تونس في وضع وبائي «حرج»

المدير العام للصحة الدكتور الطاهر قرقاح يترأس اجتماعاً حول «كوفيد - 19» الاثنين (فيسبوك الصحة التونسية)
المدير العام للصحة الدكتور الطاهر قرقاح يترأس اجتماعاً حول «كوفيد - 19» الاثنين (فيسبوك الصحة التونسية)
TT

تونس في وضع وبائي «حرج»

المدير العام للصحة الدكتور الطاهر قرقاح يترأس اجتماعاً حول «كوفيد - 19» الاثنين (فيسبوك الصحة التونسية)
المدير العام للصحة الدكتور الطاهر قرقاح يترأس اجتماعاً حول «كوفيد - 19» الاثنين (فيسبوك الصحة التونسية)

تبحث تونس خلال هذه الفترة من المعركة ضد فيروس «كورونا»، عن الأسباب التي أدت إلى عودة الوباء رغم نجاحها الكبير في الحد من عدد الوفيات ومن ظهور موجة ثانية للوباء بعد محاصرته عبر إقرار الحجر الصحي الشامل وحظر التجول. واستبعد أكثر من طرف طبي العودة إلى الحجر الصحي رغم وصف بعضهم الوضع الوبائي في تونس بأنه «حرج».
وفي هذا الشأن، قال الحبيب غديرة، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس «كورونا» في تونس، إن عدم احترام التونسيين للإجراءات الوقائية وعدم تطبيق البروتوكولات التي وقعتها وزارة الصحة مع الوزارات والهياكل العمومية والمنظمات في إطار التوقي من فيروس «كورونا»، ساهم بشكل كبير في عودته وانتشاره.
وأكد على قيام وزارة الصحة التونسية بكل الإجراءات الهادفة إلى السيطرة على الوضع الوبائي، خاصة بعد اكتشاف 3 منابع لانتشار الفيروس وهي القيروان والنفيضة (وسط) ومطار تونس قرطاج الدولي (العاصمة التونسية)، وذلك إثر إجراء تحاليل التقصي وفرض إجراءات التوقي والتعقيم على حد تعبيره. وأضاف أن إمكانية وجود منابع أخرى لانتشار «كورونا» في تونس، تبقى واردة خاصة بعد تسجيل حالتي عدوى لم يتم تحديد مصدرهما، مشدداً على ضرورة احترام إجراءات الوقاية المتعلقة بالخصوص بحمل الكمامات وغسل اليدين والتباعد الجسدي، التي تبقى السبيل الوحيد للتوقي من هذا الفيروس.
وتوقع أن تواجه تونس خلال فترتي الخريف والشتاء المقبلين، زيادة مخاطر عودة فيروس «كورونا»، وذلك بالنظر إلى أن الظرف سيكون مواتياً لانتشار النزلة الموسمية.
على صعيد آخر، أكدت نصاف بن علية المديرة العامة للمرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة، أن الوضع الوبائي حالياً يعد حرجاً، خصوصا أنه إلى حد اللحظة لا وجود لأي سلاح ضد «كورونا» إلا الالتزام بالإجراءات الوقائية. ودعت إلى ضرورة تفادي التجمعات واتباع تعليمات الوقاية من النظافة إلى ارتداء الكمامات من أجل حماية الفئات الهشة خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة لتفادي تسجيل عدد كبير من الوفيات. وأضافت بن علية أنه لا يمكن إعادة غلق الحدود التونسية لأن الغلق لن يوصل إلى أي حل خاصة بعد انتشار الوباء.
وفي تونس، تم خلال الآونة الأخيرة تسجيل 9 تحاليل إيجابية جديدة من بينها 4 حالات إصابة جديدة (3 حالات إصابة محلية وإصابة وافدة وحيدة) إلى جانب 5 تحاليل إيجابية لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس، ليصبح العدد الإجمالي للمصابين بهذا الفيروس، بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 1565 حالة مؤكدة موزعة بين 1225 حالة شفاء و51 حالة وفاة و289 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وهي تخضع للمتابعة الطبية من بينها 9 حالات إصابة وقع التكفل بها في المستشفيات.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.