دعا الاتحاد الأفريقي أمس مصر والسودان وإثيوبيا إلى العمل على وجه السرعة، لوضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل (سد النهضة)، بدعم من خبراء ومراقبي الاتحاد الأفريقي، مؤكداً أن «تقرير خبراء الاتحاد أشار إلى تقدم ملحوظ في المفاوضات». وسعى الاتحاد الأفريقي عبر قمة «افتراضية» مصغرة (الثلاثاء) الماضي إلى تذليل عقبات توقيع اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة»، الذي تقيمه أديس أبابا على نهر «النيل الأزرق»، ويثير مخاوف مصرية - سودانية، من تأثيره على إمداداتهما من المياه.
وضمت قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة، رؤساء دول وحكومات مكتب الاتحاد الأفريقي والدول الثلاث، فضلاً عن مراقبين أفارقة ومن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي... وجاءت القمة عقب فشل مفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي، جرت مطلع يوليو (تموز) الحالي، على مدار 11 يوماً، في تحقيق أي تقدم يذكر. وتسعى مصر والسودان للتوصل إلى اتفاق ملزم قانونياً بشأن قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة» الإثيوبي. وأعلنا مراراً رفضهما أي إجراءات إثيوبية «أحادية» من دون التوصل إلى اتفاق شامل لـ«النقاط الخلافية». وأعلن الاتحاد الأفريقي عقب القمة المصغرة نجاحه في إعادة استئناف المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول «قضايا تخزين وتشغيل السد». وأكدت «الخارجية» المصرية حينها أن «قمة هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي قد أكدت ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد، يتضمن آلية قانونية مُلزمة لفض النزاعات، يحق لأي من أطراف الاتفاق اللجوء إليها، لحل أي خلافات قد تنشأ مستقبلاً حول تفسير أو تنفيذ الاتفاق».
وقال بيان صادر عن رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أمس، إن «مكتب جمعية رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي رحب بتقرير خبراء الاتحاد الأفريقي حول المفاوضات الثلاثية بشأن (سد النهضة) بين الدول الثلاث»، موضحاً أن «(التقرير) يعكس تقدماً ملحوظاً في المفاوضات، وعرض خيارات لحل القضايا القانونية والتقنية العالقة». وبحسب تقارير إخبارية أمس، فإن «الاتحاد الأفريقي أعلن أنه يجهز لجولة جديدة من التفاوض حول (سد النهضة)». وسبق أن جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «تأكيده أن مصر ترفض الإجراءات المنفردة (أحادية) الجانب، التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوقها في مياه النيل»، داعياً خلال اتصال مع نظيره الجنوب أفريقي لـ«(حتمية بلورة) اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد».
وتطمح إثيوبيا لأن يمكنها السد، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار وستبلغ طاقته الإنتاجية من الكهرباء 6450 ميغاواط، من أن تصبح أكبر دولة مصدرة للكهرباء في أفريقيا. لكنه، في الوقت ذاته، يثير قلقاً مصرياً من تراجع إمدادات المياه الشحيحة أصلاً من النيل، والتي يعتمد عليها أكثر من 100 مليون نسمة، بنسبة تفوق الـ90 في المائة. واحتفت إثيوبيا قبل أيام، بانتهاء المرحلة الأولى من ملء حزان «سد النهضة»؛ لكنها حاولت طمأنة مصر والسودان بتأكيدها أن «الملء جاء طبيعياً نتيجة موسم الفيضان».
الاتحاد الإفريقي يدعو إلى اتفاق ملزم بشأن ملء «سد النهضة»
الاتحاد الإفريقي يدعو إلى اتفاق ملزم بشأن ملء «سد النهضة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة