أنقرة تهاجم اتفاق الحدود البحرية المصري اليوناني... وأثينا تدعوها للتفاوض

سفينة التنقيب التركية «يافوز» برفقة فرقاطة تابعة للبحرية التركية في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل قبرص (أرشيفية-رويترز)
سفينة التنقيب التركية «يافوز» برفقة فرقاطة تابعة للبحرية التركية في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل قبرص (أرشيفية-رويترز)
TT

أنقرة تهاجم اتفاق الحدود البحرية المصري اليوناني... وأثينا تدعوها للتفاوض

سفينة التنقيب التركية «يافوز» برفقة فرقاطة تابعة للبحرية التركية في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل قبرص (أرشيفية-رويترز)
سفينة التنقيب التركية «يافوز» برفقة فرقاطة تابعة للبحرية التركية في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل قبرص (أرشيفية-رويترز)

قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الخميس)، إن المنطقة التي شملها اتفاق بين اليونان ومصر، لتعيين منطقة اقتصادية خالصة في شرق البحر المتوسط «تقع في نطاق الجرف القاري التركي».
وذكرت الوزارة، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن تركيا تعتبر الاتفاق «لاغياً وباطلاً»، مضيفة أنه ينتهك أيضاً «الحقوق البحرية الليبية».
ووقع وزير الخارجية المصري سامح شكرى، مع نظيره اليونانى نيكوس دندياس بالقاهرة، اليوم، اتفاق تعيين الحدود البحرية بين البلدين.
وأكد وزير الخارجية اليوناني أن الاتفاق الموقع بين حكومة «الوفاق الوطني» في ليبيا وتركيا «غير قانوني ويخالف القانون الدولى»، مشيراً إلى أن بلاده «تواجه كل التحديات في المنطقة بالتعاون مع الدولة المصرية»، وفقا لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
وفي سياق متصل، أعلنت اليونان، الخميس، أنها مستعدة لبدء محادثات مع تركيا حول المناطق البحرية المتنازع عليها بين البلدين لاستكشاف النفط والغاز في بحر إيجه.
وعلقت تركيا الشهر الماضي عمليات استكشاف النفط والغاز قبالة جزيرة يونانية بعد أن رفعت هذه الخطوة من حدة التوتر بين البلدين. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 28 يوليو (تموز) لقناة «سي إن إن ترك» أنه «مستعد للبحث في كل الخلافات مع اليونان دون شروط».
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس: «ننتظر لنرى ما إذا كانت تركيا تنوي القيام بذلك جدياً. إننا على استعداد اعتباراً من الشهر الحالي».
وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الأربعاء، أنه «مسرور دائماً للتحاور مع تركيا بشأن ترسيم المناطق البحرية في بحر إيجه وفي شرقي المتوسط». وأضاف: «أحرزنا تقدما إلى أن أنهت تركيا المحادثات التمهيدية في 2016»، وتابع أن اليونان لن تأتي إلى طاولة المفاوضات «إكراها»، مضيفا أنه في حال وجود خلاف «سنحكتم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي... سنحترم قرار المحكمة».
واعتبر ميتسوتاكيس أن تركيا تتصرف بطريقة «لا يمكن الوثوق بها» داخل حلف شمال الأطلسي وتشكل عاملا «مزعزعا للاستقرار» في المنطقة. وذكر تحليق مقاتلات تركية فوق الجزر اليونانية وعمليات الاستكشاف «غير الشرعية» قبالة سواحل قبرص ومحاولات «استخدام آلاف المهاجرين واللاجئين سلاحاً» من خلال السماح لهم في فبراير (شباط) بالتدفق بأعداد كبيرة إلى الحدود اليونانية.
ونقلت الصحف اليونانية عن مصادر عسكرية، أمس (الأربعاء)، قولها إن طائرات تركية خرقت 33 مرة على الأقل المجال الجوي اليوناني.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.