اختبار إيران الصاروخي تحت الأرض يثير قلقاً في قاعدة عسكرية أميركية

الصواريخ التي أطلقتها إيران من تحت الأرض (إ.ب.أ)
الصواريخ التي أطلقتها إيران من تحت الأرض (إ.ب.أ)
TT

اختبار إيران الصاروخي تحت الأرض يثير قلقاً في قاعدة عسكرية أميركية

الصواريخ التي أطلقتها إيران من تحت الأرض (إ.ب.أ)
الصواريخ التي أطلقتها إيران من تحت الأرض (إ.ب.أ)

أطلق الجيش الإيراني مؤخراً صواريخ «مدفونة غامضة» من تحت سطح الأرض بعد مرور أيام قليلة على حالة التوتر العسكرية المتزايدة القائمة بين إيران والولايات المتحدة. وقالت صحيفة «اكسبريس» البريطانية إن الجيش الأميركي أكد أن إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية قد أسفر عن رفع حالة التأهب لدى القوات العسكرية الأميركية في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن الرائدة بيث ريوردان، الناطقة الرسمية باسم القيادة المركزية الأميركية، أكدت أن القوات الأميركية قد اتخذت ساترا أثناء فترة إطلاق الصواريخ الإيرانية المشار إليها، وقالت «استمر الأمر لعدة دقائق ثم عاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي بعد زوال التهديد».
وأجرت إيران مجموعة من التدريبات العسكرية التي حظيت بتغطية إعلامية محلية على مدار يومين كاملين، وفي وقت سابق أطلقت قوات الحرس الثوري الإيراني صواريخ بهدف تدمير حاملة طائرات أميركية وهمية في مضيق هرمز الاستراتيجي. وفي أعقاب التدريبات التي اشتملت على إطلاق الصواريخ تحت الأرض أعلن الحرس الثوري الإيراني أنها المرة الأولى في العالم التي أجريت فيها مثل هذه التدريبات العسكرية. وأشادت قيادة الحرس الثوري بالإطلاق الناجح للصواريخ الباليستية من أعماق الأرض بطريقة مموهة للغاية، ووصفت الأمر بأنه من الإنجازات العسكرية المهمة والذي يمكن أن يشكل تحديات كبيرة لأجهزة الاستخبارات الغربية المعادية.
ومن المعروف إعلاميا أن إيران قد استثمرت بشكل كبير في بناء قواعد عسكرية ضخمة تحت سطح الأرض لإخفاء ترسانتها من الصواريخ الباليستية. وكانت القوات المسلحة الإيرانية قد أطلقت العديد من الصواريخ الأخرى خلال تدريبات عسكرية مماثلة لدرجة أن الجيش الأميركي قد أعلن عن حالة التأهب المؤقتة في قاعدتين عسكريتين إقليميتين في الشرق الأوسط.
وجاءت عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية بعد يوم واحد من قيام وحدات النخبة بالحرس الثوري الإيراني بتدمير هدف وهمي لنموذج حاملة الطائرات الأميركية بإطلاق وابل من الصواريخ على طول مضيق هرمز حيث جرت التدريبات، وهو الممر الحيوي للشحن الدولي والمسؤول عن نقل خُمس إنتاج العالم من النفط.
ووصفت قيادة القوات البحرية الأميركية التدريبات العسكرية الإيرانية الأخيرة بأنها رعناء وغير مسؤولة ووجهت الاتهامات إلى الحكومة الإيرانية بافتعال الترهيب والإكراه. وكانت هناك تدريبات عسكرية أخرى قد شهدت استهداف قوات الحرس الثوري الإيراني لأنظمة الدفاع الأميركية المضادة للصواريخ.
وصرح المرشد الإيراني علي خامنئي أثناء التدريبات العسكرية بأن التواجد العسكري الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ضار للغاية. وأبلغ القوات الإيرانية بأن الوجود الأميركي في الشرق سبب مباشر لانعدام الأمن، والدمار، والتخلف لدول المنطقة.
وكانت الحكومة الإيرانية قد وجهت مؤخراً الاتهامات إلى طائرتين مقاتلتين من سلاح الجو الأميركي بالتحرش الجوي بطائرة ركاب مدنية إيرانية أثناء مرورها في المجال الجوي السوري في طريقها إلى العاصمة اللبنانية بيروت.



عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
TT

عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)

عدّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «هزيمة» الجيش السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد «جرس إنذار» لبلاده وقواتها المسلحة، مشدداً على ضرورة التركيز على العمل الإعلامي بموازاة العمل الدبلوماسي والميداني.

ودعا عراقجي في مؤتمر لقوات «الحرس الثوري» إلى التنسيق بين الأنشطة الميدانية لـ«الحرس» والمهام الدبلوماسية لوزارة الخارجية، وهي المرة الثانية التي يتحدث فيها عن ذلك في غضون أسبوع.

وقال إن جزءاً من نهج المقاومة هو «دبلوماسية المقاومة»، وأضاف في السياق نفسه: «الميدان والمقاومة يكملان بعضهما، ولا يمكن فصلهما عن بعض».

وأعرب عراقجي عن دعمه لأنشطة «الحرس الثوري» الإقليمية، قائلاً إن «الميدان بقوته يفتح الطريق للدبلوماسية»، وأضاف: «لقد شاهدنا تجسيداً عملياً للتعاون بين الميدان والدبلوماسية في الساحة السياسية للبلاد في الأشهر الأخيرة»، حسبما أوردت وسائل إعلام «الحرس الثوري».

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وكان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي قد قال، الاثنين، إن «حزب الله» تمكّن من «فرض إرادته» على إسرائيل. وأضاف أن «جبهة المقاومة» اليوم في ذروة «قوتها»، وأردف في خطابه: «العدو منهك، ولا يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب».

وتطرق عراقجي إلى دور الجنرال قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، في توسيع أنشطة «الميدان»، خصوصاً دعم «جبهة المقاومة»، قبل مقتله في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال عراقجي إنه «قام بتحويل مدرسة المقاومة إلى حركة وجبهة مقاومة، وهذه الحركة لا تزال قوية ومشرّفة في المنطقة وتواصل نضالها ضد الكيان الصهيوني والاستكبار».

وقال عراقجي: «لقد شهدت جبهة المقاومة خلال حياتها تطوراً مستمراً، ولا ينبغي لأعدائنا أن يعتقدوا أنه مع الضربات الأخيرة التي تلقوها، ستظهر ضعفاً في هذه الجبهة، بل على العكس، سيصبح هذا النهج أقوى وأكبر».

وأشار بذلك إلى مقتل قيادات جماعات «محور المقاومة»، على رأسهم حسن نصر الله، قائلاً إن مقتله سيجعل من حركة «حزب الله» في لبنان «أقوى وأكثر ثمراً».

وقال عراقجي إن «الضربة التي وُجهت للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية، وفي الواقع، الجيش السوري هُزم قبل أن يخوض المعركة ولم يتمكن من الصمود».

صورة نشرها عراقجي من تناوله العشاء في مطعم بدمشق على منصة «إكس» مطلع الشهر الحالي

وأضاف: «يجب أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار لنا، وأن نكون حذرين من البيئة التي يسعى أعداؤنا لخلقها، وألا نسمح لهم بنشر الإحباط واليأس في البلاد».

ولفت إلى أهمية وسائل الإعلام في الحفاظ على السردية الإيرانية، وقال: «إلى جانب الميدان والدبلوماسية، يوجد محور ثالث يسمى الإعلام».

ودفع مسؤولون إيرانيون وقادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافع حضورهم العسكري في سوريا، بعد سقوط بشار الأسد.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

كان عراقجي آخر مسؤول إيراني كبير التقى الأسد علناً، قبل أيام من سقوطه، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تتقدم من حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى.

وبعد اللقاء، توجه عراقجي إلى مطعم قريب من السفارة الإيرانية في منطقة المزة، لتوجيه رسالة «أمان» من العاصمة السورية، في مسعى للتقليل من أهمية التقارير بشأن احتمال سقوط الأسد.

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعا قائد «الحرس الثوري» إلى استخلاص العبر مما حدث في سوريا، وقال إن سوريا تمثل «درساً مريراً لإيران»، وذلك بعدما تعرضت منشآت عسكرية في سوريا لضربات إسرائيلية متتالية.

وفي نهاية ديسمبر، توقع المرشد الإيراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».