منشآت النفط تنفي معلومات عن احتكار المازوت

TT

منشآت النفط تنفي معلومات عن احتكار المازوت

نفت «منشآت النفط في الزهراني» في جنوب لبنان، التي استوردت كمية كبيرة من المازوت (ديزل أويل) في الأسبوع الماضي، المعلومات عن احتكارات المازوت، قائلة إنها وزعت 16 مليون ليتر للسوق المحلية بكل قطاعاتها، مشددة على أن «القرار محسوم مطلقاً بضرب الاحتكار وأصحابه».
وأثار انقطاع مادة المازوت في السوق اللبنانية أزمة حادة، أدت إلى توقف مولدات الكهرباء في العديد من القرى والبلدات، وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن أن الأزمة عائدة إلى احتكارات نشّطت السوق السوداء، حيث ارتفع سعر صفيحة المازوت المدعومة من 16500 ليرة (11 دولاراً وفق سعر الصرف الرسمي) إلى 30 ألف ليرة (20 دولاراً) في بعض المناطق.
وقالت المنشآت، في بيان، أمس، إنها اضطرت لمدة أسبوع لوقف تسليم المازوت إلى السوق المحلية، نظراً إلى تزويدها معمل كهرباء الزهراني بـ9 ملايين ليتر من مادة الديزل، «حرصاً على استمرارية عمل المرفق العام، بتوجيهات مباشرة من وزير الطاقة والمياه». وأضافت أن الكميات التي وزعتها غطت المساحة الجغرافية التي تقع ضمن دائرة عمل الزهراني، وبتنسيق يومي مباشر مع اتحادات البلديات لتأمين حاجاتها المباشرة، كما المولدات الخاصة التي تقع ضمن جغرافيتها، وتم تخصيص يوم كامل لسداد كامل حاجات الأفران والمستشفيات على كل الأراضي.
وأشارت إلى أنها تقوم «بتزويد بطاقات الحصص اليومية لكل شركة توزيع ووجهة التفريغ وجداول التوزيع التفصيلية، إلى قيادة الأمن العام التي تحركت لضبط الكميات ومنع التخزين وكسر أسعار السوق السوداء». وقالت إن «توزيع 16 مليون ليتر عبر 160 شركة وجهتها كل لبنان، يؤكد بما لا يقبل الشك أو التضليل الذي يمارسه البعض، أن القرار محسوم مطلقاً بضرب الاحتكار وأصحابه، مع التعويل كثيراً على دور الأجهزة الأمنية كافة التي باتت مكاتبها متوفرة داخل حرم المنشآت».
إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة للأمن العام أنه «في إطار متابعة عمليات تسليم وتوزيع مادة المازوت، وعدم احتكارها أو التلاعب بالسعر الرسمي، قامت بتاريخ 24/07/2020 دوريات من المديرية العامة للأمن العام بالإشراف على استلام شركات توزيع المحروقات لمادة المازوت من منشآت النفط في الزهراني، ومواكبة توزيع الكمية المستلمة في كافة المناطق اللبنانية».
ونقلت «الوكالة الوطنية» عن مدير منشآت النفط في الزهراني، زياد الزين، بياناً رد فيه على اتهامات وجهها النائب جميل السيد، وصفها الزين بأنها «محض افتراء وتجن، ومن نسج خيال أفكار مشبوهة». وأوضح أن «منشآت النفط الخاضعة لوصاية وزارة الطاقة والمياه، تعمل وفق توجيهاتها المباشرة، خصوصاً أن عملية تسليم الكميات، هي من ضمن الحصص المستحقة لكل شركة، وبالتالي، فإن إدارة المنشآت، تلتزم بالسعر الرسمي الوارد في جدول تركيب الأسعار، الصادر عن وزارة الطاقة، أسبوعياً، وتصدر دائرة المالية والمحاسبة فواتير يومية، متضمنة بوضوح السعر الرسمي والكميات المستلمة لكل الشركات المعتمدة، لدى المنشآت، مع الإشارة إلى أن جداول التوزيع اليومية، ترفع إلى الجهات الرسمية والأمنية المختصة تفصيلياً».
وختم موضحاً أن منشآت النفط في الزهراني، مؤسسة رسمية خاضعة لجميع القوانين المرعية الإجراء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.