إسرائيل تمنع صلاة الجمعة على أرض يسعى المستوطنون إلى الاستيلاء عليها

محكمة تمدد احتجاز محافظ القدس

فلسطينيون يحاولون  الوصول إلى أرضهم في قرية حارس بمحافظة سلفيت امس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يحاولون الوصول إلى أرضهم في قرية حارس بمحافظة سلفيت امس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تمنع صلاة الجمعة على أرض يسعى المستوطنون إلى الاستيلاء عليها

فلسطينيون يحاولون  الوصول إلى أرضهم في قرية حارس بمحافظة سلفيت امس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يحاولون الوصول إلى أرضهم في قرية حارس بمحافظة سلفيت امس (إ.ب.أ)

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة المواطنين الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة، أمس، فوق أراضي قرية حارس بمحافظة سلفيت، المهددة بالاستيلاء عليها والتي تتعرض لاعتداءات متكررة من المستوطنين. فقد نصب جنود الاحتلال حواجز عسكرية وشددوا من إجراءاتهم على مدخل القرية ومحيطها ومنعوا المشاركين من الخروج منها، إضافةً لتحرير شرطة الاحتلال مخالفات سير للمواطنين.
إثر ذلك، توجه عشرات المواطنين من قرى محافظة سلفيت وأقاموا صلاة الجمعة، في منطقة «خلة حسان» المُهددة هي الأخرى بالاستيلاء عليها، وقاموا بزراعة 220 شجرة زيتون وزودوا الأراضي المستهدفة بخزانات مياه. وشارك في الفعالية، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، والأب عبد الله يوليو كاهن رعية الروم الكاثوليك في رام الله، وحشد من المواطنين وأصحاب الأراضي. وقال عساف خلال الفعالية: «نخوض معركة خلة حسان منذ سنوات طويلة، واستطعنا استعادة 142 قطعة أرض من شركات التزوير في هذه المنطقة».
وأضاف: «في الثمانينات كانوا يخططون لإنشاء مدينة استعمارية، وربط كتلة معاليه شومرون مع الكناة، وبركان، وأرئيل، وبالتالي فصل محافظة قلقيلية عن محافظة سلفيت، وفي عام 2016 تم الإعلان رسمياً عن إنشاء المدينة الاستيطانية، فقمنا بالتحرك بسرعة وقوة ونجحنا خلال الأعوام الستة الماضية باسترداد 970 دونماً من أصل 1350 دونماً تحاول شركات التزوير مصادرتها، وسنعمل على زراعة هذه الأراضي وتزويدها بالمياه وتعزيز صمود المواطنين فيها».
وبعد الانتهاء من الفعالية، توجه عساف وأبو بكر وأمين سر حركة «فتح» إقليم سلفيت، عبد الستار عواد، لزيارة جرحى المقاومة الشعبية في بديا، الذين تم الاعتداء عليهم من المستوطنين قبل عدة أيام في خلة حسان.
من جهة أخرى، اقتحم نحو 30 مستوطناً، أمس (الجمعة)، منطقة الطواحين في قرية الباذان شمال شرقي نابلس، الغنية بالمياه والشلالات. وقد قدم المستوطنون من مستعمرة «ألون موريه» وأمضوا فيها ساعتين تحت حماية الجيش.
وفي كفر قدوم، أُصيب 4 شبان بجروح مختلفة خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 16 عاماً والرافضة لمخطط الاحتلال ضم أراضٍ من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية. وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن شابين أُصيبا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط فيما أُصيب آخران نتيجة وقوعهما بعد كشف كمين لجيش الاحتلال نصبوه بهدف اعتقال الشبان دون تسجيل أي حالة اعتقال.
وفي المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على نصب منظومة كاميرات وأجهزة تكنولوجية ومجسات أُطلق عليها تسمية «حدود ذكية وفتاكة». وأفادت مصادر عبرية بأن الهدف من المنظومات الجديدة رصد تحركات الفلسطينيين ومنع العمليات، علماً بأن الجيش كان قد نشر منظومة مماثلة في شمال الضفة الغربية خلال العام الماضي. وأضافت أنه تم إدخال تحسينات على المنظومة قبل نصبها في جنوب الضفة، وملاءمتها لهذه المنطقة، وأُجريت تجارب عليها، تناولت سيناريوهات متنوعة، بدءاً من عمليات طعن وحتى عمليات إطلاق نار من داخل بيوت.
وفي القدس الشرقية المحتلة، مددت محكمة الصلح الإسرائيلية، صباح أمس (الجمعة)، توقيف محافظ القدس عدنان غيث إلى يوم الخميس القادم. وأوضح المحامي رامي عثمان أن قرار المحكمة جاء بحجة وجود تطورات في التحقيقات، مضيفاً أنه سيقدم استئنافه على قرار التمديد للمحكمة المركزية.
واعتُقل محافظ القدس غيث، الأحد الماضي، بعد اقتحام منزله في بلدة سلوان، وحُوِّل إلى زنارين عسقلان للتحقيق معه من مخابرات الاحتلال. وفرضت النيابة أن تُجرى جلسة المحكمة بشكل سري وفي تهمة سرية. وقد اعتصم مقدسيون أمام محكمة الصلح في القدس، تزامناً مع جلسة المحافظ غيث، ورددوا الشعارات الرافضة لاعتقاله وتمديد توقيفه والمطالبة بالإفراج الفوري عنه. ورأى عضو المجلس الثوري والمتحدث الرسمي باسم حركة «فتح» أسامة القواسمي، أن اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلية للمناضل عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» ومحافظ محافظة عاصمة دولة فلسطين القدس، جريمة وتعبيراً عن العقلية الفاشية الإسرائيلية. وقال القواسمي إن «إسرائيل تسعى إلى منع الوجود والفعل الفلسطيني في القدس بسياسة القتل والاعتقال والحواجز والهدم وفرض الضرائب الباهظة وبناء جدار الفصل العنصري والاستيطان الاستعماري العنصري، ولكن عزيمة وإرادة شعبنا في القدس أقوى من جبروتهم وطغيانهم وظلمهم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».