«حماس» تتهم إسرائيل بـ{تصدير أزماتها} إلى القطاع

TT

«حماس» تتهم إسرائيل بـ{تصدير أزماتها} إلى القطاع

تصاعد التوتر في قطاع غزة مع شن الطيران الإسرائيلي، فجر الاثنين، غارات على أهداف تابعة لحركة «حماس» رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع. غير أن الحركة قالت إنها لن تسمح بأن تكون غزة مسرحاً لتصدير إسرائيل أزماتها.
وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن «طائرات ومروحيات حربية أغارت على عدد من الأهداف الإرهابية التابعة لمنظمة (حماس) في قطاع غزة»، واستهدفت «بنى تحتية تحت أرضية تابعة لـ(حماس)». وذلك رداً على «إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل، اعترضتها منظومة القبة الحديدية».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مساء الأحد، أنه تم رصد عملية إطلاق واحدة من قطاع غزة اعترضتها الدفاعات الجوية. ودوت صافرات الإنذار في التجمعات الإسرائيلية في منطقة النقب الغربي المحاذية لقطاع غزة، وأبلغ السكان عن سماع أصوات انفجارات، ربما يعود مصدرها إلى اعتراضات منظومة القبة الحديدية.
وقال متحدث باسم مجلس بلدية شاعر هانيغيف؛ حيث دوت صفارات الإنذار، في بيان، إن القذيفة الصاروخية لم تؤدِّ إلى خسائر مادية أو بشرية.
وتعود آخر عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة المحاصر باتجاه تجمعات إسرائيلية إلى مطلع يوليو (تموز) الماضي. ويأتي إطلاق القذيفة الصاروخية من قطاع غزة إلى إسرائيل، متزامناً مع تسلم العميد نمرود ألوني، رسمياً، منصب قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، خلفاً للعميد أليعازر توليدانو.
وقال قائد القيادة الجنوبية اللواء هرتسي هاليفي، في مراسم تسلم ألوني: «نحن لا نضمن الهدوء في منطقة توجد فيها أسباب للقتال، ونعلم ما هو على الجانب الآخر، ونعد بأن نفعل كل شيء للحماية بطريقة جيدة، والاستعداد لأي مهمة قد تكون مطلوبة ضد قطاع غزة. من واجبنا، مع القيادة المدنية، السماح لمنطقة غلاف غزة بالاستمرار في الازدهار، بغض النظر عن الوضع في غزة نفسها».
وتواجهت حركة «حماس» وإسرائيل في ثلاث حروب في السنوات الأخيرة، هي (2008، و2012، و2014). ويعتقد الطرفان أن مواجهة جديدة هي مسألة وقت؛ لكنهما لا يرغبان فيها الآن.
واعتبرت حركة «حماس»، القصف الإسرائيلي على مواقع المقاومة في قطاع غزة، بمثابة رسالة تصعيد وعدوان. وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في تصريح صحافي وزعه أمس، إن هذا التصعيد يهدف إلى تصدير الاحتلال أزماته الداخلية على أهالي قطاع غزة، وحرف الأنظار عما يجري في داخله من تطورات وأوضاع سياسية متفاقمة. وأضاف: «إن المقاومة الباسلة التي تعي جيداً طبيعة ما يخطط ويفكر به الاحتلال وآليات التعامل معه، لن تسمح له بأن تكون غزة مسرحاً لتصدير هذه الأزمات، وأن سياساتها في التعامل مع العدو ستبقى منسجمة تماماً مع امتداد الحالة النضالية والجهادية لشعبنا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.