني» الإسلامية، ومرشح انتخابات الرئاسة التي جرت نهاية العام الماضي. وأكد في بيان، أن الجزائر «تعيش مرحلة هامة من تاريخها، صنعت معالمها الهبة الشعبية والحراك السلمي الحضاري الذي عبر عن تطلعات الشعب الجزائري بكل مكوناته وفئاته، نحو تغيير حقيقي يجسد آمال الأجيال نحو مستقبل أفضل وآمن للوطن»، في إشارة إلى انتفاضة شعبية قامت في 22 فبراير (شباط) 2019. أجبرت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان ترشح لولاية خامسة، على التنحي عن الحكم.
وقال بن قرينة إن «التحديات والمخاطر السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والصحية والأمنية الراهنة، كبيرة، لذا من واجب الطبقة السياسية والنخب والمجتمع المدني، تأمين مسار التحول الوطني، بما يضمن وحدة الأمة ويحافظ على هويتها وثوابتها الوطنية ويؤسس لبناء دولة حديثة تقوم على أسس بيان أول نوفمبر (تشرين الثاني) (ذكرى اندلاع حرب التحرير عام 1954)، وقيم الحرية والعدل وتكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية».
وأضاف السياسي الإسلامي: «إن القوى الوطنية النزيهة والوفية لتطلعات الشعب، بذلت جهودا ومساع وعقدت لقاءات وورشات عمل، شاركت فيها مكونات فاعلة في الساحة الوطنية، وذلك في حدود 50 مكونا من أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات وطنية، ومنظمات اقتصادية ومهنية، وشخصيات وكفاءات وطنية. وانطلاقا من مسؤولياتها في هذه المرحلة تعلن عن إطلاق عمل تحت مسمى: مبادرة القوى الوطنية للإصلاح، لتكون إضافة إيجابية وقوة اقتراح لتجسيد إصلاحات حقيقية عميقة تحقق الإرادة الشعبية في التغيير».
وتابع: «تهدف المبادرة لبناء إطار للقوى الوطنية النزيهة الوفية للثوابت الوطنية، المؤمنة بالتحول الديمقراطي الآمن والمسار الدستوري وحماية مكتسبات الحراك الشعبي وتجسيد تطلعاته، وضمان تحصين هوية الأمة وتعزيز الوحدة الوطنية، ودعم المكاسب الديمقراطية، وحماية النسيج المجتمعي الوطني وتعزيز تماسكه وتجريم محاولات تمزيقه، والمبادرة بإجراءات ناجعة للتكفل بالوضعية الاجتماعية للمواطن وتبعات الأزمة الصحية جراء وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد الوطني».
يشار إلى أن ترخيص السلطات بعقد هذا الاجتماع الكبير، مؤشر على أنه مسعى في مصلحتها. فقد درجت على منع كل لقاءات المعارضة والنقابات المعروفة بحدَة موقفها من الحكومة.
وفي سياق ذي صلة، قالت «قوى البديل الديمقراطي» التي تتكون من أحزاب معارضة، ذات توجه يساري في معظمها، أمس في بيان، إن «السلطة ضاعفت ضغوطاتها على كل من يخالفها باستعمال القضاء، وهي تعمل على إخضاع الحياة السياسية لسلطة المحاكم». وأكدت أن «خير دليل على ذلك، المؤامرة القضائية الجديدة الذي تتعرض لها الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورفيقها جلول جودي، ورئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس. ومؤخرا تعرض كذلك المحامون المدافعون عن معتقلي الحراك لضغوطات خبيثة أخذت صورة التحرش والابتزاز، والصحافي خالد درارني (مراقب منظمة مراسلون بلا حدود) يتابع قضائيا بتهم عديدة، بعضها مرتبط بتغطيته نشاطات قوى البديل الديمقراطي».
واستجوب قاضي التحقيق بمحكمة الجنح بالعاصمة، السيدة حنون، الأسبوع الماضي، حول اتهامات لها بالفساد ضد وزيرة الثقافة سابقا نادية لعبيدي. أما بلعباس فيتم التحقيق معه بجهاز الدرك، حول وفاة عامل أجنبي في ورشة بناء بيته. والحادثتان اعتبرتهما «قوى البديل»، «عملا عدائيا ضدها من طرف السلطة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.