مرضى كورونا قد يصابون بطفح جلدي وتغير في لون البشرة

( ممرض يقيس درجة حرارة جسم مريض مصاب بـ«كورونا» في أحد مستشفيات كينيا (أ.ف.ب
( ممرض يقيس درجة حرارة جسم مريض مصاب بـ«كورونا» في أحد مستشفيات كينيا (أ.ف.ب
TT

مرضى كورونا قد يصابون بطفح جلدي وتغير في لون البشرة

( ممرض يقيس درجة حرارة جسم مريض مصاب بـ«كورونا» في أحد مستشفيات كينيا (أ.ف.ب
( ممرض يقيس درجة حرارة جسم مريض مصاب بـ«كورونا» في أحد مستشفيات كينيا (أ.ف.ب

عندما بدأ فيروس كورونا في الانتشار بجميع أنحاء الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، بدأت مكاتب الأمراض الجلدية في رؤية علامات مشبوهة على جلد بعض المرضى: أصابع حمراء أو أرجوانية، وخلايا تتسبب بالشعور بالحكة، طفرات مرقطة على الأصابع، وطفح جلدي أحمر ينتشر عبر الساقين، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
لكن هل هذه الأعراض ترتبط حقاً بفيروس «كورونا» الجديد؟ بعد كل شيء، يمكن أن تلعب عوامل أخرى كثيرة دوراً في ظهور وتطور هذه الأعراض.
وقال الدكتور آرت بابير، الأستاذ المشارك في طب الأمراض الجلدية بالمركز الطبي بجامعة روتشستر في نيويورك: «يمكن أن تؤدي العديد من الالتهابات الفيروسية إلى ظهور طفح جلدي، لذلك عند تصنيف تقارير الحالة هذه، يجب أن يكون لديك بيانات أخرى. هل كان المريض يتناول دواء قبل أسبوع من بدء الطفح الجلدي؟ هل هناك أسباب أخرى محتملة؟».
وتابع: «هذا هو التحدي الذي يطرحه (كورونا)... مع هذه الأنواع المختلفة من العروض التقديمية والطفح الجلدي، هل ترتبط هذه الحالات بالفيروس؟».
وبدأت منذ فترة عملية نشر تقارير عن هذه الحالات في المجلات الطبية. ويصف الإصدار الأخير، الذي نُشر يوم الأربعاء في مجلة «جاما ديرمتولوجي»، تجارب أربعة مرضى مصابين بـ«كوفيد - 19»، الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات في مدينة نيويورك في مارس (آذار) وأبريل (نيسان).
وكان المرضى، الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و80 عاماً، يعانون من تغير لون بشرتهم بالإضافة إلى آفات تسمى «ريتيفورم بيربورا»، وفقاً لتقرير البحث.
وتم أخذ خزعات لكل مريض، التي أظهرت أن المرضى لديهم نوع من اعتلال الأوعية الدموية، مما يعني أن الأوعية الدموية قد تأثرت.
وكتب الباحثون - من كلية طب وايل كورنيل - في تقريرهم أن تغير لون الجلد يمكن أن يمثل انسداداً جزئياً للأوعية الدموية.
وقالت الدراسة إن مثل هذا الطفح الجلدي وتغير لون الجلد يمكن أن يكون «دليلاً سريرياً» لاحتمال حدوث تخثر دموي في الجسم. منذ بداية الوباء، لاحظ الأطباء أن «كوفيد - 19» الحاد يمكن أن يسبب تخثراً غير طبيعي للدم لدى المرضى.
ويأتي التقرير مع بعض القيود بما في ذلك أن الباحثين لم يتمكنوا من تأكيد التوقيت الدقيق لظهور الطفح الجلدي ومشاكل أخرى مع الجلد، لأول مرة لكل مريض. أيضاً، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كانت ستظهر نتائج مماثلة بين مجموعة أكبر من مرضى «كورونا».
لكن بشكل عام، كتب الباحثون في تقريرهم أن الأطباء الذين يعتنون بمرضى «كوفيد - 19» يجب أن يكونوا على دراية بتغير لون الجلد والطفح الجلدي باعتباره «مظاهر محتملة» لتجلط الدم غير الطبيعي الكامن.
وأبلغ الأطباء والباحثون من جميع أنحاء العالم أيضاً عن أنواع أخرى من الطفح الجلدي بين مرضى «كوفيد - 19».
وغالباً ما يتسبب الفيروس في حدوث التهاب كبير في ضحاياه، وفي بعض الحالات ينتج ما يسمى بعاصفة السيتوكين التي يبدو أنها تسبب أسوأ ضرر للمرضى.
وأشارت الأبحاث الأولية إلى أن الطفح الجلدي والآفات داخل الفم قد تكون من أعراض الإصابة بفيروس «كورونا» - لكن الباحثين يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.
وفي مايو (أيار)، أجرى العلماء في جميع أنحاء العالم مراجعة للأبحاث، ووجدوا أن المرضى كانوا يعانون أيضاً من كدمات حمراء وحكة وطفح جلدي أحمر أو وردي يشبه الحصبة إلى حد كبير.


