رويدا عطية: نعم لديَّ مواصفات النجومية.. وبعض الفنانين أصيبوا بالنرجسية

قالت الفنانة رويدا عطية، إن بعض نجوم الغناء أصيبوا بالنرجسية، وإنها شخصيا تتمنى عدم الوصول إلى هذه المرحلة. وأضافت في حديث لــ«الشرق الأوسط»: «لعل نجوميتهم أثرت عليهم وصاروا يتفردون في اتخاذ قراراتهم وحدهم دون استشارة أحد. هذا الأمر انعكس سلبا على أعمالهم فصارت تمر مرور الكرام». وتابعت: «برأيي، أنه على الفنان اللجوء دائما إلى أشخاص آخرين يمثلون شريحة من المستمعين الجيدين يحيطون بهم، فإذا أعجبوا بالعمل فهذا دليل حسي على أنه سيلقى النجاح». وعما إذا كانت تستشير من حولها في اختيار أغانيها، قالت: «أسمع كل الناس الذين هم حولي، فأنا أثق في آرائهم، ولكن شرط ألا يكونوا موسيقيين؛ لأن (الإيغو) هنا تلعب دورا سلبيا، فيمكن أن تؤثر على مصداقيتهم».
وعن العناصر التي برأيها تساهم في نجاح أغنية وبالتالي الفنان الذي يؤديها، أجابت: «لطالما رددت أن الكلمة في العمل هي أهم عنصر يساهم في انتشارها أو العكس، ويليها الإحساس الذي يصبه الفنان عليها في أدائه».
وعما إذا كانت تملك صفات النجومية، ردت: «من دون غرور، نعم؛ فأنا أملك هذه الصفات، وذلك ناتج عن ثقتي بصوتي، فلست من هؤلاء الذين صنعوا نجوميتهم بتمويل من آخرين وصاروا فجأة من ضمن نجم الصف الأول، فماذا يشكل النجم إذا وضعته مقابل القمر؟».
وعن سبب تردي سوق الأغنية بشكل عام حسب رأيها، قالت: «كل ما في الأمر أن العنصر المادي غلب على العنصر الفني، وصارت الأغاني معلبة وموضبة مسبقا، وهنا أسمح لنفسي بأن أنصح المواهب الفنية الجديدة بأن يكثفوا من الاستماع لعمالقة الفن، فهم بأدائهم يعطوننا دروسا لا يمكننا أن نحصل عليها في صفوف المعاهد الموسيقية وما يشابهها». وأضافت: «إن أصوات وديع الصافي وصباح وفيروز وغيرهم من عمالقة الغناء تدرس، ولذلك علينا التركيز عليها».
وعن الأسلوب الجديد الذي استحدثته في عودتها الأخيرة إلى الساحة الغنائية بعد غياب قسري عنها دام نحو 3 سنوات، قالت: «لقد أدركت أن على إطلالتي هذه أن تحمل الجديد، ولا أقصد هنا التغيير في شكلي الخارجي، بل بصوتي، فعدت إلى الفطرة إلى الموهبة الحقيقية التي أحملها فيه، وغنيت بقوته الكاملة (Full power)، ونجحت في ذلك من خلال مشاركتي في برنامج (ستار أكاديمي) وتقديمي تحية للراحلة صباح في أغنية (ساعات ساعات)، فنسيت أنني على المسرح وتمالكت نفسي لأنني لم أكن أريد البكاء، بل إيصال روح صباح الفرحة للمشاهد».
وعن برامج المواهب الفنية المنتشرة في الآونة الأخيرة على شاشات التلفزيون ردت بالقول: «لقد أصبحت بمجملها مجرد تجارة ليس أكثر، حتى إننا عندما نرى موهبة معينة لا يمكننا أن نعرف إلى أي برنامج تنتمي لكثرتها». وختمت قائلة: «ملحم زين وأنا كنا آخر العنقود في هذا النوع من البرامج الذي يطلق المواهب الفنية، وبذلك أغلقنا الباب وراءنا».
وعما إذا كانت المثابرة في العمل هي السبب الرئيسي في نجاحها وملحم زين، أجابت: «لا دخل للمثابرة في هذا الموضوع، فإن ما تزرعينه تحصدينه، هذا كل ما في الأمر».
ورأت الفنانة السورية التي ما زالت تعيش حتى اليوم في بلادها رغم الحرب الدائرة فيها، أنها متمسكة بلبنان دائما، فهو من صنع نجومية عدد كبير من أهل الغناء العربي، كما أن إعلامه المرئي ساهم في ذلك بشكل مباشر. وعما إذا الأخوان علي وحسين الديك هما من بين هؤلاء، قالت: «هما حالتان فنيتان جميلتان أفرح لهما كونهما من بلدي سوريا، ولا شك أن لبنان ساهم في انطلاقتهما بشكل أوسع».
