وهبة يعلن السعي لإعادة النازحين السوريين وإدانة انتهاكات إسرائيل سيادة لبنان

من التسلم والتسليم بين الوزير المستقيل ناصيف حتّي والوزير الجديد شربل وهبة (أ.ف.ب)
من التسلم والتسليم بين الوزير المستقيل ناصيف حتّي والوزير الجديد شربل وهبة (أ.ف.ب)
TT

وهبة يعلن السعي لإعادة النازحين السوريين وإدانة انتهاكات إسرائيل سيادة لبنان

من التسلم والتسليم بين الوزير المستقيل ناصيف حتّي والوزير الجديد شربل وهبة (أ.ف.ب)
من التسلم والتسليم بين الوزير المستقيل ناصيف حتّي والوزير الجديد شربل وهبة (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية اللبناني الجديد شربل وهبة أنه سيعمل على تنفيذ ورقة السياسة العامة لعودة النازحين السوريين، التي أقرتها الحكومة، ومتابعة الدفاع عن الثوابت الوطنية ومصالح لبنان في المحافل الدولية، شاكراً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب على ثقتهما، فيما تمنّى له الوزير المستقيل ناصيف حتّي التوفيق في «الفترة الصعبة والمصيرية في تاريخ لبنان».
وجاءت مواقف كل من وهبة وحتّي خلال مراسم التسلم والتسليم بمقر الوزارة، حيث وصف الأخير خلفه بالصديق القديم، متمنياً له «التوفيق في تحمل هذه المسؤوليات والمهام الجسيمة في فترة صعبة وهامة ومصيرية في تاريخ لبنان، وقد مررت بها حتى الأمس».
وفيما أشاد وهبة «بالجهود التي بذلها الوزير حتّي على رأس الوزارة»، عبّر عن امتنانه «للثقة التي أولاني إياها فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي عملت معه لحوالي ثلاث سنوات كمستشار للشؤون الدبلوماسية، وكذلك لرئيس الحكومة حسان دياب، آملاً أن أستطيع مواكبة جهودهما في سبيل النهوض بلبنان وعودة تألقه داخلياً وخارجياً».
وأضاف: «لا شك بأن هذه المسؤولية تأتي في ظروف عصيبة وغير مسبوقة، لكن ذلك حتماً يجب ألا يثنينا أينما كان موقعنا عن السعي إلى تجاوز المحنة والعمل على إصلاح الأوضاع على كل الصعد، من حلول دائمة لهذه الأزمات المتعددة التي نعيشها والتي أتت بفعل تراكمات ومحن محلية وإقليمية تستوجب التعاون مع المجتمع الدولي لتجاوزها؛ وعلى رأسها أزمة النازحين».
وقال إن «وزارة الخارجية والمغتربين ستعمل على المؤازرة في تطبيق الورقة، على أمل تحقيق العودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم وتخفيف العبء الكبير الذي يتحمله لبنان بهذا الخصوص. وسوف نلتزم بما نص عليه الدستور اللبناني من رفض التوطين وتأكيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين». كما قال إن «الوزارة ستتابع الدفاع عن الثوابت الوطنية ومصالح لبنان في المحافل الدولية أمام الاستحقاقات العديدة التي نواجهها، مع تأكيد الحفاظ على أفضل العلاقات مع قوات (اليونيفيل) وتمسك لبنان بالتطبيق الكامل للقرار الدولي (1701)، وإدانة خروق العدو الإسرائيلي المتمادية لهذا القرار وانتهاكه للسيادة اللبنانية براً وجواً وبحراً، والتمسك بمبدأ ترسيم الحدود البحرية، والحفاظ على ثروته النفطية في المياه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وأحقية لبنان باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر». وأضاف: «سنعمل على تمتين العلاقات القائمة مع الدول الشقيقة والصديقة، وعلى متابعة تنفيذ الخطة الحكومية للنهوض الاقتصادي، والعمل على تنفيذ مقررات مؤتمر (سيدر) بالتعاون مع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان والمجتمع الدولي»، مشيراً كذلك إلى العمل «لتكثيف التواصل مع دول العالم العربي».



الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حولوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء من الخصوم السياسيين إلى معتقلات للمعارضين، بعد أن امتلأت السجون الرئيسية للجماعة بالمختطَفين من مختلف فئات المجتمع اليمني، وقدَّروا وجود الآلاف في هذه السجون المستحدَثة.