مقالات ذات صلة

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
TT

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)

أظهرت دراسة أميركية أن مزيجاً من دواءي «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين» يُوفّر تحكماً أفضل في الألم وبديلاً أكثر أماناً بعد جراحات الأسنان مقارنةً بالأدوية الأفيونية.

وأوضح باحثون في جامعة «روتجرز» أن هذه النتائج قد تُغيّر الطريقة التي يُعالج بها أطباء الأسنان الألم بعد العمليات الجراحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الأميركية لطب الأسنان».

وبعد جراحات الأسنان مثل خلع أضراس العقل أو جراحة اللثة، عادةً ما يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم والتهيج الناتج عن الإجراء. وتشمل المسكنات الشائعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل «الإيبوبروفين»، التي تُساعد في تقليل الألم والتورم. وفي بعض الحالات، قد تُوصَف مسكنات أقوى من الأدوية الأفيونية، مثل عقار «الهيدروكودون»، لفترات قصيرة إذا كان الألم شديداً.

للمقارنة بين مسكنات الألم الأفيونية وغير الأفيونية، أجرى الباحثون تجربة على أكثر من 1800 مريض خضعوا لجراحة إزالة أضراس العقل المطمورة، وهي عملية شائعة تسبّب ألماً يتراوح بين المعتدل والشديد.

وتلقى نصفهم دواء «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين»، في حين تلقّى النصف الآخر مزيجاً من «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين». وقيَّم المرضى مستويات الألم وجودة النوم وغيرها من النتائج خلال الأسبوع التالي للجراحة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا مزيجاً من «الإيبوبروفين» و«الأسيتامينوفين» شعروا بألم أقل، ونوم أفضل، ورضا أعلى مقارنةً بالذين تلقوا «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين». كما أظهرت النتائج أن المزيج غير الأفيوني وفّر تخفيفاً للألم بشكل أفضل خلال فترة الألم الشديد في أول يومين بعد الجراحة. كما أبلغ المرضى الذين تناولوا الأدوية غير الأفيونية عن نوم أفضل في الليلة الأولى وتداخُل أقل مع أنشطتهم اليومية خلال فترة التعافي.

وفقاً للباحثين، تتماشى هذه النتائج مع توصيات الجمعية الأميركية لطب الأسنان، التي تدعو لتجنُّب الأدوية الأفيونية بوصفها خياراً أول لعلاج الألم، لأنها تزيد من خطر الإدمان وتُسبّب آثاراً جانبية خطيرة مثل التّسمم.

وأضافوا أن هذه الدراسة تأتي في وقت تُعَد فيه الأدوية الأفيونية أحد أسباب أزمة الإدمان والوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، التي تودي بحياة أكثر من 80 ألف شخص سنوياً، حيث أصدر أطباء الأسنان وحدهم أكثر من 8.9 مليون وصفة طبية للأفيونات في عام 2022، وغالباً ما يكون الشباب الذين يخضعون لإجراءات مثل إزالة ضرس العقل أول من يتعرضون لهذه الأدوية.

ووصفت الدكتورة سيسيل فيلدمان، الباحثة الرئيسية للدراسة وعميدة كلية طب الأسنان في جامعة «روتجرز»، النتائج بـ«العلامة الفارقة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نحن واثقون أن الأفيونات لا ينبغي وصفها بشكل روتيني، وأن وصف المزيج غير الأفيوني سيحقّق فوائد أكبر للمرضى».

واختتمت قائلة: إن «هذه الدراسات لا تُساعد فقط على تحسين الرعاية الحالية لمرضى الأسنان، ولكنها تُسهم أيضاً في تدريب أطباء الأسنان المستقبليين بجامعة (روتجرز)، حيث نُحدثُ مناهجنا باستمرار في ضوء العلم».