أوروغواي تحتفل بالذكرى الـ 90 لفوزها بأول بطولة لكأس العالم

لاعب مبتور اليد يسجل هدف التتويج في مرمى الأرجنتين بنهائي مرعب للحكم كان بداية الدراما لقصة المونديال

لقطة من نهائي مونديال 1930 بين أوروغواي والأرجنتين (أ.ب)
لقطة من نهائي مونديال 1930 بين أوروغواي والأرجنتين (أ.ب)
TT

أوروغواي تحتفل بالذكرى الـ 90 لفوزها بأول بطولة لكأس العالم

لقطة من نهائي مونديال 1930 بين أوروغواي والأرجنتين (أ.ب)
لقطة من نهائي مونديال 1930 بين أوروغواي والأرجنتين (أ.ب)

تحتفل أوروغواي اليوم بذكرى تسعين عاماً على إحراز نهائي أول نسخة من كأس العالم لكرة القدم للكبار بفوز تاريخي على الأرجنتين 4 - 2 على استاد «سينتيناريو» في العاصمة مونتفيديو في 30 يوليو (تموز) عام 1930.
وعلى مدار 90 عاماً تغيرت العديد من الأمور والأشياء، ولكن شيئاً واحداً ظل بلا أي تغيير وهو عشق العالم للساحرة المستديرة.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد واجه فترة عصيبة وعقبات صعبة لإيجاد العدد الكافي من المنتخبات التي ترغب في المشاركة لأول بطولاته العالمية، وسحبت بعض الدول ملفات طلب استضافة هذه النسخة، خشية ارتفاع تكاليف التنظيم فجاء اختيار أوروغواي. واستند «فيفا»، إلى ثلاثة أسباب وجيهة لمنح أوروغواي شرف تنظيم أوّل «مونديال» في التاريخ، أولها أنها البلد الفائز منتخبها بذهبيتي الألعاب الأولمبية لكرة القدم في 1924 و1928. والثاني أن عام 1930 هو الذكرى المئوية لدستور البلاد، والأهم من ذلك تعهد أوروغواي بدفع تكاليف سفر ونفقات جميع القادمين. ونجحت الدولة الأميركية الجنوبية الصغيرة ببناء ملعب «إل سينتيناريو» في زمن قياسي بلغ ستة أشهر فقط، لكنه لم يدخل الخدمة إلا بعد الأسبوع الأول من المنافسات حيث تأثر بالأمطار الغزيرة.
وعندما استقر حق الاستضافة على أوروغواي، سيطر القلق والخوف من الرحلة الطويلة عبر المحيط الأطلسي على بعض المنتخبات الأوروبية ورفض كثيرون المشاركة، فاقتصرت البطولة على 13 منتخباً، منها أربعة فقط من القارة العجوز مثلت فرنسا، وبلجيكا، ورومانيا ويوغوسلافيا، أما الدول الأميركية فمثّلها تشيلي، والأرجنتين، والبرازيل، وبوليفيا، وبيرو، وباراغواي، والمكسيك، والولايات المتحدة بالإضافة للدولة المستضيفة.
وسافرت منتخبات فرنسا وبلجيكا ورومانيا سوياً على متن الباخرة «كونتي فيردي»، بينما سافر المنتخب اليوغسلافي في البداية إلى مدينة مرسيليا الفرنسية في رحلة بالقطار استغرقت ثلاثة أيام ثم استقل الباخرة «فلوريدا» التي قطعت المحيط الأطلسي في غضون أسبوعين.
ونالت منتخبات البطولة استقبالاً حاراً في ميناء مونتفيديو، حسبما أكد الحكم البلجيكي جون لانغينوس الذي أدار اللقاء النهائي، والذي كان يرتدي دائماً الملابس الواقية بشكل صحيح. وبالإضافة إلى عمله كحكم، عمل لانغينوس أيضاً كمراسل لمجلة «كيكر» الألمانية المتخصصة في كرة القدم خلال وجوده في أوروغواي.
واشتكى اللاعبون من البرودة الشديدة حيث كانت تتساقط الثلوج على أرضية الملعب في البداية لأن يوليو هو فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي.
