الكاظمي يستقبل «الفتى المعذب» على أيدي «قوات حفظ القانون»

ترحيب شعبي بما عُدّ «اعتذاراً» من أرفع مسؤول تنفيذي

صورة وزعها أمس مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لاستقباله الفتى حامد سعيد
صورة وزعها أمس مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لاستقباله الفتى حامد سعيد
TT

الكاظمي يستقبل «الفتى المعذب» على أيدي «قوات حفظ القانون»

صورة وزعها أمس مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لاستقباله الفتى حامد سعيد
صورة وزعها أمس مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لاستقباله الفتى حامد سعيد

استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، الفتى حامد سعيد الذي تعرّض لـ«اعتداء غير أخلاقي»، بحسب بيان لرئاسة الوزراء، على يد عناصر من «قوة حفظ القانون» التابعة لوزارة الداخلية.
وحظيت خطوة الكاظمي بترحيب شعبي بعد أن عُدّ على نطاق واسع أن استقبال الفتى بمقر رئاسة الوزراء بمثابة «اعتذار» رسمي يقدم للفتى من أرفع مسؤول في السلطة التنفيذية.
ولم يسبق أن قام رئيس وزراء عراقي في أي وقت باستقبال مواطن تعرض للإهانة والتعنيف على يد عناصر أمن تحت إمرته بوصفة قائداً أعلى للقوات المسلحة.
وأمر الكاظمي بعد توثيق حادث الاعتداء الذي وقع قبل نحو شهر، عبر «فيديو» مسرب، بتشكيل لجنة تحقيقية فورية شخّصت خلال ساعات أسماء المتجاوزين من منتسبي قوات حفظ القانون، وفسخت عقودهم وأحالتهم إلى القضاء. وأشار إلى أن «القيادة بصدد عملية إعادة تقييم لأداء قوات حفظ القانون، لأن الأصل من تشكيلها هو حماية الناس وليس إهانتهم».
وقال الكاظمي، خلال استقباله الفتى سعيد، إنه «يشعر بالألم والحزن لما حدث، وإن ثقافة استمراء الاعتداء على المواطن من قبل بعض ممن يستغل موقعه، هي أمر يتوجب المعالجة الحازمة. إن ما حدث يمثل مشهداً للاعتداء على كرامة المواطن، ينتمي إلى كل ما حاربناه خلال كل السنوات الماضية، وسنحاربه لنمنع تكراره».
وفي الوقت ذاته عدّ الكاظمي أن «الاعتداء على هذا المواطن يجب ألا يعامل كأنه يمثل السلوك العام للأجهزة الأمنية، فقواتنا البطلة سبق أن ضحّت وما زالت تضحّي وتقاتل من أجل العراق، أمّا من يستغل وجوده داخل القوات الأمنية لغرض الاعتداء، فلن يواجه سوى العقوبة والملاحقة القانونية».
وطبقاً للبيان، فإن رئيس الوزراء «وجه بتنفيذ حملة تثقيف بمبادئ حقوق الإنسان؛ سلوكاً وتطبيقاً، داخل وزارة الداخلية وفي أجهزتها وبين منتسبيها، كما وجّه بتوفير محام لمساعدة الحدث حامد سعيد، وتقديم الدعم القانوني له، كما وعد بتكفله شخصياً لإكمال دراسته وتحويل ما تعرض له إلى عنصر قوة يخدم المجتمع».
ووجه الكاظمي شكره لرئيس مجلس القضاء فائق زيدان لدوره في «حل الإشكالات القانونية المتعلقة بموضوع إطلاق سراح الحدث حامد سعيد بكفالة».
وكان الفتى سعيد يقضي مدة توقيف في السجن على خلفية قيامه بسرقة دراجة نارية؛ قبل أن يظهر «فيديو» تعذيبه على يد عناصر قوة حفظ النظام للعلن قبل 3 أيام.
بدورها؛ كشفت وزارة الداخلية عن وجود دراسة بشأن إعادة هيكلة «قوات حفظ القانون» بناءً على توجيه القائد العام للقوات المسلحة. وقال مدير دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة اللواء سعد معن، لـ«وكالة الأنباء العراقية (واع)»، أمس: «هناك دراسة موضوعية سريعة تتعلق بإعادة هيكلة قوات حفظ القانون بناء على توجيه القائد العام ومتابعة شخصية من قبل وزير الداخلية». وأضاف أن «إعادة النظر بتشكيل قوات حفظ القانون تعني أن هناك عدداً من الإجراءات ستتخذ بهذا الموضوع».
ووجّه الكاظمي، أول من أمس، بإحالة قائد قوات حفظ القانون إلى الإمرة وإعادة النظر بهذا التشكيل، على خلفية اعتداء عناصر من القوات على الفتى سعيد.
واستقبل معظم التوجهات الثقافية والشعبية، خبر استقبال الكاظمي الفتى حامد سعيد، بارتياح واسع، وأشاد ناشطون ومدونون في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بخطوة رئيس الوزراء. وعدّت أستاذة علم الاجتماع لاهاي عبد الحسين الاستقبال «رسالة طيبة يقدمها رئيس الوزراء للفتى (حامد) الذي تعرض للإهانة ومن خلاله تعرضت كل الأمهات والنساء النبيلات للإهانة». وأضافت: «قد لا يندمل جرحه، ولكنه يذّكر بوحشية البعض وانخفاض مناسيب أخلاقياتهم وسوء إدارة مؤسساتهم».
وكتب الصحافي والقاص حسين رشيد: «صبي أعزل مجرد من كل سلاح انتصر على قوات مدججة بالأسلحة وكبيرهم المحاط بالحمايات والامتيازات. ‫الصبي انتصر لأنه مظلوم ولأن هناك من يرد حق المظلوم». وأضاف: «‫في النهاية لا بد من انتصار الحق والعدل وإن طال وقت الباطل والظلم. ‫المطلوب تكريس هذا العمل وجعله من ثوابت عمل الحكومة».
وأعلنت نقابة المحامين العراقيين، أمس، تشكيل فريق مختص لإقامة دعوى قضائية خاصة بالفتى حامد سعيد. وقالت النقابة في بيان: «انطلاقاً من التزام النقابة منذ تأسيسها بالدفاع عن حقوق أبناء الشعب العراقي وتبنيها لآمالهم وآلامهم، تقرر تأليف فريق من الزملاء المحامين المنضوين في لجنة حقوق الإنسان - المرصد القانوني، في النقابة، لإقامة الدعاوى القضائية الخاصة بالفتى».
وأحدث انتشار «فيديو تعذيب» الفتى حامد سعيد خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، صدمة وغضباً شديدين داخل الأوساط العراقية، دفعت بالمعارض السابق لنظام صدام حسين المقيم في لندن الدكتور هاشم العقابي إلى توجيه رسالة اعتذار علنية إلى صدام وحزب «البعث» المنحل، وأعرب عن ندمه الشديد لقيامه بمعارضتهم أثناء وجودهم في السلطة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.