بومبيو يبلغ حمدوك بحصول {تقدم} في ملف السودان

فيصل بن فرحان بحث ترتيبات «أصدقاء السودان» في الرياض

TT

بومبيو يبلغ حمدوك بحصول {تقدم} في ملف السودان

بحث رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية، خلال مكالمة هاتفية تلقاها من الوزير الأميركي أمس، كما تلقى حمدوك اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، ناقشا خلاله تعزيز التعاون الثنائي.
وقال حمدوك، في حسابه الرسمي على «تويتر»، إن السودان يتطلع لاستمرار دعم الإدارة الأميركية في الفترة الانتقالية في البلاد. وذكر بيان صادر عن مجلس الوزراء أن وزير الخارجية الأميركي أبدى تفاؤله بالتقدم المحرز في ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشار «البيان» إلى أن رئيس الوزراء أعرب عن تطلعه لحذف السودان من لائحة الإرهاب قريباً، وذلك بتعاون الأجهزة المختلفة في الحكومة الانتقالية.
ومن جهة ثانية، تلقى حمدوك اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بحثا خلاله عدداً من الملفات بين البلدين. وبحث الطرفان بحسب بيان مجلس الوزراء اجتماع أصدقاء السودان الذي ترعاه وتستضيفه المملكة العربية السعودية في 12 أغسطس (آب) الحالي.
وتناول الاتصال التعاون لاستمرار المحافظة على أمن البحر الأحمر، وتطوير أوجه الاستثمار بين البلدين. وتطرق الجانبان إلى أهمية تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، كما ناقشا العمل المشترك لإنجاح الفترة الانتقالية.
وكانت الحكومة السودانية، رحّبت «السبت» الماضي بتصريح لوزير الخارجية الأميركي أمام الكونغرس، الذي عبّر فيه عن رغبة بلاده بحذف السودان من اللائحة الأميركية للإرهاب.
وفي عام 1993 أدرجت واشنطن الخرطوم في قائمة الدول الراعية للإرهاب لصلات نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، بالجماعات الإرهابية. وتجدد الحكومة السودانية باستمرار التزامها بمواصلة الحوار مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لطي هذا الملف الذي يمهد الطريق لعودة السودان بالكامل للمجتمع الدولي.
وعبّرت الخارجية الأميركية أمام جلسة الكونغرس الأسبوع الماضي، عن دعمها للتحول الديمقراطي في السودان. ويُبدي السودان استعداداً لمواصلة الحوار مع الإدارة الأميركية للدخول في علاقة شراكة تفيد البلدين.
وكان بومبيو وعد بتقديم تشريع على نحو عاجل للكونغرس، يتعلق برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وعدّت الخارجية السودانية، في تصريح سابق، تصريح وزير الخارجية الأميركي مؤشراً على قرب رفع السودان من قائمة الإرهاب، وتأمل في تسريع تحقيقه.
ويعمل أعضاء في الكونغرس الأميركي على دفع إدارة ترمب لتقديم الدعم اللازم للحكومة الانتقالية في السودان. وكانت الحكومة السودانية وافقت في وقت سابق على دفع تعويضات مالية لأسر ضحايا تفجير المدمرة «كول» بخليج عدن عام 2000، وتفجير سفارتي أميركا بنيروبي ودار السلام عام 1998. ويمهد دفع التعويضات تسريع اتخاذ الإدارة الأميركية قرار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.