حرب بيانات جديدة بين جناحي تجمع المهنيين السودانيين

TT

حرب بيانات جديدة بين جناحي تجمع المهنيين السودانيين

اشتعلت حرب بيانات بين مجموعتين في تجمع المهنيين السودانيين، إثر إعلان سكرتارية التجمع الجديدة، انسحابها من هياكل قوى «إعلان الحرية والتغيير»، الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، وعزت قرارها لما سمته بتجاوزات في بنود ميثاق إعلان الحرية والتغيير، فيما أعلنت المجموعة التي رفضت الانسحاب، استمرارها في التحالف الحاكم، قائلة إن قرار الانسحاب لا يمثل إلا المجموعة المنسحبة التي أطلقت عليها «مجموعة الاختطاف الحزبي» للتجمع.
ويضم تجمع المهنيين الذي قاد بفعالية الحراك الشعبي حتى إسقاط نظام الرئيس عمر البشير في 11 من أبريل (نيسان) 2019، بيد أنه تعرض لانقسام إلى مجموعتين، إثر رفض القادة الذين أداروا الحراك الثوري نتائج انتخابات داخلية في التجمع جرت في العاشر من مايو (أيار) الماضي، أطاحت بهم، وانتخبت سكرتارية جديدة للتجمع (قريبة من الحزب الشيوعي).
وتتكون المجموعة التي تسيطر على السكرتارية من عدد من الأجسام المهنية أبرزها نقابة الأطباء الشرعية ونقابة المعلمين وتجمعات مهنية أخرى، فيما تضم المجموعة الثانية أجساماً مهنية أبرزها: التحالف الديمقراطي للمحامين، ولجنة أطباء السودان المركزية، وتجمعات مهنية أخرى.
وقالت السكرتارية في بيان أمس، إنها سحبت اعتراف تجمع المهنيين بـ«كل الهياكل القائمة لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وعلى رأسها المجلس المركزي»، واتهمتها بتجاوز ومفارقة إعلان الحرية والتغيير، الذي يعد البرنامج السياسي للتحالف الذي يقود الحكومة الانتقالية، وسحب ممثلي التجمع و«من كل هياكل الحرية والتغيير بشكلها الحالي»، ودعت لعقد مؤتمر عاجل للقوى الثورية الموقعة على الإعلان وغير الموقعة، لبحث إعادة بناء وهيكلة الحرية والتغيير.
وأكدت المجموعة الثانية في بيان صحافي على دور التجمع في تأسيس تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وقالت: «تجمع المهنيين السودانيين هو الجسم المبادر لتأسيس تحالف الحرية والتغيير، وهو تحالف نضع عليه آمالاً عريضة في قيادة الفترة الانتقالية، وشددت على استمرار دوره في قيادة الفترة الانتقالية»، وقطعت بالبقاء عضواً قيادياً وفاعلاً بتحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» وممثلة في هياكله كافة، ومواصلة دعم هياكل السلطة الانتقالية للاضطلاع بدورها في إنجاز مهام المرحلة الانتقالية.
وتعهدت بالعمل على تأسيس نقابات ديمقراطية مستقلة، تمثل تطلعات قواعد المهنيين وتفي بمتطلباتهم، وانتقدت بعنف من أطلقت عليهم «مجموعة الاختطاف الحزبي» على سحب اعترافها بهياكل قوى الحرية والتغيير، وحملت الحرية والتغيير المسؤولية التاريخية عن مهام الحكم الانتقالي.
وقالت: «من المعيب أن ينصرف التجمع عن أزمته الداخلية، وضرورة العودة للقواعد واكتساب المزيد من شرعية التمثيل، ليخطو نحو المزيد من تأزيم الأوضاع».
وثار الخلاف بين المجموعتين إثر إعلان المجموعة التي يقودها «أيقونة الثورة» محمد ناجي الأصم، رفضها لنتيجة الانتخابات واعتبارها مخالفة للوائح التنظيمية، وخرقاً لمصفوفة هيكلة التجمع المجازة بإجماع الأجسام المكونة للتجمع.
وألمحت المجموعة التي تضم محمد ناجي الأصم، وطه عثمان، ومحمد حسن عربي، وإسماعيل، أبرز قيادات تجمع المهنيين إبان الثورة ضد نظام البشير، في وقت سابق إلى «حزب سياسي» عضو في الحرية والتغيير واتهمته بـ«اختطاف تجمع المهنيين» دون أن تسميه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.