بيريرا: ولدت من جديد في الدوري الإنجليزي

ظهير ليستر تحدث عن تعرضه للإساءة بسبب لون بشرته وصعوبة حجز مكان أساسي في تشكيلة البرتغال

بيريرا (يسار) أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير في الدوري الإنجليزي (غيتي)
بيريرا (يسار) أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير في الدوري الإنجليزي (غيتي)
TT

بيريرا: ولدت من جديد في الدوري الإنجليزي

بيريرا (يسار) أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير في الدوري الإنجليزي (غيتي)
بيريرا (يسار) أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير في الدوري الإنجليزي (غيتي)

يقول مدافع المنتخب البرتغالي ونادي ليستر سيتي الإنجليزي، ريكاردو بيريرا، عن تجربته مع العنصرية: «نعم، أعتقد أنني تعرضت لإساءة عنصرية مرة واحدة فقط، لكنني كنت صغيراً. كنت في سبورتينغ لشبونة آنذاك، لكن لم يكن الأمر خطيراً للغاية. قد شعرت بالصدمة بعض الشيء، لأنني كنت صغيراً، لكنها تجربة تجعل المرء يتعلم كيف يتعامل معها في حال تعرضه لها مرة أخرى».
والآن، يعد بيريرا أحد أفضل ظهراء الجنب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد قطع اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً، والمولود في مدينة لشبونة البرتغالية، طريقاً طويلاً منذ أن تم الاستغناء عنه من قبل النادي الذي انضم إليه، وهو طفل صغير. وحصل بيريرا على لقب أفضل لاعب في نادي ليستر سيتي في الموسم التالي لانضمامه للفريق قادماً من بورتو البرتغالي في 2018 مقابل 25 مليون يورو، واستمر في تقديم نفس المستويات الرائعة خلال الموسم الحالي حتى تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي الأمامي في آخر مباراة للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل توقف الموسم بسبب تفشي فيروس كورونا.
وعلى الرغم من شعور بيريرا بالإحباط الشديد لغيابه عن تشكيلة ليستر سيتي الذي كان يسعى لإنهاء الموسم الحالي ضمن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فإنه يشعر بالسعادة لسببين... الأول تأهل ليستر لبطولة الدوري الأوروبي في نهاية المطاف، وتنفيذ تعهد رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بعرض شعار حملة «حياة السود مهمة» المناهضة للعنصرية خلال المباريات الأخيرة من الموسم المنتهي للدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان بيريرا يلعب مع فريق الناشئين بنادي سبورتنغ لشبونة، عندما تعرض لإساءة عنصرية من والدة أحد لاعبي الفريق المنافس، في تجربة لن ينساها أبداً. يقول اللاعب البرتغالي: «في بعض الأحيان يعتقد الناس أنه يمكنك أن تفعل ما تريد في كرة القدم، لكن هناك حدوداً. إنهم لا يعرفون الشعور الذي ينتاب اللاعب الذي يتعرض للعنصرية، ويتعين عليهم أن يحترموا الجميع، لأننا جميعاً متساوون، وهذا شيء يجب أن يدركه الجميع. يتعين علينا أن نقف ضد العنصرية وضد جميع أنواع وأشكال التمييز، ومن المهم أن يبدأ الجميع في الحديث عن العنصرية ومحاولة إجراء بعض التغييرات في عقول الناس».
وقد اعتاد بيريرا، الذي لم يحصل على عقد احتراف في سبورتنغ لشبونة بعد 6 سنوات من اللعب في أكاديمية الناشئين بالنادي، على التعامل مع الظروف الصعبة، فقد أمضى موسماً في نادي نافال، الذي كان يلعب في الدوري البرتغالي الممتاز، لكنه أغلق أبوابه في سبتمبر (أيلول) 2017 بسبب مشكلات مالية، قبل أن ينتقل إلى نادي فيتوريا غيماريش، ويقدم معه مستويات جيدة أهّلته للانضمام لنادي بورتو.
يقول بيريرا: «إنه أمر صعب للغاية عندما تكون طفلاً، ويتم رفضك من أحد الأندية، لكن كان من المهم بالنسبة لي أن أمر بتجارب أكثر صعوبة عندما رحلت عن سبورتنغ لشبونة. فعندما انضممت إلى نادي نافال، كانت الإمكانات بملعب التدريب أقل مما اعتدت عليه، وكان ذلك بمثابة حافز جيد بالنسبة لي لكي أحاول وأعود للعب في أعلى المستويات مرة أخرى. لقد كانت تلك الفترة هامة للغاية في مسيرتي الكروية».
