لبنان: إجراءات صارمة بدءاً من الاثنين... وإصابة نائب بـ«كوفيد ـ 19»

تحذيرات من فقدان أسرّة فارغة في العناية الفائقة بحلول منتصف أغسطس

امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» على كورنيش بيروت الثلاثاء (أ.ب)
امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» على كورنيش بيروت الثلاثاء (أ.ب)
TT

لبنان: إجراءات صارمة بدءاً من الاثنين... وإصابة نائب بـ«كوفيد ـ 19»

امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» على كورنيش بيروت الثلاثاء (أ.ب)
امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» على كورنيش بيروت الثلاثاء (أ.ب)

يتخذ لبنان إجراءات صارمة وإلزامية بدءاً من يوم غد الاثنين، من ضمنها محاضر ضبط وعقوبات بحق غير الملتزمين بالإجراءات الرسمية لمنع انتشار فيروس «كورونا» الذي سجل أرقاماً مرتفعة جداً خلال الأيام الماضية، وأصيب به نائب لبناني أيضاً.
وأعلن عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص أمس أنه مصاب بفيروس «كورونا»، لكن لا عوارض عليه، ونتيجة الفحص الإيجابية تظهر أن مستوى الفيروس «خفيف»، معلناً التزامه بالحجر المنزلي.
وقال عقيص في تغريدة له في حسابه على «تويتر» إنه لدى علمه بأن صديقه هادي الهاشم، مدير مكتب وزير الخارجية، الذي يلتقيه بشكل متكرر، مصاب بفيروس كورونا، «قمت مساء أمس (الخميس) بإجراء فحص الـPCR وجاءت نتيجته إيجابية».
لكنه أوضح أن نتيجة الفحص أظهرت أن مستوى الفيروس «خفيف ودون أي عوارض حتى الآن». وأكد أنه سيحجر نفسه لمدة يومين كاملين «على أن أعاود الفحص يوم الاثنين» المقبل.
وقال عقيص: «حرصاً مني على سلامة كل من اختلطت معهم أو التقيتهم هذا الأسبوع من زملاء وأصدقاء وأنسباء، أدعو الجميع إلى أخذ العلم بحالتي وإجراء ما يلزم للتأكد من سلامتهم. متمنياً للجميع الصحة الكاملة، راجياً أن يحفظ لبنان واللبنانيين من كل الشرور التي تهددهم».
وفي إطار جهود لبنان المستمرة لاحتواء تفشي وباء كورونا، أكد وزير الصحة حمد حسن أن «اللجنة الوزارية ستأخذ يوم الاثنين بتوصيات اللجنة الفنية وسيكون هناك إجراءات صارمة وإلزامية بالتقيد بها»، لافتاً إلى أن «كل التوصيات أصبحت مسؤولية الوزارات ذات الصلة فيجب تنفيذ القرارات بتنظيم محاضر ضبط بحق من لا يلتزم بالكمامة وتوقيف القادم من الخارج الذي لا يلتزم بالحجر وينقل العدوى للناس».
واعتبر حسن خلال افتتاحه قسماً جديداً مستحدثاً لمرضى كورونا في مستشفى بعلبك الحكومي، أن «سبب ارتفاع أعداد الإصابات بوباء كوفيد - 19 هو عدم الالتزام»، آملا أن «تمر هذه الجائحة بأقل عدد وفيات» ولا سيما أنه «منذ بداية يوليو (تموز) ولغاية اليوم صارت حالات كورونا منتشرة في المناطق اللبنانية كافة بسبب عدم الالتزام بالإجراءات وعدم اتخاذ الحيطة والحذر الواجبين».
وفي الإطار نفسه، غردت مستشارة رئيس الحكومة حسان دياب للشؤون الطبية بترا خوري عبر «تويتر» متسائلة عن مصير لبنان حيث «يضرب كوفيد - 19 مجتمعنا بقوة وخصوصاً من هم بعمر الشباب (10 - 19 سنة)». ورأت خوري أنه قريباً «سنبدأ برؤية مشاهد مروعة في مستشفياتنا مثل باقي البلدان، وإذا استمرت هذه الوتيرة ستمتلئ أسرة العناية الفائقة بحلول منتصف أغسطس المقبل... ما يعني أننا في مرحلة خطيرة جداً».
ويواصل عداد «كورونا» تسجيل المزيد من الإصابات في مختلف المناطق إذ تحركت بلدية جعيتا الكسروانية، بعد تأكد خبر وفاة امرأة مسنة من سكانها بوباء «كورونا»، لإجراء فحص الـ(PCR)، لعدد من الذين التقوها أو اختلطوا بها أو بأبنائها بحكم عملهم مع سكان البلدة والقاطنين فيها.
وتعمد البلدية حالياً إلى تحضير لائحة بأسماء المخالطين الأوائل بالمتوفاة أو بعائلتها ليصار إلى إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من سلامتهم.
وفي قضاء جبيل، ثبتت إصابة شخصين بعد إجراء فحوص الـ«بي سي آر» لـ45 مواطناً ممن خالطوا الممثل وجيه صقر الذي ثبتت إصابته ووالدته بالفيروس.
وأعلنت خلية الأزمة لمواجهة فيروس «كورونا» في قضاء جبيل أنه «نتيجة تفشي فيروس كورونا بشكل غير مسبوق، وصل عدد الإصابات المستجدة في قضاء جبيل منذ أسبوع إلى 19 إصابة جديدة موزعة على عدد من بلدات القضاء»، لافتة إلى أن وزارة الصحة تقوم «بتأمين الفحوصات المخبرية للمخالطين مع الحالات المصابة وستتابع خلية الأزمة المستجدات في هذا الصدد مع وزارة الصحة».
وعلى صعيد المناطق أكدت بلدية الناعمة - حارة الناعمة في بيان «إصابة شاب مقيم حديثا في الناعمة، بفيروس كورونا، وعلى الفور تحركت البلدية واتخذت الإجراءات اللازمة، وسيتم نقل المصاب إلى مركز الحجر الصحي في المنطقة» فيما باشرت البلدية عزل المبنى الذي يقيم فيه المصاب، وتقوم بوضع خريطة للمخالطين لإجراء الفحوص لهم» يوم الاثنين.
من جهتها، أعلنت بلدية الخرايب الجنوبية، في بيان، أنه بعد تسجيل حالات إيجابية بفيروس «كوفيد - 19» في البلدة، تم إجراء فحوص لـ60 من المخالطين المباشرين وغير المباشرين، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة.
وفي الجنوب أيضاً، أعلنت «خلية أزمة كورونا» في بلدة عربصاليم، في بيان أن «نتائج الفحوص التي أجريت منذ يومين أظهرت إصابة حالتين بفيروس كورونا وعليه اتخذت الإجراءات اللازمة معهما إضافة إلى الحجر المنزلي ومتابعة الوضع الصحي لكل منهما». وشددت على «التزام الأهالي كل الإجراءات الوقائية، وعدم الخروج من المنازل إلا عند الضرورة القصوى والحفاظ على التباعد الاجتماعي وإجراءات التعقيم».
وفي عكار (شمال لبنان) أعلنت غرفة إدارة الكوارث في المحافظة تسجيل 3 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، مما رفع عدد المصابين المسجلين في عكار منذ مارس (آذار) الماضي وحتى اليوم إلى 94 إصابة.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

