مايك ماسي: أحرص على التزود بالدهشة لئلا تنطفئ سعادتي

أعاد غناء «رجل سعيد» بعد أن طعّمها بالعربية

مايك ماسي وسيفرين باران في أغنية ثنائية بعنوان «رجل سعيد»
مايك ماسي وسيفرين باران في أغنية ثنائية بعنوان «رجل سعيد»
TT

مايك ماسي: أحرص على التزود بالدهشة لئلا تنطفئ سعادتي

مايك ماسي وسيفرين باران في أغنية ثنائية بعنوان «رجل سعيد»
مايك ماسي وسيفرين باران في أغنية ثنائية بعنوان «رجل سعيد»

في عودة إلى زمن الفن الجميل، اختار الفنان اللبناني مايك ماسي، أغنية وليام شيلر المعروفة «رجل سعيد»، ليؤديها كثنائي مع الفرنسية سيفرين باران. ويعد وليام شيلر من المغنيين الفرنسيين الكلاسيكيين، واشتهر في السبعينات.
سبق لماسي أن قدّم مجموعة أعمال فنية بالعربية والفرنسية هو الذي يعشق التحاور الموسيقي بمختلف لغات العالم. ومن بين أعماله المعروفة ألبوم كامل ناطق بلغة موليير بعنوان «Delire»، تصدّر المبيعات في كل من فرنسا وسويسرا. كما لعب بإتقان باهر دور البطولة الأولى في المسرحية الغنائية «يسوع الناصري في أورشليم» التي قدمها في باريس.
أغنية «رجل سعيد» تحمل النفحة اللبنانية من خلال عبارات حبّ قصيرة مررها بعفوية الفنان المحترف. «قصدت تحويل لغتنا العربية إلى العالمية من دون مبالغة وبعفوية مطلقة»، يقول مايك ماسي في حديث لـ«الشرق الأوسط». فالموسيقى هي لغة حوار بالفرنسية كانت، أو باللبنانية واليابانية والهندية والخليجية وغيرها. فالبشر لديهم حاجة للشعور بالسعادة، ويعيشون حالات حبّ بأشكال مختلفة. واللغة تلعب دورها التعبيري في هذا الموضوع. وأغنية «رجل سعيد» تعبق بالحب، وتتحدث عنه برومانسية كبيرة. تلوينها بالعربية أسهم في تقديمها ضمن قالب جديد لم يسبق أن لامسها أحد بهذه الطريقة، هي التي غناها أشهر فناني العالم.
وعن كيفية ولادة الثنائية الغنائية مع الفنانة الفرنسية الكندية سيفرين باران، يقول مايك ماسي في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، «سيفرين صديقة بكل ما للكلمة من معنى. نتحدث كثيراً حول طبيعة أعمالنا المستقبلية، وعن الموسيقى بشكل عام. وعندما اتصلت بي تقترح عليّ أداء أغنية (رجل سعيد)، تفاجأت كوني أفكر بغنائها منذ زمن. ومن مقر إقامتها في المكسيك وأنا من لبنان سجلنا الأغنية. وخرجت معي بشكل عفوي العبارة المدخل للأغنية بالعربية. وهي في الحقيقة كناية عن رسائل صوتية تبادلتها معها في أحد أحاديثنا، واستأذنتها لاستعمالها في الأغنية فرحبت».
ويطالعنا مايك ماسي في بداية الأغنية برنة هاتف يتبعها عبارة «حاسس حالي مغروم»، لترد عليه سفيرين باران (Severine Parent) بضحكة من القلب مرفقة بعبارة «لا أفهم شيئاً مما تقوله، ولكني أحبك». وفي سياق الأغنية يلفتك صوت آلة الناي التي أرادها ماسي لمسة موسيقية شرقية، تضفي إلى الأغنية هذا المزيج العربي الفرنسي الذي يرغب به. وفي ختامها نستمع إلى حوار دافئ وقصير بين الفنانين تسأل فيه سفيرين كيف نقول «أحبك» بالعربية؟ وليرد عليها ماسي «إلى الرجل نتوجه بكلمة بحبّك (مع فتح الباء) وللمرأة نقول بحبّك (مع كسر الحرف نفسه)».
