العمل المكتبي يقلل من خطر التدهور المعرفي

العمل المكتبي مفيد للصحة العقلية
العمل المكتبي مفيد للصحة العقلية
TT

العمل المكتبي يقلل من خطر التدهور المعرفي

العمل المكتبي مفيد للصحة العقلية
العمل المكتبي مفيد للصحة العقلية

يشير العديد من الدراسات إلى أن عدم النشاط البدني يزيد من خطر المشاكل الصحية، ومع ذلك كانت العلاقة بين النشاط البدني والحفاظ على الصحة الإدراكية أقل وضوحاً. الآن، تؤكد دراسة جديدة من جامعة كامبريدج البريطانية نشرت في العدد الأخير من دورية «المجلة الدولية لعلم الأوبئة» هذا الشك، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم وظائف مكتبية أقل عرضة بكثير للتدهور الإدراكي من أولئك الذين لديهم نشاط جسدي.
يقول تقرير نشره أول من أمس موقع «ميديكال نيوز توداي»، إن الدراسة تستند إلى بيانات «إيبيك نورفولك كورت»، وهو مشروع طويل المدى يشارك فيه حوالي 30 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً، ويهدف إلى استكشاف الروابط بين الأنشطة اليومية والنظام الغذائي والسرطان.
وعلى مدى 12 عاماً في المتوسط، قيم الباحثون في المشروع إدراك المشاركين، بما في ذلك الانتباه والذاكرة وسرعة المعالجة البصرية، وأجرى الباحثون أيضاً اختباراً للقدرة على القراءة استوعب تقريبا معدل الذكاء لكل فرد. ومن بين البيانات التي تم جمعها كانت المعلومات المتعلقة بمستويات النشاط البدني خلال ساعات العمل ووقت الفراغ.
وعمل 8 آلاف و585 فرداً من دراسة مشروع («إيبيك نورفولك كورت) كمجموعة نموذجية لدراسة جامعة كامبريدج، حيث تم التركيز على المعلومات المتعلقة بالنشاط البدني للفرد في حالتي العمل ووقت الفراغ.
وكشفت الدراسة عن أن أولئك الذين لديهم وظائف مكتبية، والتي عادة ما تكون أدواراً مستقرة، لديهم خطر أقل من التدهور المعرفي، علاوة على ذلك كان الأشخاص الذين لديهم وظائف مكتبية مدى الحياة على الأرجح من بين أفضل 10 في المائة من أصحاب الأداء المعرفي في الدراسة.
وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين تتضمن وظائفهم العمل اليدوي، لديهم ما يقرب من ثلاثة أضعاف خطر تطوير ضعف الإدراك.
وتقترح الباحثة الرئيسية بالدراسة د.شابينا حياة، أنه قد تكون الوظيفة نفسها هي التي تقدم الفائدة، وتقول في تصريحات نقلها موقع «ميديكال نيوز توداي»: «نظراً لأن الوظائف المكتبية تميل إلى أن تكون أكثر تحديا ذهنياً من الوظائف اليدوية، فقد توفر الحماية من التدهور المعرفي».
وتعترف حياة بأن «التحليل يظهر أن العلاقة بين النشاط البدني والوظيفة المعرفية ليس مباشرا»، وتضيف: «في حين أن النشاط البدني المنتظم له فوائد كبيرة للحماية من العديد من الأمراض المزمنة، قد تؤثر عوامل أخرى على ضعف الإدراك في المستقبل».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».