التحالف يتعهد بدعم المجالس المحلية شرق الفرات

عربة أميركية قرب قاعدة الرميلان في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
عربة أميركية قرب قاعدة الرميلان في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

التحالف يتعهد بدعم المجالس المحلية شرق الفرات

عربة أميركية قرب قاعدة الرميلان في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
عربة أميركية قرب قاعدة الرميلان في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

تعهد التحالف الدولي ضد «داعش» بتقديم الدعم والمساعدات للمجالس المحلية في المناطق المحررة من قبضة التنظيم في شمال شرقي سوريا.
وأعلن المتحدث الرسمي للتحالف العقيد مايلز كاغينز أن قوات التحالف و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية تتجه نحو المناطق الشرقية في دير الزور والحسكة بعد أن كانوا في الرقة لتمشيطها من خلايا تنظيم «داعش».
وفي مؤتمر صحافي عقد أمس بقاعدة التحالف في بلدة رميلان النفطية الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، قال العقيد مايلز كاغينز المتحدث الرسمي للتحالف الدولي: «ننسق مع (قوات سوريا الديمقراطية) من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والضربات الجوية، وملتزمون بتقديم الدعم لهم والعمل المشترك»، وأشار إلى أن المرحلة الأخيرة من حملة «ردع الإهاب» في دير الزور والبادية، «حققت أهدافها للعمل والحفاظ على المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، ومن خلال العمل المشترك مع القوات العراقية وقوات قسد للتنسيق والتعاون ضد (داعش) في الحدود».
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» استأنفت المرحلة الثانية من حملة «ردع الإرهاب» منتصف الشهر الحالي لتعقب وملاحقة خلايا «داعش» شمال شرقي سوريا، على طول حوض نهر الفرات والمناطق المتاخمة للحدود مع العراق المجاور، بالتنسيق والدعم من غرفة عمليات التحالف الدولي والقوات العراقية من الجانب العراقي.
ولفت كاغينز إلى أن العديد من الشركات قدمت طلبات إلى التحالف بتقديم الخدمات للقواعد الأميركية العسكرية المنتشرة شرقي الفرات، وأضاف أن الملايين من الدولارات: «أدخلت لتنفيذ هذه الأعمال، وهو ما أدى إلى استفادة سكان المنطقة منها هناك دعماً للمشاريع والخدمات خاصة في مدينتي الحسكة ودير الزور، والتحالف حريص على تقديم الخدمات لمختلف المكونات».
بدوره، أكد كينو كبرييل الناطق الرسمي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» أن التحالف: «يدعم المجالس المحلية وخاصة المناطق المحررة من الناحية الاقتصادية والخدمية لدعم واستقرار المنطقة وعودة الحياة إلى طبيعتها»، مضيفاً أن هذه المناطق تتعرض لهجمات من أطراف عدة نتيجة دخول جهات وأطراف مختلفة إلى الصراع السوري، «لذا ننسق مع التحالف في القضاء على (داعش) ودعم المنطقة من جميع النواحي، ومواجهة الأطراف التي تحاول زعزعة المنطقة وتهديد أمنها واستقرارها»، منوهاً بأن تركيا لم تلتزم بوقف إطلاق النار حسب الاتفاق المبرم مع كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية عقب هجومها الأخير على مناطق شرق الفرات في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.