ونُقل عن المفرَج عنهم خلال لقاءات عُقدت مع نشطاء أن المنازل التي صادرها الحوثيون وتعود ملكيتها إلى مسؤولين وسياسيين يمنيين ومعارضين وتجار وبرلمانيين، باتت سجوناً لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الذين اعتُقلوا خلال الشهرين الماضيين، وأغلبهم اعتُقل بتهمة التحضير للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال البلاد.

الحوثيون حوَّلوا منازل الخصوم السياسيين إلى مخازن للأسلحة ومعتقلات (إعلام محلي)

ووفق ما نقله المعتقلون المفرَج عنهم، فإن المحققين الحوثيين أبلغوهم أنه، خلال الشهرين الماضيين، اعتُقل نحو 8 آلاف شخص، معظمهم من سكان محافظة إب (192 كيلومتراً جنوب صنعاء) التي تحولت إلى مركز لمعارضة حكم الجماعة الحوثية.

وأكد هؤلاء أن من أُفْرِج عنهم لا يزيدون على 100 شخص، بينما لا تزال البقية في تلك المعتقلات السرية.

ووفق هذه الرواية، فإن هناك مجاميع أخرى من المعتقلين توزعوا في السجون الرئيسية للمخابرات مثل سجن الأمن والمخابرات في مدينة صنعاء (الأمن السياسي سابقاً)، ومعتقل شملان في محافظة صنعاء، وأوضحوا أن من بين المعتقلين أطفالاً قصّراً تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً، ويجري نقلهم من زنزانة إلى أخرى، كما يخضعون لتعبئة فكرية طائفية تحت مسمى «الدورات الثقافية» بهدف تغيير قناعاتهم المعارضة، وإفهامهم بخطأ الاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت في 1962 بنظام حكم الإمامة في شمال اليمن.

تغييب الآلاف

على الرغم من إعلان الجماعة الحوثية إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين على دفعات، فإن نشطاء وعائلات المعتقلين نفوا ذلك، وأكدوا أن الآلاف لا يزالون مغيَّبين، وأنه لا يُعرف مواقع اعتقالهم، ولم يُسمح لهم بالاتصال بأسرهم.

وذكرت المصادر أن الحوثيين نقلوا المعتقلين من محافظة إب إلى صنعاء؛ لأن سجون المخابرات في المحافظة لا تتسع لذلك العدد، ولزيادة معاناة أسرهم لصعوبة الوصول إليهم ومتابعة قضاياهم بسبب التكلفة المالية الكبيرة للانتقال إلى صنعاء، وعدم معرفتهم بالمسؤولين هناك.

واستهجنت المصادر محاولة الحوثيين التغطية على السخط الشعبي من ممارساتهم باتهام المعتقلين بالعمالة والارتزاق.

وبيّنت أن غالبية كبيرة من هؤلاء المعتقلين هم من البسطاء مثل الباعة المتجولين أو عمال المطاعم والمقاهي أو من الطلاب والمراهقين، مع وجود عدد محدود من الكتاب والنشطاء ووجهاء القبائل والسياسيين الذين ينتمون إلى جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين.

أبو حاجب عقب إطلاق سراحه من سجون الحوثيين (إعلام محلي)

ويذكر الزعيم القبلي معمر أبو حاجب أنه عندما كان في الزنزانة ظن أن الاعتقالات استهدفت أصحاب الرأي من ناقدين وكتّاب ومعارضين، لكنه ما إن خرج حتى شاهد شباباً بعمر الزهور، وشيوخاً أعمارهم تعفيهم من المساءلة، ولا علاقة لهم بالعمل السياسي، وهو ما أصابه بالدهشة.

وطبقاً لما أورده أبو حاجب، الذي أمضى أكثر من 50 يوماً في السجن، فقد زاد استغرابه عندما أبلغه كثير من الشبان أن سجون أقسام الشرطة مليئة بالمعتقلين، وأنه بعد أن امتلأت تلك السجون بالمعتقلين جرى إيداع مجاميع من هؤلاء الشبان في المنازل التي تحولت إلى معتقلات.

وذكر أن من بين من وجدهم هناك الناشطين رداد الحذيفي ومحمد المياحي ومحمد الكثيري وخليل البحم. وأكد الرجل في لقاءاته مع زائريه أن الحوثيين يصنعون داخل هذه السجون من وصفهم بـ«الثوار» الذين سيذودون عن شعبهم ضد كل باغٍ وظالم.