حفلات الزفاف تستعيد صخبها في الريف المصري رغم «كورونا»

تقام في سرادقات كبيرة من دون إجراءات وقائية

سرادقات الأفراح تتجاهل «كورونا» في الريف المصري (الشرق الأوسط)
سرادقات الأفراح تتجاهل «كورونا» في الريف المصري (الشرق الأوسط)
TT

حفلات الزفاف تستعيد صخبها في الريف المصري رغم «كورونا»

سرادقات الأفراح تتجاهل «كورونا» في الريف المصري (الشرق الأوسط)
سرادقات الأفراح تتجاهل «كورونا» في الريف المصري (الشرق الأوسط)

بينما كانت السلطات المصرية تشدد من إجراءاتها الوقائية للحد من تفشي وباء «كورونا» في البلاد خلال إجازة عيد الفطر الماضي، عبر قرارات صارمة، كان بعض المصريين يُصر على تنظيم حفلات زفاف «صامتة» ومن دون «معازيم» وكانت تنتهي فعالياتها قبيل غروب الشمس التزاما بتوقيت حظر التجول، لكن بعد إجازة عيد الأضحى التي تعد موسما مهما لحفلات الزواج في مصر خلال فصل الصيف، تغير الوضع تماماً، وعاد الصخب والمدعوون إلى حفلات الزفاف وخصوصاً بالريف المصري، لا سيما بعد تخفيف «قيود كورونا» وتطبيق «خطة التعايش مع الفيروس» بعد فترة إغلاق دامت نحو 3 أشهر.
محمود علي إبراهيم، موظف حكومي يبلغ من العمر 50 عاماً، يقيم بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الأشهر الثلاثة الماضية لم أحرص على تلبية أي دعوة لحضور حفل زفاف في القرية التي أقيم بها، أو القرى المجاورة، خوفاً من انتشار فيروس (كورونا)، باستثناء دعوات بعض الأقارب والأصدقاء المقربين، الذين جاملوني من قبل بتقديم بعض النقود والهدايا في فرح ابنتي قبل عامين، وكنت أذهب لتقديم (الواجب) فقط ونرحل بسرعة تماشيا مع حالة الخوف العامة من فيروس (كورونا) الذي أصاب وتتسبب في موت بعض الأشخاص بمنطقتنا، لكن مع عودة الحياة الطبيعية إلى كافة أركان البلاد وإعادة فتح المقاهي ودور السينما والمسارح وإلغاء حظر التجول عاد كل شيء إلى أصله قبل أزمة (كورونا) وكأن شيئا لم يكن، ومن بينها حفلات الزفاف الصاخبة».
وأشار إبراهيم إلى أنه حضر حفلات زفاف كبيرة خلال إجازة عيد الأضحى وقبل العيد بها مئات المدعويين وفرق غنائية تسهر حتى منتصف الليل ولم ير شخصاً واحداً خلال تلك الأجواء المبهجة يرتدي كمامة، مؤكداً أن «معظم المصريين باتوا يستهينون بالفيروس ولا يستجيبون إلى نداءات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، لكن الكثيرين يضطرون إلى ارتداء الكمامات بصفة شكلية فقط قبل الدخول إلى الهيئات والمصالح الحكومية والبنوك من أجل تنفيذ التعليمات».
واتخذت السلطات المصرية خلال شهر مارس (آذار) الماضي عدة إجراءات احترازية من بينها إغلاق قاعات الأفراح في كافة أنحاء الجمهورية لوقف انتشار عدوى «كورونا»، ما اضطر العديد من العائلات إلى الاكتفاء بالسماح للعروس بارتداء الفستان الأبيض والذهاب إلى صالونات التجميل قبل التقاط الصور التذكارية والدخول إلى «عش الزوجية».
ونفى مجلس الوزراء المصري في العاشر من شهر يوليو (تموز) الماضي شائعة فتح قاعات الأفراح، والعزاء، وأكد استمرار إغلاقها. وفق بيان رسمي، لكن ثمة قاعات تفتح أبوابها حاليا في بعض المدن والقرى المصرية ويكتب اسمها في «كروت دعوات حفل الزفاف».
ومع استمرار قرار إغلاق قاعات الأفراح في مصر، والخوف من فرض غرامات مالية كبيرة، استعان الكثير من أصحاب الأفراح بمحال الفراشة لإقامة سرادقات كبيرة أمام المنازل لتحل محل القاعات، وتتراوح تكلفة السرادق الواحد بالريف المصري ما بين 7 آلاف جنيه مصري وحتى أكثر من 50 ألف جنيه حسب المساحة ومستوى الخدمة، (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيهاً مصرياً) وفق محمد وهبة، صاحب محل فراشة بمحافظة الشرقية والذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الأفراح في السرادقات الكبيرة تكلفتها أكثر من قاعات الزفاف لأنها تستوعب مئات المدعوين الذين يتم دعوتهم إلى العشاء أيضا، حيث يذبح الكثير من أصحاب هذه الحفلات رأس ماشية أو أكثر لتكفي المعازيم الذين يُقدم لهم المشروبات الساخنة والباردة بعد تناول العشاء داخل السرادق عبر طاقم متخصص، ما يجعل تكلفة حفلات الزفاف بالسرادقات مرتفعة مقارنة بالقاعات التي يتم الاكتفاء فيها بتقديم المشروبات الباردة مع قطع الجاتوه فقط في كثير من الأحيان».
وطالب قطاع الفنادق بغرفة المنشآت السياحية المصرية بالسماح بإقامة الأفراح والمؤتمرات بإجراءات احترازية، وفق عادل عاقل، عضو مجلس غرفة المنشآت الفندقية، الذي أضاف في تصريحات تلفزيونية أخيراً: «نعمل على تحفيز عودة النشاط من دون مغالاة في أسعار قاعات الأفراح»، مؤكداً أن «هناك إجراءات لتحفيز عودة النشاط وليس منطقيا المغالاة في أسعار قاعات الأفراح».
كما تقدم النائب طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب المصري، بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، بشأن تأجيل سداد حق الانتفاع أو الاستئجار للكافيهات وقاعات الأفراح والأماكن الترفيهية، بسبب تداعيات «كورونا».
وشهد عدد كبير من القرى المصرية خلال الأيام الماضية حفلات زفاف بجانب حفلات نقل جهاز العروس والتي تشهد غالباً طقوساً اعتيادية ومواكب مبهجة بالشوارع المصرية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.