المُقبلات المنزلية... إبداعات «أيام الحظر»

الثومية وبابا غنوج والباذنجان المخلل أشهر الأصناف

TT

المُقبلات المنزلية... إبداعات «أيام الحظر»

دفعت العزلة المنزلية، وفرض حظر التجول، مع انتشار جائحة «كورونا»، ربات المنازل والأمهات المصريات، إلى استغلال أوقات فراغهن للتوسع في إعداد أطباق السلطات وتجهيز المقبلات، بعد أن كنّ فيما مضى يلجأن إلى شرائها جاهزة، أو تجهيز السلطات بشكل غير منتظم إذا سمح الوقت. وخلال الأسابيع الماضية ساعدت برامج الطهي المختلفة إلى جانب المدونات الإلكترونية ربات المنازل في الابتكار والتوسع في إعداد المُقبلات والسَلطات، وهو ما أعطى لهن تنوعاً كبيراً في التعرف على طرق إعداد مختلفة، ما أكسب هذه الأطباق طابعاً منزلياً، وجعل أفراد الأسرة يقبلون عليها بشهية.
ومن النادر أن تخلو الموائد المصرية من المُقبلات والسَلطات؛ حيث تعد بأنواعها المختلفة ركناً أساسياً يضاهي الأطباق الرئيسية، إلى جانب أهميتها في تكامل العناصر الغذائية على المائدة.
تقول السيدة مروة أشرف، وهي إحدى الموظفات التي ألزمها انتشار فيروس «كورونا» إلى المكوث في بيتها، لـ«الشرق الأوسط»: «مع التخوف من شراء الأطعمة من الخارج، قمت باستغلال وقت الفراغ لديّ مع وجودي في المنزل في عمل أصناف مختلفة من المقبلات والسلطات، لضمان جودتها من ناحية، ومن ناحية أخرى تلبية رغبات أفراد أسرتي، خاصة أنها من الأطباق الخفيفة التي لا تستغرق وقتاً طويلاً في إعدادها».
وإذا كانت منظمة الصحة العالمية أوصت بالطبخ في المنزل واستخدام الإنترنت للحصول على المعلومات القيّمة والمطلوبة لتحضير الطعام الصحي؛ فإن ربة المنزل الثلاثينية تلفت إلى أنها حرصت على متابعة عدد من برامج الطهي التلفزيونية وكذلك على موقع «يوتيوب»، لإضافة بعض التغييرات على أطباق المقبلات والسلطات التقليدية، ولا سيما خلطات الحشو والتتبيل، أو إضافة مكونات جديدة، بما يحسن من جودة المذاق، أو لابتكار إضافات جديدة على السلطات، بما يخرجها من الشكل التقليدي المعتاد. وتتسابق البرامج والمدونات لتقديم السَلطات غير التقليدية، التي تحتوي على مكونات كثيرة، أو تعتمد على مكونات بسيطة، أو التي يمكن ابتكارها من بقايا الطعام، ولكنها في النهاية تساعد في الحصول على نمط حياة صحي.
من مطبخ الشيف منال العالم، اخترنا سلطة التونة بالمكرونة، التي يمكن تحضيرها، بوضع أولاً طبقة من المكرونة والتونة، ثم إضافة الفلفل الحلو (الأخضر، الأصفر، الأحمر)، البصل، الذرة، الطماطم، الزيتون، ثم وضع طبقة ثانية من التونة، ومعها الشبت، البقدونس، الفلفل الحار، ثم وضع الطبقة الأخيرة من المكرونة. في طبق آخر تحضر الصلصة، بوضع المايونيز، الماستردة، عصير ليمون، زيت زيتون، الثوم، الملح والفلفل، وتقلب إلى أن تتكون صلصة ناعمة، ثم توزع على السلطة.
أما المقبلات فيتم ابتكار الجديد فيها دائماً عن طريق الحشوات، ويعتبر طبق السمبوسك (السمبوسة) من أكثر المقبلات غير التقليدية التي تنال نصيبها من التجديد في مكونات الحشو، ولا يقل عنها لفائف «سبرنغ رول»، التي وجدت انتشاراً في العالم العربي في السنوات الأخيرة، قادمة من المطبخ الآسيوي؛ حيث يتم تقديم طرق تقديمها بحشوات مختلفة، مع تسهيل طرق تحضير العجينة في المنزل. كما تمتد المقبلات غير التقليدية إلى حلقات البصل المقرمشة، وأصابع بطاطس ودجز (بطاطس مخبوزة في الفرن).
أما المقبلات التقليدية، التي يتسم المطبخ المصري بها، وتنتشر بين الموائد كافة على اختلاف مستوياتها، لكونها عاملاً لفتح الشهية، فتأتي المخللات على رأسها، والتي يسهل صناعتها في المنازل؛ حيث يتطلب إعدادها خلطات بسيطة.
ويعد «الباذنجان المخلل» من المقبلات المصرية الشهية التي يمكن تقديمها مع مختلف الوجبات، ويعتمد تقديمه على شقه طولياً من المنتصف، ثم وضع تتبيلة الحشو بداخله.
وتشير الشيف أميرة شنب، إلى طريقة سهلة وسريعة لعمل الباذنجان المخلل في المنزل، من خلال برنامجها اليومي على قناة «سي بي سي سفرة»، فالمقادير هي باذنجان مقلي، ثوم مفروم، جزر مبشور، ملح، فلفل أسود، فلفل أحمر حار، شبت مفروم، خل، زيت ذرة، عصير ليمون. أما طريقة التحضير فتكون عبر خلط الشبت مع عصير الليمون، ثم إضافة باقي المكونات واحداً تلو الآخر بالتدريج، ثم حشو الباذنجان المقلي بالخليط.
ويحتل طبق «البابا غنوج» مكانة بين المقبلات المصرية، فهو من أهم الأطباق المصاحبة للطبق الرئيسي، خاصة إذا كانت تضم أصناف المشويات. ويمكن أن يحضّر بطرق متعدّدة، لكن بصورة رئيسية تعد من الباذنجان الرومي المشوي على النار، والذي يتم خلطه مع الطحينة والبهارات والثوم والخل.
ويضم طبق «سلطة الطحينة» فوائد كثيرة، لأنها تحتوي على نسبة كبيرة جداً من السمسم، كما أنها من أسهل أنواع المقبلات في إعداده؛ حيث تخفف الطحينة بالماء الذي يضاف إليها بشكل تدريجي، مع التقليب الجيد المستمر حتى يتم الوصول للقوام المطلوب، كما يمكن أن يضاف إليها فص من الثوم والخل والملح والتوابل المختلفة، إلى جانب أنه يمكن أن يضاف إليها الزبادي أو بعض الدقيق للحصول على قوام سميك.
«الثومية» أيضاً من المقبلات التي تقدم إلى جانب أنواع الطعام المختلفة، ولها مذاق مميز، ولأن الثوم هو أهم المكونات التي تدخل في تحضيرها وإعدادها، فهي تضم ما يحتويه الثوم من خصائص صحية، وأبرزها التخلص من البكتيريا والسموم بالجسم. وهناك أكثر من طريقة لعمل الثومية؛ حيث تحضر مع النشا أو الزبادي أو البطاطس المسلوقة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.