القطاع الخاص غير النفطي بالإمارات يحقق انتعاشاً للشهر الثاني على التوالي

مصر: ارتفاع ملحوظ في مؤشر مديري المشتريات يوليو الماضي

استمر نشاط الشركات الإماراتية في التوسع بوتيرة قوية في يوليو الماضي حيث شهدت الشركات ارتفاعاً آخر في الأعمال الجديدة (وام)
استمر نشاط الشركات الإماراتية في التوسع بوتيرة قوية في يوليو الماضي حيث شهدت الشركات ارتفاعاً آخر في الأعمال الجديدة (وام)
TT

القطاع الخاص غير النفطي بالإمارات يحقق انتعاشاً للشهر الثاني على التوالي

استمر نشاط الشركات الإماراتية في التوسع بوتيرة قوية في يوليو الماضي حيث شهدت الشركات ارتفاعاً آخر في الأعمال الجديدة (وام)
استمر نشاط الشركات الإماراتية في التوسع بوتيرة قوية في يوليو الماضي حيث شهدت الشركات ارتفاعاً آخر في الأعمال الجديدة (وام)

أظهرت إحصاءات جديدة، صدرت اليوم (الأربعاء)، أن القطاع الخاص غير المنتج للنفط حقق انتعاشاً طفيفاً للشهر الثاني على التوالي خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات الرئيسي لـ«مجموعة آي إتش إس ماركت» في الإمارات (هو مؤشر مركب يعدل موسمياً وأُعدّ ليقدم نظرة عامة دقيقة على ظروف التشغيل في اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط) من 50.4 نقطة في شهر يونيو (حزيران) إلى 50.8 نقطة في شهر يوليو الماضيين.
وأظهر المؤشر في أحدث التقارير التي أصدرها أمس وجود تحسن للشهر الثاني على التوالي في الأوضاع التجارية، حيث أوضح المؤشر أن القطاع الخاص غير المنتج للنفط في الإمارات شهد نشاطاً في الأوضاع التجارية خلال شهر يوليو الماضي، وشجع ارتفاع إجمالي طلب الشركات الإماراتية على زيادة الإنتاج مرة أخرى في يوليو الماضي، موضحاً أن معدل النمو كان هو الأسرع في 10 أشهر.
وبعد التوسع الذي شهده شهر يونيو الماضي، لم تتغير الزيادة الأخيرة وكانت قوية في المجمل، حيث أوضح التقرير، بحسب الشركات المشاركة فيه، أن البدء في مشاريع جديدة وزيادة في التسويق ساعدا في زيادة النشاط، لافتاً إلى أن تكاليف التوظيف كانت مستقرة بشكل كبير في يوليو الماضي.
وأضاف التقرير: «لوحظ تزايد الطلب على مستلزمات الإنتاج كعامل مساهم. وفي الوقت نفسه، انخفضت أسعار البيع بوتيرة أسرع، وذلك بسبب زيادة المنافسة في القطاع الخاص غير المنتج للنفط مع إعادة فتح المزيد من الشركات. وكان مستوى التفاؤل أعلى من مستوى شهر مايو الماضي».
وأكد التقرير أن «التوقعات العامة للنشاط بقيت إيجابية، مما شجع الشركات على زيادة مخزون مستلزمات الإنتاج تحسباً من ارتفاع المبيعات، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن ظروف سلاسل التوريد استمرت في التحسن، حسبما أشارت التخفيضات المتتالية في مواعيد التسليم في يونيو ويوليو الماضيين. وكان التحسن الأخير قوياً ويعدّ الأسرع منذ سبتمبر (أيلول) 2019».
وقال ديفيد أوين، الباحث الاقتصادي في «مجموعة آي إتش إس ماركت»: «استمر نشاط الشركات الإماراتية في التوسع بوتيرة قوية في يوليو، حيث شهدت الشركات ارتفاعاً آخر في الأعمال الجديدة». وأضاف: «بحسب الشركات المشاركة، فإن إعادة فتح الاقتصاد، بما في ذلك رفع إجراءات حظر التجول، ساعدت على تنشيط إنفاق المستهلكين. وكان من الواضح أيضاً بشكل خاص أن توقعات الإنتاج المستقبلية تعتمد على كيفية انتعاش الطلب في الأشهر المقبلة، حيث تأمل الشركات في أن يخطو الاقتصاد خطوات إلى مستويات إنتاج ما قبل (كوفيد19) خلال النصف الثاني من عام 2020». وتابع أوين: «معدل انخفاض أسعار البيع ازداد بسرعة وكان قوياً في شهر يوليو الماضي، ويرجع ذلك بالأساس إلى ازدياد المنافسة مع عودة مزيد من الشركات إلى العمل بشكل طبيعي».
من جانب آخر، ارتفع مؤشر مديري المشتريات في مصر خلال يوليو الماضي، مقارنة بالشهر السابق له، بشكل ملحوظ، مقترباً من المستوى الذي يشير إلى عودة الانتعاش.
وأوضح التقرير الصادر عن المؤشر الرئيسي PMI لمجموعة IHS Markit في مصر، أن المؤشر الذي تم إعداده ليقدم نظرة عامة دقيقة على ظروف التشغيل في اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط، سجل 49.6 نقطة في شهر يوليو، مرتفعاً بذلك عن 44.6 نقطة سجلها في يونيو (حزيران) الماضي.
سجل المؤشر في يوليو، قراءة هي الأقرب إلى المستوى الذي يفصل بين الركود والانتعاش 50 نقطة، وأشارت القراءة إلى تدهور طفيف في ظروف العمل، رغم تجدد زيادة كل من النشاط والطلبات الجديدة.
وأشارت بيانات المؤشر إلى عودة نمو النشاط في شهر يوليو، حيث ارتفع إنتاج القطاع الخاص غير المنتج للنفط للمرة الأولى منذ عام، ولكن بشكل طفيف. كما ازدادت الأعمال الجديدة مع تحسن التصدير، مما أدى إلى انخفاضات أبطأ في التوظيف والمخزون.
وسجلت الشركات المصرية أول زيادة في الإنتاج على مستوى القطاع الخاص غير المنتج للنفط في عام خلال شهر يوليو، حيث بدأت قطاعات رئيسية من الاقتصاد مثل السياحة والضيافة في إعادة فتح أعمالها.
وقامت العديد من الشركات بزيادة نشاطها مع زيادة أعداد السياح، كما ارتفع الطلب على الصادرات أيضاً ومع ذلك، كان التوسع العام في الإنتاج هامشياً، حيث استمرت العديد من الشركات في تخفيض نشاطها بسبب الضعف الهيكلي المستمر الناتج عن «كوفيد - 19».



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».