مغامر لاتفي يجتاز وحيداً المحيط الهادئ على قارب تجديف

المغامر اللاتفي كارليس بارديليس (أ.ف.ب)
المغامر اللاتفي كارليس بارديليس (أ.ف.ب)
TT

مغامر لاتفي يجتاز وحيداً المحيط الهادئ على قارب تجديف

المغامر اللاتفي كارليس بارديليس (أ.ف.ب)
المغامر اللاتفي كارليس بارديليس (أ.ف.ب)

بعدما أمضى 140 يوماً في اجتياز المحيط الهادئ على قارب خشبي من دون لقاء أي إنسان في طريقه، يحلم المغامر اللاتفي كارليس بارديليس بتكرار التجربة التي نجح فيها في «أول رحلة انفرادية على مركب تجديف» من أميركا الجنوبية إلى جنوب شرقي آسيا.
بدأ بارديليس رحلته التي استغرقت عامين تقريباً في البيرو في يوليو (تموز) 2018، ووصل إلى بولينيزيا الفرنسية بعد ما يقرب من خمسة أشهر قبل إنهاء المغامرة في ماليزيا في يونيو (حزيران) الماضي.
وعلى طول الطريق، اضطر لمواجهة أسماك قرش قبالة بابوا غينيا الجديدة واستخدام بطارية لاستبدال مرساة مفقودة، كما نجا من حوادث تصادم بعدما اقترب كثيراً من قوارب أخرى.
وقد دامت أطول فترة له في عرض البحر من دون أن يرى أي شخص ما يقرب من خمسة أشهر. وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية في مسقط رأسه لاتفيا: «لا نستطيع تغيير الظروف، لكن يمكننا تغيير مواقفنا تجاهها»، وذلك بعدما أمضى أسبوعين في الحجر الصحي الإجباري لدى عودته من ماليزيا.
وقال الرجل البالغ من العمر 35 عاماً: «سألني كثيرون هل فقدت صوابي أو أصبحت مجنوناً». وأضاف: «لا، أنا أستمتع بذلك فقط لأنه خياري».
وقد وثق بارديليس رحلته الممتدة على 26 ألف كيلومتر عبر صفحته على «فيسبوك».
وقد مارس رياضة التجديف لفترة تصل إلى 13 ساعة يومياً ليشق طريقه من أميركا الجنوبية إلى آسيا من دون محرك ولا أشرعة على قارب خشبي بطول سبعة أمتار مغطى بملصقات للشارات الراعية.
ويضم قارب التجديف البالغ عرضه مترين، مقصورة صغيرة للنوم وتخزين الإمدادات والمعدات.
ووثق المغامر اللاتفي رحلته من البيرو إلى ماليزيا على موقع «أوشن روينغ» الإلكتروني، ويُعتقد أنها الأولى من نوعها.
وقال بارديليس: «أنا متأكد بنسبة 200 في المائة من أني قمت بأول رحلة فردية في زورق التجديف من أميركا الجنوبية إلى جنوب شرقي آسيا».
توقف هذا المغامر المجاز في الاقتصاد والعلوم البيئية مع شعوب توفالو وبولينيزيا الفرنسية وجزر سليمان وبابوا غينيا الجديدة وإندونيسيا وغيرها.
وأوضح بارديليس إنه أينما ذهب، كان يبدو مثل ملاح فايكينغ معاصر، بعيون زرقاء وشعر أشقر طويل ولحية عريضة، وكان السكان المحليون مرحبين في كل مكان.
في إندونيسيا، ساعده السكان في نقل قاربه إلى الشاطئ وتأمين طريقه من العوائق.
ورغم أنه قضى معظم وقته وحيدا في البحر، أوضح بارديليس أنه لم يشعر بالوحدة أبداً. وقال: «المحيط مليء بالحياة: لم أكن وحدي، بل كنت مع الطيور والأسماك والحيتان»، مشيراً إلى أن استماعه إلى المدونات والكتب الصوتية التي حمّلها أثناء وجوده في الميناء ساعده أيضاً في الصمود.
ولم يكن عبور المحيط الهادئ أول مغامرة بحرية لهذا اللاتفي.
ففي 2016، جدّف بارديليس مع صديق عبر المحيط الأطلسي من ناميبيا إلى البرازيل. ثم عبر أميركا الجنوبية لاحقاً على دراجة ترادفية مع صديقته آنذاك، قبل أن يبدأ مغامرته منفرداً من بيرو.
وقال بارديليس إنه يريد العودة إلى قاربه في ماليزيا بمجرد انتهاء موسم الرياح الموسمية، والبدء في مغامرة تجديف جديدة للوصول إلى ناميبيا، وبالتالي الإبحار حول العالم معتمداً على قوته الجسدية حصراً. وأضاف: «سيكون من السهل أن أركب قارباً شراعياً، لكني أحب التجديف، واستخدام الأشرعة سيكون بمثابة خيانة، حتى لو لنفسي».



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.