الأندية الغنية تهيمن على الدوري الإنجليزي... ولا عزاء للفقراء

أحكمت قبضتها على البطولة وستزداد ثراء بالمشاركة في «أبطال أوروبا»

ليفربول فاز ببطولة الدوري الإنجليزي بعد موسم لم يشهد منافسة قوية على اللقب (رويترز)
ليفربول فاز ببطولة الدوري الإنجليزي بعد موسم لم يشهد منافسة قوية على اللقب (رويترز)
TT

الأندية الغنية تهيمن على الدوري الإنجليزي... ولا عزاء للفقراء

ليفربول فاز ببطولة الدوري الإنجليزي بعد موسم لم يشهد منافسة قوية على اللقب (رويترز)
ليفربول فاز ببطولة الدوري الإنجليزي بعد موسم لم يشهد منافسة قوية على اللقب (رويترز)

لم تشهد كرة القدم عبر تاريخها موسما مثل الموسم الحالي، الذي استمر لمدة 11 شهراً وتوقف في منتصفه بسبب تفشي فيروس «كورونا»، قبل أن يتم استئنافه بسبب رغبة الأندية في عدم خسارة عائدات البث التلفزيوني. وبصرف النظر عن الوباء وضحاياه والانهيار الاقتصادي، فمن وجهة نظر رياضية بحتة كان الشيء الأبرز في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2019 - 2020 هو أنه حافظ على قوته طوال الوقت.
وقد احتفلت جماهير ليفربول بفوز فريقها بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاما، بعدما قدم مستويات يمكن وصفها بأنها من بين الأفضل خلال الربع قرن الأخير. وعلى الجانب الآخر من جدول الترتيب، استفاق نادي أستون فيلا في نهاية الموسم وتمكن من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما كان على وشك الهبوط. لكن بالنسبة لبقية الأندية، كانت الأمور تسير بشكل بطيء وغير ملحوظ، حيث لم يكن هناك الكثير من المفاجآت أو الابتكارات.
ويجب أن نشير إلى أن الأندية الأربعة الأكثر ثراءً في بداية الموسم كانت هي الأندية الأربعة التي ستلعب في دوري أبطال أوروبا العام المقبل، حتى وإن لم يكن ترتيبها من حيث الثروات هو نفس ترتيبها في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز! وقد تغلب ليفربول على نقص إيراداته بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني ونجح في إنهاء الموسم بفارق 33 نقطة كاملة عن أغنى أندية المسابقة، مانشستر يونايتد.
ولم يحقق آرسنال ووستهام يونايتد النتائج التي تتناسب مع حجم الإيرادات. أما بيرنلي فواصل تحقيق نتائج تفوق قدراته المالية، كما بدا شيفيلد يونايتد فريقاً ممتازاً. وعلاوة على ذلك، رأينا بعض المفاجآت التي لم تكن في الحسبان، حيث فاز نوريتش سيتي على مانشستر سيتي، في حين سحق واتفورد بطل المسابقة ليفربول بثلاثية نظيفة. ومع ذلك، هبط كل من نوريتش سيتي وواتفورد إلى دوري الدرجة الأولى بعد موسم سيئ.
ووصل فارق النقاط بين المتصدر وصاحب المركز العاشر إلى 45 نقطة كاملة، وهو ما يعني الحفاظ على متوسط زيادة بمقدار 10 نقاط في الفجوة بين تلك المراكز خلال السنوات الأربع الماضية، مقارنة بالعقد السابق. ووصل الفارق بين المتصدر وصاحب المركز الرابع خلال الموسم الحالي إلى 33 نقطة، مقارنة بـ27 نقطة في العام السابق، و25 و17 و15 في السنوات الثلاث قبل ذلك.
وبالتالي، بات من الملاحظ أن هذه الفجوة تتزايد بشكل واضح كل عام. وهناك شيء آخر مثير للقلق وهو أنه لا يوجد حالياً أكثر من أربعة فرق يمكنها التفكير الآن في إمكانية الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي الأوساط التي تتجاوز ذلك، من الإنصاف أن نقول إن أكثر من 90 في المائة من الأندية المحترفة الحالية ليس لديها أي فرصة للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى، ما لم يتم الاستحواذ على أحد هذه الأندية من قبل ملاك من أصحاب المليارات!
ورغم كل ذلك، يجب أن نشير إلى أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز أفضل بكثير منها في معظم الدوريات الأوروبية الأخرى، والدليل على ذلك أن نادي يوفنتوس فاز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة التاسعة على التوالي، في حين فاز بايرن ميونيخ بلقب البوندسليغا للمرة الثامنة على التوالي، كما يهيمن باريس سان جيرمان على لقب الدوري الفرنسي الممتاز منذ سنوات.