ويعلّق مايك ماسي: «العمل بمجمله تطبعه لمسة عالمية شارك فيها المكسيكي بابلو غونزاليس ساري على آلة الباص. وكذلك الأمر تحمل الأغنية توزيعاً موسيقياً لعضو لجنة التحكيم في (Latin Grammy Awards) المنتج الفنزويلي فرانسيسكو كوكو دياز. فحوار اللغات الموسيقية هي من الأمور السامية التي نحتاجها في يومياتنا، ومن شأنها أن ترتقي بنا إلى أعلى مراتب الاستمتاع بالموسيقى على أنواعها».
خلطة جديدة وغريبة تجمع ما بين فنزويلا ولبنان والمكسيك وفرنسا وكندا تحملها أغنية «رجل سعيد» لمايك ماسي وسيفيرين باران. «هو عمل يشبه أحلامي ويرويها كوني أتعلم دائماً من موسيقى الكبار. فأنا تربيت على موسيقى الرحابنة وأم كلثوم وجيلبير بيكو وشيرلي باسي وزكي ناصيف وغيرهم. خزانتنا الموسيقية في المنزل كانت تمتلئ بأسطوانات غنائية من هذا النوع. والدي كان يدندن لأزنافور وبيكو، ووالدتي كانت تغني لفيروز وزكي ناصيف، وأختي تحلّق بصوتها مع الأغاني الحديثة. كل هذا الصخب الموسيقي تغذيت منه وتعودت على مذاقه حتى صار من ضروريات قوتي اليومي»، يوضح مايك ماسي في معرض حديثه.
يؤكد ماسي أنّ أي عمل يقدمه لا بدّ أن يلمس قلبه وحواسه معاً. «يجب أن يسري في ويلمسني عن قرب وإلا لا أستطيع أن أغنيه وأشعر به. وفي (رجل سعيد) طبقت مقولة رحلة البحث عن الذات المتأرجحة بين الغرب والشرق، كوني عشت متنقلاً بين باريس وبيروت. واستفدت من هذا الخليط واستمتعت بهذه الرفاهية المؤلفة من الثقافتين وترجمتها على طريقتي في أدائي وأعمالي. فأنا حريص على التزود دائماً بعنصر الدهشة، كي لا تنطفئ سعادتي وأثابر على الاستمرارية التي يهدف إليها كل فنان».
وعن سبب تلوين الأغنية بمقطع موسيقي قصير من العزف على آلة الناي يقول: «رغبت في أن تلون هذه الآلة العمل بشكل متواز مع آلات موسيقية أخرى ومن دون مبالغة، لا سيما أنّها جديدة على أذن الغرب. فالشعور بالعطش للسماع أكثر هو أيضاً عنصر جذاب. يمكنه أن يلعب دوراً مهماً في تلقف أغنية والاستماع إليها بشكل متكرر».
يستعد مايك ماسي لإطلاق أغانٍ جديدة بلهجات مختلفة ويوضح: «هي مجموعة أغانٍ بالعربية أنوي إطلاقها في المستقبل القريب. وسأعمل على طرحها على طريقة الأغنية الفردية لأنّها الأكثر انتشاراً واتباعاً من قبل الفنانين في المرحلة الحالية. أمر كان متبعاً في السبعينات، وها نحن اليوم نتأقلم معه من جديد لأسباب كثيرة».
ويرى مايك ماسي الذي يعتبر الفن بمثابة خشبة خلاصه وشغفه الأول والأخير، أنّ أغنية «بون فواياج» لكارول سماحة تلعب أيضاً على وتر مزيج الحضارات. فهي جمعت فيها الفرنسية والعربية، كلاماً وموسيقى.
«هي من الفنانات اللبنانيات اللاتي يعرفن كيفية التجديد في مسيرتهن الفنية. فأنا معجب بها كفنانة تجمع مواهب عديدة في شخصيتها. ولا أستغرب أي جديد تقوم به، لأنّها فنانة خلاقة، وتعلم تماماً أهمية التّعددية الثقافية الموسيقية في عالمنا».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.