حذر الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، من «صدام محتمل مع سفن وطائرات أجنبية في أجواء ليبيا ومياهها الإقليمية». ودعا دولها إلى «ضرورة التنسيق المسبق معه». وفي غضون ذلك، جددت قوات حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، التأكيد على «جاهزيتها لخوض معركة استعادة السيطرة حول مدينة سرت الاستراتيجية».
ولفتت قيادة «الجيش الوطني» في بيان لها على لسان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، «عناية الدول التي تقترب سفنها أو طائراتها من المياه الإقليمية، أو الأجواء الليبية، إلى ضرورة التنسيق مسبقاً للحيلولة دون وقوع تصادم معها». ولم يكشف المسماري في بيانه المقتضب، الذي أصدره في ساعة مبكرة أمس، عن أسماء هذه الدول؛ لكنه أدرج هذا التحذير «إلحاقاً لبلاغات القيادة للجيش»، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
في المقابل، قال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق، إنه «أدى صلاة عيد الأضحى مع ضباط غرفة عمليات تأمين وحماية سرت الجفرة بمنطقة بويرات الحسون غرب سرت». وأضاف في إشارة إلى اعتزام قواته مهاجمة المدينة: «قريباً سيكون العيد عيدين».
ونقلت وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة الوفاق، عن العميد إبراهيم بيت المال، آمر الغرفة، أن «قواته واثقة من النصر لأنها تدافع عن أرضها، ولأن من تقاتلهم مرتزقة ومتمردون، أتوا إلى مدينة سرت دون شرعية أو قانون». معتبرا أن «بوادر النصر باتت قريبة» على حد تعبيره.
بدوره، أكد العقيد الحسين الشلتات، آمر العمليات الميدانية بالغرفة، أن «قواتها التي توجد في منطقة بويرات الحسون، غرب مدينة سرت، جاهزة لتحرير المدينة ومستعدة للتقدم، وتنفيذ تعليمات السراج، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي». كما ظهر صلاح بادي، قائد ما يعرف بلواء الصمود، وأحد قادة ميليشيات مدينة مصراتة، المطلوب محلياً ودولياً بتهمة «ارتكاب جرائم حرب»، وهو يتوعد بـ«هزيمة من وصفهم بدول (محور الشر) الداعمة للجيش الوطني، واتهمها دون أن يسميها بـ(التآمر على ليبيا)».
في غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية أن «قوات الجيش الوطني تبادلت مع قوات الوفاق إطلاق سراح عدد من الأسرى، حيث تم الإفراج عن خالد كعبر، قائد (الكتيبة 411 حرس حدود)، وأربعة من أفرادها، وذلك بعد اعتقالهم نهاية العام الماضي في منطقة تهالة، التابعة لمدينة غات بأقصى الجنوب الغربي لليبيا، قرب الحدود الجزائرية. بينما أفرجت قوات حكومة الوفاق الوطني عن بعض جنود الجيش المعتقلين بمدينة الزاوية، الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس». كما تم تبادل للأسرى بين الطرفين بمنطقة أبوقرين، جنوب مدينة مصراتة التي تبعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس.
إلى ذلك، قالت الشركة العامة للكهرباء، التابعة لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس، إن «مسلحين اقتحموا مساء أول من أمس محطة شرق طرابلس، وأجبروا العمال على ترجيع الخطوط المطروحة يدوياً، وفقاً لبرنامج طرح الأحمال. كما أجبروهم على مغادرة المحطة»؛ لكن الشركة عادت بعد ساعة واحدة فقط من إطلاق بيانها المقتضب لتعلن أنه تم بفضل تدخل القوة المشتركة إعادة تشغيل طرح الأحمال اليدوي لهذه المحطة، ورجوع العمل، دون أن تكشف عن هوية المسلحين والجهة التابعين لها. وتعاني العاصمة طرابلس من انقطاع يومي للكهرباء، تحول مؤخراً إلى كابوس بالنسبة لسكان المدينة، حيث يصل العجز إلى 2500 ميغاوات يومياً، بينما لا يتخطى الإنتاج الحالي 5 آلاف ميغاوات يومياً.
وفي هذا السياق، قال أحد سكان العاصمة أمس لـ«الشرق الأوسط» إن معدل انقطاع الكهرباء «تضاعفت وتيرته بشكل غير مسبوق، حيث انقطع التيار الكهربائي على مدى ساعات اليوم تقريباً خلال الأيام الثلاثة الماضية».
وتسببت المعارك التي شهدتها المدينة على مدى السنوات الماضية في دمار هائل لمحطات التحويل، وأبراج نقل الكهرباء ومخازن معدات وقطع غيار شركة الكهرباء الحكومية. وبينما بلغت الخسائر المالية لقطاع الكهرباء خلال السنوات الست الماضية 1.5 مليار دولار، تخطت خسائر الشبكة الكهربائية جنوب طرابلس 100 مليون دولار.
«الوطني الليبي» يحذّر من صدام محتمل مع سفن وطائرات أجنبية
قوات «الوفاق» تجدد تأكيد جاهزيتها لمعركة سرت
«الوطني الليبي» يحذّر من صدام محتمل مع سفن وطائرات أجنبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة