مسؤولو الصحة في إدارة ترمب «متفائلون» بقرب التوصل إلى لقاح

حذّروا من «تحديات الخريف» وشددوا على الالتزام بالتدابير

فاوتشي لدى وصوله للمشاركة في جلسة بمجلس النواب حول «كورونا» أمس (رويترز)
فاوتشي لدى وصوله للمشاركة في جلسة بمجلس النواب حول «كورونا» أمس (رويترز)
TT

مسؤولو الصحة في إدارة ترمب «متفائلون» بقرب التوصل إلى لقاح

فاوتشي لدى وصوله للمشاركة في جلسة بمجلس النواب حول «كورونا» أمس (رويترز)
فاوتشي لدى وصوله للمشاركة في جلسة بمجلس النواب حول «كورونا» أمس (رويترز)

حذر ثلاثة من كبار المسؤولين في القطاع الصحي في إدارة الرئيس دونالد ترمب، أمس، من الصعوبات التي قد تواجهها البلاد إذا استمر الفيروس في الانتشار خلال موسم الإنفلونزا الذي يبدأ في موسم الخريف.
جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة الفرعية المعنية بأزمة فيروس كورونا، في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، مع الدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية، وروبرت ريدفيلد مدير مراكز السيطرة على الأمراض المعدية والوقاية منها، وبريت جيروير المسؤول في وزارة الصحة والخدمات البشرية. وسعت الجلسة لمناقشة الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترمب وما إذا كانت هناك خطة وطنية لمواجهة الأزمة، في الوقت الذي ترتفع فيه حصيلة الإصابات والوفيات بوتيرة كبيرة في الولايات المتحدة.
وأعلن جيمس كلايبورن، رئيس اللجنة في كلمته الافتتاحية أن البلاد في خضم «كارثة صحية عامة»، مطالبا بخطة وطنية شاملة لمكافحة الوباء. وبحسب آخر إحصاءات نشرت الخميس حول تطورات انتشار الوباء، فقد بدأت أعداد الإصابات الجديدة بالاستقرار في بعض الولايات الأكثر تضررا، ولكن لا يزال هناك ما يقرب من 70 ألف حالة جديدة يتم الإبلاغ عنها يوميا في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما سجل يوم الخميس وفاة ألف شخص لليوم الرابع على التوالي، مما رفع عدد الوفيات إلى أكثر من 155 ألفا.
من ناحيته، جدد الدكتور فاوتشي القول إنه «متفائل بحذر» بأن اللقاح الآمن والفعال ممكن هذا العام، فيما أعلن روبرت ريدفيلد أنه «يأمل أنه مع دخولنا في أواخر الخريف وبداية الشتاء، سيكون لدينا في الواقع لقاح يمكننا القول إنه آمن وفعال». وأضاف «لا يمكن للمرء أن يضمن السلامة أو الفعالية ما لم نقم بالتجارب لكننا متفائلون بحذر».
يذكر أن تجربة المرحلة الثالثة للقاح الذي تطوره شركة مودرنا قد بدأت للتو بالتعاون مع المعاهد الوطنية للصحة. وقال فاوتشي إنه حتى ليلة الخميس، تطوع 250 ألف شخص للمشاركة في التجارب السريرية.
وأعلنت الولايات المتحدة عن صفقة للحصول على لقاحات بقيمة 2.1 مليار دولار مع اثنين من شركات الأدوية الأوروبية أمس الجمعة، وهو أكبر عقد للحكومة حتى الآن.
من ناحيته، أشاد بريت جيروير مسؤول الصحة الفيدرالي بجهود إدارة ترمب، لكنه أضاف أنه «لا يمكننا معرفة كيفية الخروج من أزمة هذا الوباء أو أي جائحة أخرى». وأضاف أن «الاختبار لا يحل محل المسؤولية الشخصية. إنه لا يحل محل تجنب الأماكن الداخلية المزدحمة أو غسل اليدين أو ارتداء القناع. لا يعني الاختبار السلبي أنك لن تكون إيجابيا غدا. الاختبار السلبي لا يحل محل تجنب الحشود أو ارتداء القناع أو حماية الضعفاء».
ويواصل عدد من حكام الولايات والمسؤولين المحليين القول إن عدم وجود اختبارات شاملة لا تزال تمثل عقبة أمام إعادة فتح الاقتصاد وإعادة الناس إلى العمل. وقال فاوتشي إن الولايات المتحدة «أغلقت اقتصادها بنسبة 50 في المائة تقريبا فقط، وهي نسبة تقل كثيرا عما قامت به أوروبا، الأمر الذي تسبب في ارتفاع عدد الإصابات فيها على حد قوله. وقال إن أحد العوامل المهمة هو أنه عندما أغلقت أوروبا اقتصادها فقد فعلت ذلك «بما يصل إلى 95 في المائة تقريبا». وأشار إلى أنه مع إعادة فتح البلاد، بدأ الوباء يتحرك بسرعة نحو الولايات الجنوبية.
وبدا أن الرئيس ترمب يتابع جلسة لجنة مجلس النواب بشأن رد إدارته على الوباء، حيث غرد بأن أميركا تسجل نسبا عالية من الإصابات بسبب قيامها بالاختبارات أكثر من أي بلد في العالم. وقال: «ليقم شخص ما من فضلكم بإبلاغ رئيس اللجنة كلايبورن، الذي ليس لديه فكرة، أن الرسم البياني الذي وضعه يشير إلى عدد من الحالات للولايات المتحدة أكثر من أوروبا، لأننا نجري اختبارات أكثر بكثير من أي دولة أخرى في العالم». وأضاف «إذا لم يكن لدينا اختبار، أو اختبار سيئ، فسوف نظهر القليل جدا من الحالات... وبدلا من الإشادة بقدرتنا على استخدام مواردنا الضخمة في الاختبار، يقوم الإعلام المزيف وشريكهم من الديمقراطيين الراديكاليين باحتقار ما نقوم به واستخدام ما نحققه في هذا المجال كسلاح... إنه أمر حزين».
وكان رئيس اللجنة كلايبورن قدم رسما بيانيا خطيا يوضح حالات انتشار الوباء في أوروبا الذي ينخفض بينما ترتفع الحالات في أميركا بشكل كبير في الفترة نفسها، موجها السؤال إلى الدكتور فاوتشي عن أسباب ما اعتبره تخلف الولايات المتحدة حتى الآن في إدارة الأزمة.
وفي مقابلة مع محطة «سي إن إن»، قال الدكتور منصف السلاوي رئيس الفريق المكلف بجهود تطوير اللقاح ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة، إنه يتوقع أن يكون للقاح المرتقب نسب فعالية في حدود 90 في المائة، لكنه أضاف أنه من المحتمل ألا تتوفر جرع كافية لجميع الأميركيين حتى نهاية العام المقبل. وأضاف أن رأيه مبني على خبرته وطبيعة الفيروس المسبب لمرض كوفيد - 19. وقال المدير التنفيذي السابق لشركة «غلاكسوسميث كلاين» للأدوية، إنه سيكون هناك عدد كاف من جرع اللقاح الجديد لجميع الأميركيين بحلول منتصف العام القادم، لكن ذلك لن يتم على الأرجح حتى نهاية 2021.
وتوقع السلاوي أن تتوفر عشرات ملايين الجرعات من اللقاح بحلول ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني) المقبلين، مشيرا إلى أن الأولوية ستكون للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مثل المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة بينها السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».