وسجل الفرنسي لوسيان لوران أول أهداف البطولة في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك، وقد علق على ذلك قائلاً: «بعد تسجيل هدفي الذي كان الأول في هذه البطولة والأول لي مع المنتخب الفرنسي، هنأنا بعضنا بعضاً، ولكننا لم نقفز في أذرع بعضنا بعضاً كما يفعل اللاعبون الآن».
وكان طريق منتخب أوروغواي إلى نهائي البطولة مثيراً للجدل، ففاز الفريق على نظيره اليوغسلافي 6 - 1 في الدور قبل النهائي، ولكن تردد أن أفراداً من الشرطة ومصورين دفعوا الكرة من على خط الملعب لإعادتها إلى داخل الملعب قبل تسجيل الفريق للهدف الثالث.
وفي النهائي، بدا وكأن المنتخب الأرجنتيني هو من سيكون الفائز بأول كأس للبطولة بعدما تقدم الفريق 2 - 1 في الشوط الأول، لكن النتيجة انقلبت في الشوط الثاني ليخسر 2 - 4 وتتوج أوروغواي بأول لقب عالمي.
وبحسب الصحف في تلك الحقبة، جاء نحو 15 ألف متفرج من الأرجنتين لحضور المباراة في ملعب تبلغ سعته 70 ألفاً، بعدما قطعوا نهر «ريو دي لا بلاتا» في قوارب بخارية.
وقبل هذه المباراة، كان على المنظمين والقائمين على تأمين المباراة تجريد المشجعين من أي أسلحة، حيث خشي الحكم البلجيكي جون لانغينوس، الذي أدار اللقاء، على حياته خوفاً من مشاعر الحماس الزائد بين جماهير الفريقين المتربصين لبعضهما، وبالفعل، تمت مصادرة نحو 1600 قطعة سلاح كانت بحوزة المشجعين.
وظل حكم المباراة على حافة الهاوية نظراً لشعوره بالقلق وتردد أنه طلب تصريحاً للرحيل في أسرع وقت بعد المباراة ولم يتخذ قراراه بإدارتها إلا عندما تأكد من وجود قارب بانتظاره في الميناء لنقله إلى أي مكان آمن، إذا اقتضت الحاجة. كما تردد أن اللاعب الأرجنتيني لويس مونتي تم تهديده بالقتل، وأنهى المباراة متوتراً دون أن يلعب بشكل جيد.
وفي ظل عدم وجود كرة رسمية للمباراة، خاض كل فريق شوطاً بكرته الخاصة، حيث قرّر لانغينوس أن يخوض الشوط بكرة الأرجنتينيين الذين تقدموا 2 - 1 قبل الاستراحة، ثم كرة الأوروغوانيين في الثاني فحسموا المباراة 4 - 2 واللقب العالمي لمصلحتهم.
وبالفوز على نظيره الأرجنتيني، توج منتخب أوروغواي بلقب أول بطولة كأس عالم، ولكن العديد من أنصار التانغو الأرجنتيني لم يعلموا حتى بالهزيمة حيث ظلوا عالقين على متن السفن في النهر بسبب الضباب الكثيف الذي منعها من الرسو.
وقال اللاعب الأرجنتيني فرانسيسكو فارايو في مقابلة، قبل وفاته عام 2010 عن عمر يناهز 100 عام: «منتخب أوروغواي، الذي كان الأفضل في الشوط الثاني، استحق الفوز. ولكنها كانت هزيمة قاسية بالنسبة لنا».
وجاء الهدف الرابع لمنتخب أوروغواي بتوقيع هيكتور كاسترو في الدقيقة 89. وكان هذا إنجازاً شخصياً أيضاً لكاسترو، الذي كان في الخامسة والعشرين من عمره وقتها، حيث كان قد فقد ساعده في حادث بمنشار كهربائي قبل ذلك بـ13 عاماً.
وكانت بطولة كأس العالم الأولى أيضاً نسخة مونديالية للمواهب الشابة، حيث كان ألبرتو سوبيسي المدير الفني لمنتخب أوروغواي لا يزال في الحادية والثلاثين من عمره ليظل أصغر مدرب يفوز بلقب كأس العالم على مدار تاريخ البطولة حتى الآن. وكان منافسه في النهائي خوان خوسيه تراموتولا المدير الفني لمنتخب الأرجنتين لا يزال في السابعة والعشرين من عمره.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.