روجت «مصادر» إيرانية رواية جديدة حول حادث احتكاك مقاتلتين أميركيتين بالرحلة «1152» لشركة «ماهان» المقربة من «الحرس الثوري» في محيط قاعدة التنف السورية، وضمت إليه احتكاكاً آخر «في الحدود اللبنانية - السورية».
ونشر المنبر الدعائي للسلطات الإيرانية باللغة الإنجليزية قناة «برس تي وي»، رواية جديدة للحادث الذي وقع مساء الخميس الماضي، ونقلت القناة عن «مصادر مطلعة» أن المقاتلتين اقتربتا من طائرة الركاب الإيرانية لمدة «6 دقائق على دفعتين». وأضافت أن «المرة الأولى كانت فوق منطقة التنف الاستراتيجية وبالقرب من الحدود الأردنية - العراقية، وفي المرة الثانية، حصلت المضايقة عبر الحدود السورية - اللبنانية بينما كانت تقترب من مطار بيروت». وأضافت أن المقاتلين «أقلعتا من قاعدة (الأزرق)» في الأردن.
وحسب هذه الرواية، فإن «الطيار اضطر إلى خفض الارتفاع لتجنب الاصطدام بالطائرتين الأميركيتين على الحدود السورية - اللبنانية».
وتعد هذه الرواية في الأساس رواية معدلة ضمن روايات عدة تدوولت في المواقع والوكالات الرسمية الإيرانية خلال الساعات الأولى من الحادث. وكانت مواقع إيرانية نقلت بعد ساعات من الحادث عن موقع «نور نيوز» المحسوب على المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن «الحادث وقع في الأجواء اللبنانية بينما كانت تستعد الطائرة للهبوط في مطار بيروت». وسرعان ما سحبت مواقع إيرانية هذه الرواية، بعدما عززت وكالة «تسنيم» رواية عبور الطائرة، ذهاباً وإياباً من فوق قاعدة التنف.
وقال الجيش الأميركي إن مقاتلته من طراز «إف15» كانت على مسافة آمنة وكانت تجري تدقيقاً بصرياً لطائرة الركاب؛ لأنها عبرت بالقرب من قاعدة التنف العسكرية في سوريا حيث تتمركز قوات أميركية.
وجاءت رواية قناة «برس تي وي» غداة مقال نشره موقع «نور نيوز»، ليلة السبت، يتضمن تحذيرات ضمنية للأردن بسبب قاعدة «الأزرق»، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتطرق فيها إيران إلى نقطة انطلاق المقاتلات.
وعلى غرار تحذيرات وجهها لدول قد تكون وراء الهجوم الذي تعرضت له منشأة «نطنز» مطلع الشهر الحالي، أوصى مقال نشره الموقع، الأردن بـ«التنبه»، مما عدّه «الدعم اللوجيستي للأميركيين»، وقال إنه «يعني المشاركة في الأعمال (...) ما يؤدي إلى زعزعة أمن الخطوط الجوية»، مشيراً إلى أن «تبعاتها قد تطال ذاك البلد (الأردن)».
وأشار المقال، دون تقديم دليل، إلى «معلومات» تشير إلى أن مقاتلتين من طراز «إف15» أقلعتا من قاعدة «الأزرق»؛ من القواعد الجوية التي تستخدمها القوات الأميركية في الأردن. وأضاف: «إنها القاعدة ذاتها التي من المحتمل أن تكون أقلعت منها طائرات (درون) ومقاتلات أميركية نفذت اغتيال قاسم سليماني».
ولم تعلق المصادر الأميركية ولا الأردنية على المزاعم الإيرانية الجديدة.
وعاد الموقع من جديد إلى تهديدات سابقة وردت على لسان مسؤولين عقب مقتل سليماني، ضد دول تضم قواعد للقوات الأميركية. ونفت عمان ذلك. ودعا إلى استدعاء القائم بالأعمال الأردني لدى طهران إلى وزارة الخارجية، و«طلب توضيح منه»، وعدها «الخطوة الأولى التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لتوضيح دور الأردن».
كما دعا دولاً كان مواطنوها على متن الطائرة إلى ملاحقة «التصرف الأميركي». ونصح بشكوى مشتركة من سوريا ولبنان وإيران إلى المنظمة الدولية للطيران وإلى مجلس الأمن.
من جانب آخر، وجّه المقال لوماً إلى العراق عندما قال: «من المؤكد لو أن العراق دخل قضية اغتيال قاعدة المقاومة بجدية أكثر، لما تصرفت أميركا (…) وهددت أمن الخطوط الجوية».
وربط الموقع بين المواقف الدولية من كارثة الرحلة PS752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية التي أسقطت بصاروخين من دفاعات «الحرس الثوري» في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي، ما أدى إلى مقتل جميع ركاب الـ176، وبين المواقف الدولية؛ خصوصاً الأوروبية، حول الحادث الأخير.
ويلفت الموقع إلى اعتقاد إيراني بـ«أدلة لا يمكن إخفاؤها» وراء الحادث الأخير والخطوات الأميركية، وهي «ضرورة طرد القوات الأميركية (…) من المنطقة».
ولاحقاً هاجم الموقع في مقال منفصل، شخصيات معروفة في إيران، قادت حملة الإدانة ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب عدم إدانتها الحادث الأخير.
وعدّ الموقع الأمني الحادث «فرصة لتقييم ردود نشاط المجتمع المدني والفنانين والرياضيين».
ووجه المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، رسالة إلى وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، منتقداً بشدة خطوة المقاتلة الأميركية، وطالب في الوقت ذاته بمتابعة «قانونية وقضائية وسياسية»، و«مواجهة حازمة» و«تحمل العبر للمسؤولين الأميركيين».
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن رسالة منتظري أنه طلب من منظمة الطيران الإيرانية وشركة «ماهان» للطيران، «تقديم تقرير شامل» و«اتخاذ الخطوات القانونية المطلوبة».
وذكرت «رويترز»، أول من أمس، أن رئيس لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية علي باقري كني، قال إنه «يمكن لجميع ركاب طائرة الرحلة رقم (1152) التابعة لـ(ماهان إير)؛ الإيرانيون منهم وغير الإيرانيين، مقاضاة الجيش الأميركي (...)؛ القادة والجناة والمشرفين والمساعدين، في المحاكم الإيرانية نظير الأضرار المعنوية والجسدية».
وتعد شركة «ماهان» المقربة من «فيلق القدس» الأكثر إثارة للجدل بين الشركات المملوكة للمؤسسة الحاكمة في إيران، وارتبط اسمها بنقل عناصر «الحرس الثوري» والسلاح إلى سوريا منذ 2011، ووضعتها الولايات المتحدة على قائمة العقوبات التي طالت أنشطة «الحرس الثوري» قبل أن تصنفه على قائمة الإرهاب في أبريل (نيسان) 2018.
وارتبط اسم خطوط «ماهان» مؤخراً بتقارير وصفتها بأنها «المتهم رقم واحد» في تفشي فيروس «كورونا» بنقله من الصين إلى إيران وإلى دول عدة في المنطقة.
رواية إيرانية جديدة عن احتكاك مقاتلات أميركية بطائرة «ماهان»
زعمت حدوث «مضايقة» على الحدود السورية ـ اللبنانية... وتحذّر الأردن
رواية إيرانية جديدة عن احتكاك مقاتلات أميركية بطائرة «ماهان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة