نوريتش سيتي لا يملك خبرة اللعب مع الكبار

أسلوب لعب الفريق لم يناسب الدوري الإنجليزي الممتاز فهبط مرة أخرى

TT

نوريتش سيتي لا يملك خبرة اللعب مع الكبار

عندما تغلب نوريتش سيتي على مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في سبتمبر (أيلول) الماضي، نشر النادي مقطع فيديو حقق انتشارا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان هذا الفيديو يضم مقاطع للاعبي الفريق وهم يبنون الهجمات من الخلف للأمام ويلعبون تحت الضغط ويمررون الكرات بدقة ويتحركون ببراعة داخل الملعب. وقد حقق هذا الفيديو أكثر من ستة ملايين مشاهدة. وقال قائد الفريق تعليقا على ذلك: «إننا نتغلب على الضغط من خلال التمسك بفلسفتنا الخاصة».
وبعد استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ضغط ساوثهامبتون وآرسنال على الخط الخلفي لنوريتش سيتي بقوة ونجحا في إحراز أهداف من أخطاء دفاعية قاتلة لمدافعي نوريتش سيتي. وقد استفاد برايتون أيضا من الأمر نفسه وهز شباك نوريتش بعد أخطاء مدافعيه في التمرير. وفي غضون ذلك، استقبل الفريق أهدافا سهلة من كرات عرضية أمام كل من مانشستر سيتي وإيفرتون وواتفورد، وأخيرا وستهام يونايتد.
لقد سقط نوريتش سيتي بشكل مخزي في نهاية المطاف وهبط لدوري الدرجة الأولى، بعدما ترك انطباعا بأنه فريق غير قادر على تسجيل الأهداف أو منع استقبالها في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى مدار الجزء الأكبر من الموسم، أظهر نوريتش سيتي أنه لا يملك الخبرة التي تمكنه من اللعب بين الكبار. فهل فشل نوريتش سيتي في تطبيق طريقته الخاصة أم أن الطريقة التي كان يلعب بها لم تكن تناسب الدوري الإنجليزي الممتاز من الأساس؟
في الحقيقة، هناك بعض العوامل التي أدت إلى سوء نتائج نوريتش سيتي. فقبل مباراة مانشستر سيتي، أعلن المدير الفني لنوريتش سيتي، دانيل فارك، عن غياب عشرة لاعبين عن قائمة الفريق بداعي الإصابة. ولم تخل قائمة الفريق من الغيابات بسبب الإصابة، حتى بعد استئناف مباريات الموسم. وفي نهاية المطاف، كان دانييل فاركه مدرب نوريتش سيتي طوال الموسم يعاني من نقص واضح في الخط الخلفي، وكان اللاعبان اللذان يلعبان في هذا المركز هما الجاهزين من الناحية البدنية، وليس الأفضل، بسبب الإصابات المتتالية التي عصفت بصفوف الفريق.
وقد عانى الفريق بشكل واضح بعد مباراته أمام مانشستر سيتي، ولم يحقق سوى فوز وحيد في المباريات الـ16 التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتراجعت ثقة اللاعبين في أنفسهم أسبوعا بعد آخر. وحتى عندما تحسن مستوى الفريق في فترة أعياد الميلاد، لم يتمكن الفريق من الحفاظ على تقدمه أمام كل من توتنهام هوتسبير وكريستال بالاس وخسر في نهاية المطاف. ولم يتمكن الفريق من استعادة ثقته في نفسه مرة أخرى. وحتى بعد استئناف الموسم، لم يظهر الفريق أي إشارات على أنه قادر على اللعب بحماس وقوة بالشكل الذي بدأ به الموسم.
وبعد الفوز على مانشستر سيتي، انتقل نوريتش إلى ملعب «تيرف مور» لمواجهة بيرنلي. وسجل كريس وود هدف التقدم لبيرنلي من رأسية من على القائم القريب بعد مرور 10 دقائق فقط من بداية اللقاء. وبعد ذلك بأربع دقائق فقط، عاد وود ليهز شباك نوريتش بهدف آخر، مستغلا خطأ قاتلا من الظهير الأيمن لنوريتش ماكس آرونز، وفقدانه للكرة في الثلث الأخير من الملعب. واستغل كريستال بالاس الأخطاء نفسها في الأسبوع التالي على ملعب «سيلهيرست بارك»، وكان من الواضح أن أي فريق يرغب في الفوز على نوريتش سيتي فعليه أن يضغط على ظهيري الجنب وأن يستغل الأخطاء الدفاعية القاتلة للاعبي نوريتش سيتي في الكرات الثابتة. ويجب الإشارة إلى أن ظهيري الجنب في نادي نوريتش سيتي - ماكس آرونز وجمال لويس - هما لاعبان صغيران في السن ويملكان موهبة كبيرة، لكن لم يلعب أي منهما أي دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل هذا الموسم. ولم يلعب آرونز سوى 43 مباراة فقط مع الفريق الأول، وهذه هي كل خبراته في كرة القدم. ويعكس هذا الأمر حقيقة أن نوريتش سيتي ليس لديه خبرة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي أدى إلى الهبوط في نهاية المطاف.
