في السابع والعشرين من أبريل (نيسان) عام 1974 أخذني جدي لكي أشاهد أول مباراة لكرة القدم من الملعب، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بين وست بروميتش ألبيون ولوتون تاون بهدف لكل فريق. ومنذ ذلك الحين وأنا أشجع نادي وست بروميتش ألبيون. وعندما كنت طفلاً، كنت أشعر بالكثير من الألم عندما كنا نخسر، لدرجة أنني أتذكر بوضوح أنني كنت أريد أن أكبر حتى لا أشعر بهذا القدر من الألم. وقد شعرت بالخجل من نفسي عندما وصلت إلى مرحلة من عدم الاتزان النفسي الأسبوع الماضي عندما صعد وست بروميتش ألبيون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. وإذا لم تكن من عشاق كرة القدم فستشعر بأن هذا الأمر كله عبارة عن هراء، لأنك لست مهتماً من الأساس بتفاصيل الموقف، لكن أرجوك أن تتحملني حتى النهاية، وسأحاول أن أوضح لك الأمر بكل بساطة، وهو أن الناديين اللذين يحتلان المركزين الأول والثاني في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى يتم تصعيدهما إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل مباشر. وخلال معظم فترات الموسم، كان وست بروميتش ألبيون يحتل المركز الأول أو الثاني. لكن قبل نهاية الموسم بتسع جولات، توقف الموسم تماما بسبب تفشي فيروس «كورونا». وكان من المفترض بشكل عام أنه عندما يتم استئناف الموسم فإن وست بروميتش ألبيون سيحافظ على المركز الأول أو الثاني، وبالتالي يصعد بشكل مباشر إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومع ذلك، حقق نادي برينتفورد انطلاقة مذهلة بعد استئناف الموسم وفاز في ثماني مباريات متتالية، ليحتل المركز الثالث في جدول الترتيب ويقلل الفجوة بينه وبين وست بروميتش ألبيون الذي كان لا يزال يحتل المركز الثاني، بفارق نقطة واحدة فقط. وبالتالي، ففي المباراة رقم 46 والأخيرة من موسم الذي امتد على مدار 11 شهراً، كان يتعين علينا أن نتفوق على برينتفورد في عدد النقاط، وكنا نلعب أمام كوينز بارك رينجرز، في حين كان برينتفورد يلعب أمام بارنسلي.
ووصل التوتر إلى درجة لا يمكن السيطرة عليها، لدرجة أنني فقدت التحكم في أعصابي ورقدت وكأنني قد رحلت عن الحياة، وكانت شريكتي تهزني من آن لآخر لتعرف ما إذا كنت على قيد الحياة أم لا! ووقعت الكارثة عندما سجل كوينز بارك رينجرز هدفا في مرمى وست بروميتش ألبيون. وفي تلك اللحظة، نظرت إلى شريكتي وهي في حالة من الذعر الشديد، لكنني لم أبد أي ردة فعل. كما أنني لم أبد أي ردة فعل عندما تأخر برينتفورد أيضا بهدف دون رد، أو عندما أحرزنا هدف التعادل في مرمى كوينز بارك رينجرز، أو عندما أحرزنا هدف التقدم، أو عندما تعادل كوينز بارك رينجرز لتصبح النتيجة التعادل بهدفين لكل فريق، أو عندما تعادل برينتفورد مع بارنسلي.
ولو كان برينتفورد سجل هدفا آخر، ولم نسجل نحن أي هدف، كنا سنبتعد عن المركزين الأول والثاني في الدقائق الأخيرة من آخر مباراة بالموسم. وبعد ذلك، سجل بارنسلي هدفا، وهي اللحظة التي شعر عندها جمهور وست بروميتش ألبيون بسعادة بالغة، وكان كل شيء على ما يرام. ورغم كل ذلك، لم أظهر أي ردة فعل، لأنني في حقيقة الأمر لم أكن قادرا على الحركة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى!
لدي صديق مقرب يحب كرة القدم، لكنه لا يشجع فريقا بعينه. لكنه عندما انتقل للعيش في برينتفورد، بدأ يشجع فريق الحي. وبحلول نهاية الموسم، كان ذلك الأمر يمثل مشكلة كبرى بالنسبة لنا. لقد حاول أن يمزح معي من خلال إرسال بعض النصوص المكتوبة لي على الهاتف بشأن المباريات، لكن ذلك الأمر لم يكن يحدث لي من قبل، على الأقل من مشجع حديث العهد بكرة القدم مثله. ثم أرسل لي نصاً مشجعاً بعد صافرة نهاية إحدى المباريات التي تعرض فيها وست بروميتش ألبيون للخسارة. لكنني أرسلت إليه ردا قاسيا، لدرجة أنني لا يمكنني أن أقول تفاصيل تلك الرسالة الآن! وعندما خسر فريقه في وقت لاحق، لم أبعث إليه برسالة نصية، لأنه كان قد أرسل لي رسالة تقول: «لم أعد أتابع مباريات كرة القدم بعد الآن، لأنني أرى أنني أبدو أحمق».
وفي غضون بضعة أشهر، تحول صديقي من شخص لا يتابع كرة القدم إلى مشجع لكرة القدم، ثم إلى مشجع متعصب، قبل أن يقرر الابتعاد عن متابعة كرة القدم في نهاية المطاف. لكن بغض النظر عن كل ذلك، ظللت أفكر في كلمة «أحمق» التي قالها في رسالته. وبعد 46 عاماً من عشقي لكرة القدم وللفريق الذي أشجعه، أدركت كلمة «أحمق» هي الكلمة المناسبة تماما للحالة التي كنت عليها، لأنني كنت أبدو أحمق، سواء فاز فريقي أو خسر. ليس من الحماقة أن تشجع فريقا لكرة القدم، لكن من الحماقة أن تصل لهذه الدرجة من الجنون أو «الاندماج»، كما يقول علماء النفس. إنه شيء من الحماقة والعار إلى حد ما.
وأود أن أشير هنا إلى أن صاحب محل البقالة الذي أشتري منه الأشياء التي أحتاج إليها، ريتشارد، من محبي نادي برنتفورد ويتابع مبارياته بشغف شديد منذ 30 عاماً وكنت أشعر بقلق شديد عليه بعد فشل برينتفورد في التأهل المباشر للدوري الإنجليزي الممتاز، لكن عندما ذهبت لرؤيته، ابتسم وقال: «هذه هي كرة قدم». لقد جعلني هذا الرجل أشعر بالخجل من نفسي. إنني أريد أن أصبح مثل ريتشارد!
- أدريان تشايلز
(مقدّم البرامج الرياضية الإنجليزي)