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تصبح هذه الفجوة أكثر وضوحاً في جميع الدوريات الكبرى، بعد انخفاض الإيرادات التي تحصل عليها الأندية، وبعدما أصبح الوصول إلى دوري أبطال أوروبا هو الخط الفاصل بين النجاح والفشل. ويجب أن نعرف أن وضع الدوري الإنجليزي الممتاز كمنتج عالمي متميز يجلب الكثير من الإيرادات سوف يعتمد على هذا الأمر كثيرا في جذب النجوم من جميع أنحاء العالم. ويجب أن نؤكد على أن ليفربول يملك فريقا قويا للغاية ولا يحتاج إلا لتدعيمات بسيطة حتى يحافظ على قوته. وبالتالي، سيكون من الغريب ألا يحتفظ ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، خاصة في ظل وجود الرغبة الواضحة من جانب المدير الفني للفريق، يورغن كلوب، في تطوير الفريق بشكل متواصل.
ومن المؤكد أيضا أن مانشستر سيتي سيكون أقوى خلال الموسم المقبل، خاصة بعد تبرئته من انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف وإلغاء العقوبة التي كانت مفروضة عليه بالاستبعاد من البطولات الأوروبية لمدة عامين، نظرا لأن هذا القرار سيساعد النادي على الشعور بالاستقرار من جهة، وعلى إنفاق المزيد من الأموال لعقد صفقات جديدة من جهة أخرى. لكن بغض النظر عن كل ذلك، يجب الإشارة أيضا إلى أنه لم تكن هناك منافسة قوية على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وكان ليفربول يغرد منفردا في صدارة جدول الترتيب، والدليل على ذلك أن ليستر سيتي كان أقرب منافسي ليفربول على الصدارة قبل فترة أعياد الميلاد.
ويرى كثيرون أن مانشستر يونايتد سيكون منافسا حقيقيا على اللقب الموسم المقبل، لكنني شخصيا أستبعد ذلك تماما، خاصة أن الفريق يعاني بشكل واضح في النواحي الدفاعية، وربما يحتاج إلى تغيير خط دفاعه بالكامل! وفي المقابل، يمتلك تشيلسي العديد من اللاعبين الرائعين في خط الوسط، كما تعاقد مع لاعبين جيدين لتدعيم صفوف الفريق. ورغم ذلك، أعتقد أن مانشستر يونايتد وتشيلسي لن يكونا قادرين على المنافسة على لقب الدوري الموسم المقبل، وأن أفضل إنجاز يمكنهما القيام به هو تحسين مركزيهما في جدول الترتيب!
وبعيدا عن ذلك، يبدو أن الحذر المالي المحتمل سيزيد من التفاوت بين الأندية في جدول الترتيب، بالشكل الذي يجعل المتابع يشعر بأن هناك دوريا منفصلا داخل الدوري الإنجليزي الممتاز. ويبدو توتنهام وآرسنال، اللذان أصبحا أضعف من ذي قبل بسبب قلة العائدات المالية، بعيدين تماما عن المنافسة على اللقب. وبالتالي، سيكون هناك شعور متنام بأن الأندية الكبرى لا تفكر الآن سوى في جني أموال عائدات البث التلفزيوني.
وفي ظل تدني العائدات والإنفاق، ربما سيتم التفكير مرة أخرى في أن التفاهم بين اللاعبين والتدريب الجيد هي الأسس الحقيقية للنجاح في الوقت الحالي. ومن المؤكد أن صعود ليدز يونايتد سوف يمثل إضافة جيدة للدوري الإنجليزي الممتاز، لا سيما في وجود المدير الفني الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا، الذي عودنا دائما على تقديم كرة قدم مثيرة وممتعة. ورغم الشعور بأن الموسم الحالي كان متوسطا فيما يتعلق بالمنافسة على اللقب، فإنه كان جيدا للغاية من الناحية الخططية والتكتيكية. وللمرة الأولى منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد في عام 199 لم يكن أي لاعب من اللاعبين الذين تصدروا قائمة هدافي المسابقة يلعبون في أي ناد من الأندية الثلاثة الأولى في جدول الترتيب، وهو ما يعد مؤشرا على الطريقة التي اتسعت بها طرق وإيقاعات اللعب الهجومي. واستمر دور الظهير في التطور، للدرجة التي تجعلنا نرى الظهير الأيمن لليفربول، ترينت ألكسندر أرنولد، يلعب كجناح أيمن، وربما في بعض الأوقات كصانع ألعاب!
وفي الوقت الحالي، تبدو كرة القدم المحلية سعيدة بفترة التوقف الطويلة، لأن الموسم الجديد لن يبدأ إلا في 12 سبتمبر (أيلول). وقبل ذلك، من المحتمل أن تمتد فترة الانتقالات الصيفية إلى 10 أسابيع. وسوف نرى خلال هذه الفترة بعض الأندية التي تنفق بسخاء، بينما ستعمل أندية أخرى على تقليص النفقات، وهو الأمر الذي سيزيد من الفجوة بين أندية القمة وباقي الأندية الأخرى.


مقالات ذات صلة

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.