وفشل بيريرا في حجز مكان في التشكيلة الأساسية لنادي بورتو، ورحل عن النادي على سبيل الإعارة لنادي نيس الفرنسي، ليلعب في عام 2015 تحت قيادة كلود بويل، الذي تولى فيما بعد القيادة الفنية لنادي ليستر سيتي. وغيّر بويل مركز بيريرا من جناح إلى ظهير أيمن، ثم تعاقد معه عندما انتقل لتولي قيادة ليستر سيتي. واستمر بيريرا في تقديم نفس الأداء القوي، حتى بعد رحيل بويل وتعيين المدير الفني الآيرلندي الشمالي بريندان رودجرز على رأس القيادة الفنية للفريق الإنجليزي.
وخلال موسمين في الدوري الإنجليزي الممتاز، ساهم اللاعب البرتغالي في إحراز 5 أهداف وصنع 8 أهداف أخرى، كما جاء في المركز الأول بين جميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم من حيث قطع الكرات وإفساد الهجمات، بفارق 16 استخلاص للكرة عن أقرب منافسيه.
وأعرب بيريرا عن سعادته باللعب في الدوري الإنجليزي، معتبراً أنه في هذه المسابقة ولد من جديد، كما أعرب عن استمتاعه باللعب تحت قيادة رودجرز، قائلاً: «منذ اليوم الأول لتوليه قيادة الفريق، أخبرنا أنه يريد منا أن نلعب كرة قدم جميلة وممتعة، لأننا نمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهلنا للقيام بذلك. لقد لاحظنا تغيراً في قوة التدريبات في أول حصة تدريبية تحت قيادته، وقد كان الأمر صعباً علينا في البداية، لأننا لم نكن معتادين على ذلك. لكن مستوانا تحسن أسبوعاً بعد الآخر، ومباراة بعد أخرى، وقد كان من الجيد أن نلعب تحت قيادته 7 أو 8 مباريات خلال الموسم الماضي؛ حيث بدأنا الموسم الحالي، ونحن نعرف جيداً الطريقة التي يعمل بها».
ويشير بيريرا إلى أنه من السابق لأوانه وضع إطار زمني لعودته للملاعب، لكنه يؤكد على أنه يحرز تقدماً جيداً، بعد أن قضى شهراً في البرتغال خلال المراحل الأولى من إعادة تأهيله. وقد أنهى بيريرا المباراة التي سحق فيها ليستر سيتي نظيره أستون فيلا برباعية نظيفة في مارس (آذار) الماضي، رغم تعرضه للإصابة في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، ولم يكتشف حجم الإصابة بالكامل إلا بعد يومين بعد خضوعه لفحوصات طبية.
يتذكر بيريرا ما حدث قائلاً: «في ذلك الوقت، كنا نعتقد أنني يمكنني أن ألعب المباراة التالية أمام واتفورد، لأنه لم يكن هناك شيء خطير. لذا عندما اتصل بي الطبيب، وأخبرني بنتائج الفحوصات، شعرت بصدمة كبيرة». لكن تأجيل نهائيات كأس الأمم الأوروبية لتقام خلال الصيف المقبل سيمنحه فرصة للمنافسة على العودة لتشكيلة المنتخب البرتغالي والمشاركة في تلك البطولة التي كان سيغيب عنها بكل تأكيد، لو كانت أقيمت خلال الصيف الحالي.
ويجد بيريرا منافسة شرسة على حجز مكان أساسي في تشكيلة منتخب البرتغال، من جانب لاعب مانشستر سيتي، جواو كانسيلو، وظهير برشلونة، نيلسون سيميدو، وبالتالي لم يكن من الغريب أن يشارك في 7 مباريات دولية فقط. لكن اللعب في الدوري الأوروبي الموسم المقبل مع ليستر سيتي سيدعم حظوظه بالطبع للمشاركة بصفة أساسية مع منتخب بلاده تحت قيادة المدير الفني المخضرم فرناندو سانتوس. يقول بيريرا عن ذلك: «بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون اللاعبين الذين لدينا في هذا المركز، ربما يكون الأمر غريباً. يجب أن أعمل بكل قوة حتى أحجز مكاناً في التشكيلة الأساسية لمنتخب البرتغال».


مقالات ذات صلة

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.

رياضة عالمية بول سكولز (بي تي سبورتس)

سكولز ينتقد رفع راتكليف أسعار التذاكر لجماهير مانشستر يونايتد

قال نجم كرة القدم الإنجليزي السابق بول سكولز إن السير جيم راتكليف لم يفعل «أي شيء إيجابي» خلال عامه الأول في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كاسيميرو (أ.ب)

الأندية السعودية مهتمة بكاسيميرو بعد إشارات الرحيل عن يونايتد

يبدو أن لاعب خط الوسط البرازيلي كاسيميرو أعطى إشارات واضحة لمانشستر يونايتد حول استعداده للرحيل عن الفريق.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.