إغلاقات في الجزائر لمنع تفشي «كوفيد ـ 19»

حملة افتراضية لمكافحة الوباء

TT

إغلاقات في الجزائر لمنع تفشي «كوفيد ـ 19»

أعلن جهاز الدرك الجزائري، عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، أن كل الطرق المؤدية إلى العاصمة وولاية بومرداس (50 كلم شرق) مغلقة بدء من مساء أمس (الأحد)، لمنع انتشار فيروس «كوفيد - 19».
ولم يقدم الدرك تفاصيل أخرى عن هذا القرار الذي فاجأ الكثيرين. وتشهد العاصمة هذه الأيام حركة كبيرة لبائعي الماشية القادمين من الولايات الداخلية، بغرض بيعها تجهيزاً لعيد الأضحى، ورجح البعض أن يكون ذلك وراء اتخاذ قرار الإغلاق.
كما تشهد بومرداس الساحلية، توافداً كبيراً للسياح على شواطئها، التي منعت السلطات السباحة فيها، ومع ذلك وجد مواطنون منافذ لدخولها.
في غضون ذلك، أطلق ناشطون بالمجتمع الجزائري، منذ أيام، حملة «أريد أن أكون جزءا من الحل» الافتراضية في محاولة للتوعية بأهمية التقيد بإجراءات الوقاية خارج منازلهم، وبخاصة ارتداء القناع واحترام مسافة التباعد الاجتماعي.
ونشر المئات من أصحاب الحسابات بشبكة التواصل الاجتماعي، «نصا تحسيسيا» تم الاتفاق عليه بين بعض الناشطين، جاء فيه: «أنا أرتدي قناعاً في الأماكن العامة وأبقَى على بعد متر منك. أريدك أن تعرف أنني أحترمك وأنني قد أكون دون أعراض ولكن مع هذا قد أكون معديا لك. لست أعيش في خوف من الفيروس، أريد فقط أن أكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة. لا أشعر أن الحكومة تسيطر علي. بل أشعر أنني شخص راشد يساهم في بناء المجتمع والعالم الذي حولي. إذا تمكننا جميعاً من العيش مع مراعاة الحفاظ على الآخرين، فسيكون للجميع مكان أفضل. إن ارتداء القناع والبقاء على بعد متر لا يجعلني ضعيفاً أو خائفاً أو غبياً، أو شخصاً مُتَحَكَماً فيه، لكن بالعكس يجعلني منتبهاً ومحترماً. تخيل اللحظة التي يصاب فيها شخص قريب أو عزيز بالمرض...! إنه شيء محزن ومؤسف...! هذا اختيارك».
واتخذ المسعى شكل حملة، انخرط فيها عدد كبير من رموز المجتمع، مثل الرياضيين والفنانين والمثقفين والمذيعين بالفضائيات. والدافع إليها، حسب من أطلقها، أن «فئة من المواطنين، يتعاملون بشكل سلبي مع توجيهات وتحذيرات الحكومة والأطقم الطبية، بشأن خطورة وسرعة انتشار الوباء»، الذي أصاب في الـ24 ساعة الماضية أكثر من 670 شخصا (الإصابات فاقت 26 ألفا، ووفاة أكثر من 1100 شخص، منذ بداية الأزمة).
واللافت أن وسائل الإعلام الحكومية، ومعها الفضائيات الخاصة، تحمل عامة الناس مسؤولية الانتشار الكبير للفيروس في أوساط السكان، ويجري التركيز على العقوبات بحق من لا يحترم شروط الوقاية، على سبيل التخويف. وقد ترك ذلك انطباعا قويا بأن الصحف والقنوات التلفزيونية، تلقت توجيهات من السلطات، يفيد بأن «الحكومة تفعل ما بوسعها للقضاء على الوباء، لكن عامة الناس لا يساعدونها على ذلك بسبب عدم احترام شروط الوقاية».
كما يتم الإشادة بكل الأعمال التي تعلن عنها الحكومة في محاولاتها السيطرة على الوباء، وغض الطرف عن النقائص التي تتحملها السلطات، كتأخر ظهور نتائج التشخيص واستحالة النفاذ إليه إلا لـ«المحظوظين»، وعدم توفر الأسرة بالمستشفيات لعلاج المرضى. وتبدي الحكومة حرصا كبيرا على «اصطفاف» وسائل الإعلام، وراء خطتها القضاء على الوباء، تحت ضغط المساومة بالإعلانات الحكومية، مما أثار حفيظة الأحزاب المعارضة التي رأت في ذلك «عجزا عن إدارة الأزمة».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.