جنرالات إسرائيليون يطالبون بإعادة فتح ملف الغواصات

TT

جنرالات إسرائيليون يطالبون بإعادة فتح ملف الغواصات

بعث 15 جنرالاً كبيراً سابقاً في الجيش الإسرائيلي، برسالة مشفوعة بالقسم، إلى المحكمة العليا في القدس الغربية، يطالبونها بإصدار قرار يجبر سلطات نفاذ القانون على إعادة فتح ملف التحقيق في الشرطة ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول دوره في صفقة شراء غواصات من ألمانيا، وإن كان قد قبض على هذه الصفقة عمولة دسمة من عدة ملايين من الدولارات.
وكتب هؤلاء أنهم كانوا شاهدين على مئات صفقات التسلح الإسرائيلية، ولم تمر أمامهم صورة مشوهة وتفوح منها رائحة فساد، كما هو حال هذه الصفقة. وكانت المحكمة العليا قد ردت 5 دعاوى في الماضي حول الموضوع، لكن الخبراء يؤكدون أن الدعوى الحالية مختلفة، ويبدو أن المحكمة ستغير توجهها وتأمر بإعادة فتح التحقيق.
المعروف أن إسرائيل اقتنت 4 غواصات جديدة من شركة بناء السفن والغواصات الألمانية «تيسنكروب»، وتبين أن نتنياهو بذل جهوداً خارقة حتى تخرج هذه الصفقة إلى النور، مع أن الجيش بكل مستوياته وكذلك وزير الدفاع وسلاح البحرية لم يروا حاجة إليها. واعتبر وزير الدفاع، موشيه يعلون، في حينه، هذه الصفقة «أكبر وأخطر عملية فساد في تاريخ إسرائيل». وقال إنه يعتقد أن نتنياهو شخصياً متورط فيها لقمة أذنيه، وأنه قبض عمولة مقابل هذه الجهود، وهو أمر غير قانوني ويعتبر رشوة. وأكد أنه عندما عرف بنسج الصفقة من وراء ظهره، أقام الدنيا، وأن اعتراضه عليها كان السبب في خلعه من وزارة الأمن وانسحابه من حزب الليكود.
وتم إطلاق «القضية رقم 3000»، على هذا الملف، لتنضم إلى 3 ملفات فساد أخرى؛ «القضية 1000» و«القضية 2000»، و«القضية 4000»، وقرر المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليط، يومها، إغلاق ملف التحقيق مع نتنياهو في موضوع الغواصات ومحاكمة نتنياهو بتهم فساد تتعلق بالملفات الثلاثة الباقية. ومحاكمة نتنياهو بتهم فساد أخرى، هي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة. وقد اتهم مندلبليت بتخليص نتنياهو من ملفات الفساد؛ خصوصاً أن محققي الشرطة أوصوا بمحاكمته. وتم رفع 5 دعاوى إلى المحكمة، بهذا الخصوص، ولكن المحكمة لم تجد عناصر جديدة تجعلها تقرر محاكمة نتنياهو. وحاكمت بدلاً منه عدداً من السماسرة والجنرالات، بينهم قائد سلاح البحرية الأسبق، أليعيزر مروم، والمدير السابق لمكتب نتنياهو، ديفيد شاران، والجنرال شاي بروش، القائد السابق لوحدة الكوماندوز البحري «شايتيت 13»، والجنرال أفرييل بار - يوسف، النائب السابق لمستشار الأمن القومي، والوزير السابق أليعيزر ساندبرغ.
وفي الجمعة الماضي، خرج عدد من كبار الجنرالات يؤكدون وجود أساس متين للفساد في هذه الصفقات، وأن نتنياهو تجاوز صلاحيات القيادة العسكرية لخدمة شركة وساطة إسرائيلية يملكها ابن عمه، ديفيد شومرون، المعروف بإغراق نتنياهو بالتبرعات. وقرر هؤلاء الإدلاء بشهادات أمام المحكمة بهذا الخصوص. وستعقد المحكمة جلسة يوم الخميس المقبل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».