وعن التغيير الذي طرأ على شخصيتها منذ غيابها عن الساحة حتى اليوم، قالت: «لن أسمح لأحد بعد الآن أن يقف في وجه موهبتي أو أن يحاربها أو أن يضع يده عليها، فبعد إطلالاتي الأخيرتين في أغنية (رشرش) وفي (ستار أكاديمي) عادت الثقة إلى نفسي بشكل أكبر، وذلك من دون شك بفضل موهبتي وجمهوري».
وعما إذا كانت البرامج الفنية المقدمة من قبل بعض الفنانين تحكمها المحسوبيات، قالت: «لا يمكن أن نعمم في هذا الموضوع؛ إذ إن بعض تلك البرامج لا يسمح لها مستواها بشكل عام استقبال نجوم من الصف الأول، كما أن هذا الفنان أو ذاك لا يملك جمهورا واسعا مما يلغي فرضية استقباله، وأكثر ما يزعجني في هذا الصدد هو تغيب الفنان السوري عن بعضها».
وأشارت رويدا عطية إلى أنها تفضل في إطلالات بعض الفنانين أن يعبروا بصراحة عن آرائهم مهما كان نوعها، وألا يرددوا عبارات مبهمة كـ«لا تعليق» مثلا، فهذه الكلمة كما ذكرت لنا تستفزها. وعما إذا كانت الآراء السياسية تندرج ضمن هذا الموضوع، ردت بالقول: «ولمَ لا؟ فمن حق الفنان أن يبدي رأيه في السياسة، فهذا أمر مشروع له». وعن سؤالي لها عما إذا كانت الحرب السورية ولدت شرخا بين الفنانين السوريين وفرزتهم في خانات معينة، ردت: «لا، على العكس هي ساهمت في إبراز حقيقة كل منهم من دون أقنعة، والمطلوب أن نحفظ عرفان الجميل لبلدنا تجاهنا». ورويدا التي سبق والتقت الراحلة صباح تحدثت عن النصائح التي زودتها بها أكثر من مرة، فقالت: «لقد نصحتني على الصعيد المهني بأن أكون دائما على موعدي المحدد، وأن أبادل الناس بالمحبة ولو كان من بينهم أعداء لي، وألا أجبر نفسي على القيام بأي عمل لا أرغب فيه، كما تعلمت منها ألا أجرح أحدا حتى لا أنجرح. وعن الزواج نصحتني بألا أرتبط إلا بالرجل الذي يدللني وألا أفضفض همومي لأهل الإعلام». وعن الدروس التي تعلمتها من الألم والوجع اللذين مرت بهما، قالت في اختصار: «الألم يعطيك اندفاعا للقيام بالأفضل ويزودك بقوة كبيرة فلا تعودين تنكسرين بسرعة».
وكانت رويدا عطية قد عادت إلى الساحة الغنائية بأغنية «رشرش» التي لاقت نجاحا لدى محبيها، وعن سبب اختيارها لهذا الاسم، قالت: «لقد كنت سأطلقها تحت عنوان (جرحني)، ولكن فيما بعد بدلت رأيي وسميتها (رشرش)؛ فأسماء الأغاني، كما أسماء الناس، تلعب دورا كبيرا في نجاحها وانتشارها، لا سيما أننا نعيش اليوم في زمن وسائل الاتصال الاجتماعية، فهو يخدمك إلى أبعد حد في هذا المجال كوننا يمكن أن نلعب على هذا الوتر مما يمكن أن يروج للعمل الفني بشكل أوسع». حاليا تستعد رويدا لإطلاق أغنية جديدة رومانسية بمناسبة عيد الحب في شهر فبراير (شباط) المقبل، كتبها ولحنها لها الموسيقي الصاعد محمد حمزة، ووزعها علي حسون. وأكدت أنها بصدد تقديم «ديو» غنائي مع ملحن معروف سيشكل مفاجأة لمحبيها. وعلقت بالقول: «يهمني يوما ما أن أقدم أغنية ثنائية مع السوبر ستار راغب علامة، فلقد ذكر لي مرة عن رغبته هذه، وأتمنى أن تكون الفكرة ما زالت واردة لديه».
وعن أكثر ما يخيفها في حياتها الفنية تقول: «لقد تعرضت لخيانات كثيرة في حياتي عامة، ولكن أكثر ما أخافه هو أن يخونني صوتي، ولكن مع الزخم الذي لقيته في عودتي الأخيرة إلى الساحة تأكدت أنه يجب ألا أشك أبدا في قدرته».