حزب إردوغان يشعل غضباً بإعلانه نية الانسحاب من «اتفاقية إسطنبول»

تهدف إلى حماية المرأة من العنف المنزلي

إردوغان أمام البرلمان الأسبوع الماضي يعد لتقييد وسائل التواصل الاجتماعي (أ.ب)
إردوغان أمام البرلمان الأسبوع الماضي يعد لتقييد وسائل التواصل الاجتماعي (أ.ب)
TT

حزب إردوغان يشعل غضباً بإعلانه نية الانسحاب من «اتفاقية إسطنبول»

إردوغان أمام البرلمان الأسبوع الماضي يعد لتقييد وسائل التواصل الاجتماعي (أ.ب)
إردوغان أمام البرلمان الأسبوع الماضي يعد لتقييد وسائل التواصل الاجتماعي (أ.ب)

فجر إعلان «حزب العدالة والتنمية» الحاكم برئاسة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه يدرس الانسحاب من اتفاقية مجلس أوروبا لمناهضة الاعتداءات ضد المرأة وحمايتها من العنف المنزلي المعروفة باسم (اتفاقية إسطنبول)، موجة جديدة من الجدل الحاد في تركيا من جانب أحزاب المعارضة والمنظمات المعنية بحقوق المرأة، بل وأثار انقساماً داخل الحزب ذاته، حيث رفض عدد من نائباته في مقدمتهم وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي السابقة النائبة عن مدينة إسطنبول حالياً، فاطمة بتول صايان كايا.
وضاعف من حدة الغضب تجاه الدعوة للانسحاب من الاتفاقية أنها تزامنت مع وقوع جريمة قتل بشعة لفتاة جامعية في السابعة والعشرين من عمرها وتصاعد معدلات العنف ضد المرأة في تركيا في الشهر الأخيرة حيث شهد يوليو (تموز) الماضي وحده 39 حالة اعتداء على نساء في تركيا بعضها انتهى بالقتل. وتفجر الجدل مع إعلان نعمان كورتولموش، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، الأسبوع الماضي أن حزبه يعكف على بدء العمل للانسحاب من «اتفاقية إسطنبول»، لافتاً إلى أن الحزب وكما انضم إلى الاتفاقية، يمكنه العمل على الانسحاب منها من دون عوائق.
وتبنى مجلس أوروبا، وهو منظمة أوروبية تدافع عن حقوق الإنسان ودولة القانون مقرها ستراسبورغ، «اتفاقية إسطنبول» عام 2011، وهي أول آلية فوق وطنية تضع معايير ملزمة قانونياً ترمي لمنع العنف ضد النساء، ووقعت عليها تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية وصادق عليها البرلمان بتصويت من جميع نوابه (550 نائباً في ذلك الوقت)، فيما يسعى الحزب نفسه الآن إلى الانسحاب من الاتفاقية بدعوى أنها لا تتناسب مع الدين والعرف في تركيا.
ورأى كتاب وصحافيون أتراك أن حكومة إردوغان خضعت مرة أخرى لضغوط حزب الحركة القومية الحليف للحزب الحاكم، وجماعات دينية محافظة تعارض الاتفاقية من منطلقات قومية ودينية، في محاولة لكسب رضى وأصوات هذه الأحزاب والجماعات في الانتخابات المقبلة، وذلك على غرار الدوافع التي حركت قرار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد الشهر الماضي.
وكان مقتل بينار جولتكين (27 عاماً)، في تركيا، الأسبوع قبل الماضي، على يد رفيقها السابق أثار غضبا شديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، وحرك دعوة قوية لتنفيذ اتفاقية إسطنبول. وتصدر وسم «تحيا اتفاقية إسطنبول» موقع «تويتر». وقتل جمال متين آوجي في ولاية موغلا، جنوب غربي تركيا، رفيقته السابقة جولتكين بعد انفصالهما بسبب عنفه معها، ووضعها داخل برميل ودفنها في إحدى الغابات، بعد شجار دار بينهما، واعتقلته السلطات التركية القتل فجر الأربعاء الماضي.
وكانت الحكومة التركية أضافت بعد التوقيع على اتفاقية إسطنبول، المادة 6284 إلى القانون المدني الذي يحدد حقوق النساء اللاتي يشعرن بالتهديد في منازلهن. ويرى المناهضون للاتفاقية من حزب العدالة والتنمية والأحزاب اليمينية مثل الحركة القومية والسعادة والوحدة الكبرى والجماعات الدينية، أن تعريف المادة للعنف ضد المرأة واسع للغاية وأنه قد يجعل الدولة تتدخل في خصوصيات العائلات، كما يعتبرونه أمرا تقييديا ضد الأزواج، وهي مسألة اعتبروا أنها تساعد على تفكك الأسر.
في المقابل، دعا زعيم المعارضة التركية كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، وميرال أكشينار، رئيسة حزب الجيد، الثلاثاء الماضي، الحكومة التركية إلى تنفيذ اتفاقية إسطنبول بالكامل. وكتبت أكشينار على «تويتر»: «كم عدد النساء اللواتي يجب أن نخسرهن حتى التنفيذ الكامل لاتفاقية إسطنبول؟». وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 38 في المائة من السيدات في تركيا يعانين من «عنف جسدي أو جنسي» من قبل شركائهن. وسجلت منظمات غير حكومية مقتل 157 امرأة في عموم تركيا منذ بداية العام الحالي.
واعتقلت السلطات، الأربعاء الماضي، 7 نساء نظمن احتجاجا على إعلان العدالة والتنمية التخطيط للانسحاب من الاتفاقية. ولكن ذلك لم يثن المدافعات عن حقوق المرأة عن المضي قدماً، وتنظم جمعيات نسائية مسيرة في إسطنبول اليوم (الأربعاء) احتجاجاً على محاولات الانسحاب من اتفاقية إسطنبول. ونشر عدد من نجمات هوليوود صوراً لهن باللون الأبيض والأسود تضامناً مع ضحايا العنف المنزلي من النساء في تركيا تحت وسم «قبلنا التحدي»، الذي تصدر «تويتر» في تركيا أيضاً، ومن بين النجمات المشاركات في الحملة جيسيكا بيل وكوبي سمولدرز.



وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.