رياضة عالمية رياضيو بلجيكا اضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس (رويترز)

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

ثبتت إصابة كثير من الرياضيين البلجيكيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بفيروس «كوفيد-19» مؤخراً، واضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

طبيب: نتائج اختبار بايدن لـ«كوفيد» جاءت سلبية

أعلن طبيب البيت الأبيض في رسالة، اليوم (الثلاثاء)، أن نتيجة اختبار جو بايدن لـ«كوفيد-19» جاءت سلبية، في الوقت الذي عاد فيه الرئيس إلى واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا خلال حديثها لوسائل الإعلام (رويترز)

بعثة أستراليا: عزل لاعبة كرة ماء في أولمبياد باريس بعد إصابتها بكوفيد

قالت آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا في أولمبياد باريس اليوم الثلاثاء إن لاعبة في فريق كرة الماء المحلي تم عزلها بعد إصابتها بفيروس كورونا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم عودة السفر الجوي إلى طبيعته بعد طفرة دامت سنوات في أعقاب جائحة كورونا وسط إحجام المصطافين والمسافرين بسبب ارتفاع الأسعار (رويترز)

الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد الطفرة التي أعقبت «كورونا»

قال مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران كبرى مشاركون بمعرض «فارنبورو» للطيران في إنجلترا، الاثنين، إن الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)

لماذا ينتشر فيروس «كورونا» هذا الصيف؟

في شهر يوليو (تموز) من كل عام، على مدى السنوات الأربع الماضية، لاحظ علماء الأوبئة ارتفاعاً مفاجئاً في حالات الإصابة بفيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.