لقد اختار مسؤولو نوريتش سيتي عدم التعاقد مع لاعبين لديهم خبرات كبيرة، سواء الصيف الماضي أو في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. وتعتمد استراتيجية المدير الرياضي للنادي، ستيوارت ويبر، على منح اللاعبين الصغار فرص المشاركة بانتظام في صفوف الفريق الأول. وعلاوة على ذلك، فقد قرر النادي ألا ينفق سوى ما يمكنه تحمله، وبعدما بلغت خسائر النادي 38 مليون جنيه إسترليني في الموسم السابق وبعد توقيع عقود جديدة مع اللاعبين الذين ساعدوا النادي على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، لم يعد لدى النادي كثير من الأموال لكي ينفقها على تدعيم صفوفه بلاعبين لديهم خبرة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد تعاقد ويبر مع تسعة لاعبين بقيمة إجمالية تصل إلى 4.5 مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك رسوم الانتقال على سبيل الإعارة. ومع ذلك، لم ينجح من هؤلاء اللاعبين سوى سام بيرام، الذي كان أيضا هو اللاعب الوحيد الذي لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل. وقرر النادي إنهاء عقود ثلاثة لاعبين من اللاعبين الأربعة الذين كان قد تعاقد معهم على سبيل الإعارة، بشكل مبكر. أما اللاعب الرابع، وهو صانع الألعاب أوندريج دودا، فقد تعاقد معه النادي قادما من هيرتا برلين مقابل 25 مليون جنيه إسترليني بعد إشادة فاركي به، لكنه لم يسجل أو يصنع أي هدف حتى الآن!
وعندما تشاهد مباريات نوريتش سيتي من المدرجات، سواء قبل أو بعد فترة التوقف، فإن أول شيء تشعر به هو أن لاعبي الفريق يفتقدون بشكل واضح الثقة في أنفسهم، وهذا هو الشيء الذي أثر بشكل كبير على خطة أو «فلسفة» الفريق. ويمكننا أن نؤكد أن حارس مرمى نوريتش سيتي، تيم كرول، كان هو اللاعب الوحيد بالفريق الذي أثبت أنه قادر على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنه كان لاعبا دوليا بالفعل ولم يتمكن نوريتش سيتي من التعاقد معه إلا لأنه كان يعاني من إصابة قوية في الركبة كانت تضع كثيرا من علامات الاستفهام حول قدرته على مواصلة مسيرته الكروية بعد ذلك.
وكانت خطة الفريق تعتمد على لعب كرة القدم الممتعة وبناء الهجمات من الخلف، كما كان يفعل في دوري الدرجة الأولى في العام السابق، بدلا من اللعب بشكل حذر وعملي، لكن الحقيقة أن اللعب بهذه الطريقة في بطولة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز كان مخاطرة كبيرة للغاية أثبتت الآن أن النادي كان مخطئا عندما قرر الاعتماد على هذه الفلسفة في دوري لا يملك فيه الخبرات الكافية. والآن سيسأل ويبر نفسه عما سيتعين عليه القيام به بعد ذلك. لقد تعاقد النادي بالفعل مع لاعبين جدد يتمتعون بسرعة أكبر، وقامة أطول من أجل التغلب على المشاكل الواضحة في الكرات الثابتة. ويبدو من المؤكد أن النادي سيمنح فاركي الفرصة لقيادة الفريق خلال الموسم المقبل على أمل أن ينجح في تطوير الأداء.
وسيتعين على نوريتش سيتي الآن أن يبدأ مرة أخرى، وإن كان ذلك في دوري الدرجة الأولى، وهي المسابقة التي يصفها فاركي بأنها الأصعب في أوروبا. والآن، يتعين على النادي أن يعيد بناء الفريق بضم لاعبين جدد يمتلكون خبرات جيدة، أو يقرر الاستمرار في منح الفرصة للاعبين الشباب الجيدين والتمسك بهم، من أجل التغلب على التحديات الهائلة التي تنتظره خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