«حزب الله» يستبعد نشوب حرب مع إسرائيل في الأشهر المقبلة

رجل يقود دراجة نارية بجانب صورة لأمين «حزب الله» حسن نصر الله في صيدا (رويترز)
رجل يقود دراجة نارية بجانب صورة لأمين «حزب الله» حسن نصر الله في صيدا (رويترز)
TT

«حزب الله» يستبعد نشوب حرب مع إسرائيل في الأشهر المقبلة

رجل يقود دراجة نارية بجانب صورة لأمين «حزب الله» حسن نصر الله في صيدا (رويترز)
رجل يقود دراجة نارية بجانب صورة لأمين «حزب الله» حسن نصر الله في صيدا (رويترز)

قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم، الأحد، إنه لا يتوقع اندلاع حرب في الأشهر المقبلة بعد مقتل أحد عناصر الجماعة في سوريا بضربة إسرائيلية.
وتصاعدت حدة التوتر على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان منذ أيام بعد مقتل أحد عناصر «حزب الله» المدعوم من إيران في ضربة إسرائيلية فيما يبدو على مشارف دمشق. ومنذ ذلك الوقت عزز الجيش الإسرائيلي قواته على الجبهة الشمالية.
وخلال اليومين الماضيين لم تغادر الطائرات الحربية والمسيرة سماء لبنان وحلقت على علو منخفض في مناطق عديدة اليوم. وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي اليوم أن طائرة إسرائيلية مسيرة تحطمت داخل لبنان خلال عملية على امتداد الحدود.
واعتبر قاسم في مقابلة تلفزيونية إن «ما حصل في سوريا هو عدوان» أدّى إلى مقتل علي كامل محسن، مضيفاً: «لا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء»، على حد قوله.
وكان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله قد توعد في أغسطس (آب) الماضي بعد مقتل عضوين في «حزب الله» بالرد إذا قتلت إسرائيل أي مقاتل آخر من صفوف الجماعة الموجودة في سوريا دعماً للرئيس بشار الأسد.
لكن قاسم قال إن «معادلة الردع قائمة مع إسرائيل، ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة، كما لا تغيير في قواعد الاشتباك». وتابع يقول إن «الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع ترمب في الداخل الأميركي والإسرائيليون لا يضمنون ربحهم في أي حرب، بل يرجحون الخسارة، وهو ما جعلهم مرتدعين طيلة 14 عاماً، كما أن محور المقاومة كان ولا يزال في موقع الدفاع، وبالتالي أستبعد أجواء الحرب في الأشهر المقبلة».
ونشر الجيش الإسرائيلي بطاريات من منظومة القبة الحديدية على امتداد الحدود الشمالية، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع على الحدود الشمالية، وأن «سوريا ولبنان يتحملان المسؤولية عن أي اعتداء على إسرائيل ينطلق من أراضيهما».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».