الأندية الأوروبية الكبرى تلاحق داكا مهاجم سالزبورغ

اللاعب الزامبي يجسّد قصة نجاح أخرى للمواهب الشابة القادمة من القارة السمراء

داكا وهالاند لاعب دورتموند وزميله السابق في فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي  (غيتي)
داكا وهالاند لاعب دورتموند وزميله السابق في فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي (غيتي)
TT

الأندية الأوروبية الكبرى تلاحق داكا مهاجم سالزبورغ

داكا وهالاند لاعب دورتموند وزميله السابق في فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي  (غيتي)
داكا وهالاند لاعب دورتموند وزميله السابق في فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي (غيتي)

أمضى المهاجم الزامبي باتسون داكا وقتا طويلا في سرد رحلته في عالم كرة القدم منذ أن كان يلعب في ملاعب المدرسة في زامبيا وحتى وصوله إلى نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي، لذلك كان من الصعب أن نطرح عليه السؤال المعتاد عن مدى عشقه لكرة القدم، لأن ذلك الأمر كان واضحا للغاية دون أن نطرح أي سؤال. لكن المهاجم الزامبي استأنف الموسم الاستثنائي الذي وصل معدله التهديفي فيه إلى هدف كل 74 دقيقة في الدوري النمساوي الممتاز، وبالتالي كان السؤال المنطقي الذي نطرحه الآن هو: هل من الإنصاف أن نقول إنه إيرلينغ براوت هالاند القادم؟
ضحك داكا ورد قائلا: «أنا لست امتدادا لأي لاعب آخر، ولن يكون هناك سوى هالاند واحد وباتسون واحد فقط. وكل ما أريده هو أن أطور قدراتي وإمكانياتي إلى الأفضل». ربما لعب داكا بديلا لهالاند قبل انتقال النجم النرويجي الشاب إلى بوروسيا دورتموند الألماني في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن الشيء المؤكد هو أن اللاعب الزامبي يمتلك القدرات التي تجعله لاعبا من الطراز العالمي أيضا.
يقول اللاعب البالغ من العمر 21 عاما: «لقد قام هالاند بواجبه لمساعدة النادي وترك هذه الفرصة لبقية اللاعبين الموجودين في النادي حاليا، لذلك فقد حان الوقت لنرتقي بأنفسنا أيضا. لقد كان هناك دائماً نوع من المنافسة بيننا، وهو الأمر الذي كان يجعل كل لاعب منا يعمل على تطوير قدراته قدر المستطاع. في كرة القدم، وفي الحياة بشكل عام، تحدث الأشياء بشكل أسرع بالنسبة لبعض الأشخاص، ولا نتوقع أن يتحرك كل شيء بنفس الوتيرة لدى الجميع. وأعتقد أنني بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل تطوير نفسي بشكل أكبر. لقد كنا نعلم جميعا أن هالاند سيحقق نجاحا كبيرا في الوقت الحالي».
ويعرف داكا جيدا أنه ما زال لديه متسع من الوقت للتعويض. ومن بين العوامل المشتركة بين داكا وهالاند أن كلا منهما كان والده لاعبا لكرة القدم، فقد نشأ داكا في بلدة كافوي في جنوب وسط زامبيا، وكان وهو صغير يشاهد والده، ناثالي، وهو يتألق في مركز الجناح مع نادي نيتروجين ستارز. وقد نقل ناثالي عشقه لكرة القدم إلى نجله الصغير، لكنه توفي قبل أن يرى داكا وهو يتألق في ملاعب كرة القدم. يقول داكا عن والده: «لم تتح له الفرص التي تتاح لي الآن. أشعر أنني حققت الحلم الذي كان يتمنى أن أحققه، حيث كان يتمنى أن يراني ألعب في أعلى المستويات وأن أحترف في أوروبا. إن هذا الأمر يدفعني دائما إلى الأمام، لأنني أعلم أنه أينما كان اليوم فإنه فخور بي». ويجسد داكا قصة نجاح حديثة للمواهب الشابة في المناطق التي لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي في السابق. وفي عام 2012 كان داكا يؤدي امتحانا عندما وصل المسؤولون عن مبادرة «إيرتيل رايزينغ ستارز»، وهي مبادرة شعبية أفريقية برعاية شركة «إيرتيل» للاتصالات، لإجراء اختبارات في المدرسة التي يتعلم بها.
يقول داكا: «كنت قد انتهيت من الامتحان عندما قال لي أحد أصدقائي إن بعض الأشخاص جاءوا لاختيار لاعبين لتمثيل المقاطعة، وطلب مني أن أذهب وأجرب حظي. وبالفعل، ذهبنا للاختبارات وكانوا على وشك البدء. كنت أعرف أحد المدربين وطلب مني أن أعود إلى المنزل لكي أحضر ملابس التدريب، حتى يمكنني المشاركة في الاختبارات. ركضت سريعا إلى المنزل وعدت مرة أخرى، وبعدما لعبت لمدة لا تتجاوز عشر دقائق، أخرجوني من الملعب وقالوا لي: حسناً، انتظرنا هنا». لقد رأوا ما يكفي من داكا لضمه، وفي غضون عام واحد كان يحمل شارة قيادة فريق تم اختياره من بين الآلاف من اللاعبين الذين شاركوا في الاختبارات. وحصل هذا الفريق، الذي كان يمثل زامبيا، على المركز الثاني في البطولة التي أقيمت في نيجيريا، وحصل داكا على لقب هداف البطولة، وتم استدعاؤه لصفوف منتخب زامبيا الأول وهو في السادسة عشرة من عمره. وفي ذلك الوقت، كان داكا متألقا في صفوف الناشئين تحت 17 عاما وبات مرشحا بقوة للعب في الدوري الزامبي الممتاز.
يقول داكا عن الموسم الذي انتقل فيه من كافوي سيلتيكس إلى نشانغا رينجرز على سبيل الإعارة: «لعبت موسماً واحداً وسجلت هدفين وصنعت هدفا. انتقلت مرة أخرى على سبيل الإعارة إلى باور ديناموز، وسجلت هدفا وحيدا في النصف الأول من الموسم، ولم تكن الجماهير تريدني في النادي. وفي مرحلة ما، كان أغلب جمهور زامبيا لا يريد رؤية اسمي في صفوف المنتخب الوطني. لكن بعد ذلك بدأت إحراز الأهداف في كل المباريات التي أشارك فيها وأصبحت الهداف الأول للنادي، وهذه هي النقطة التي تغيرت عندها كل شيء».
وفي عام 2015، لفت داكا أنظار النجم المالي فريدريك كانوتيه عندما كان يلعب في نهائيات كأس الأمم الأفريقية تحت 17 عاما، وتعمل وكالة «12 مانيجمنت»، التي يملكها كانوتيه، بشكل وثيق مع نادي سالزبورغ، وفي غضون عامين فقط كان داكا يلعب مع نادي «إف سي ليفيرينغ»، الذي يغذي سالزبورغ باللاعبين الشباب الذين يتألقون بعد ذلك. وعندما سُئل داكا عما إذا كان سالزبورغ، الذي لعب له نجوم مثل ساديو ماني ونابي كايتا، يعد البيئة المثالية للاعبين الأفارقة، رد قائلا: «ليس هناك أدنى شك في ذلك. إن رؤية هؤلاء النجوم وهم يصنعون أسماءهم هنا تمنحني الثقة وتجعلني أدرك أن هذا هو المكان المناسب لي. إنه الفريق رقم واحد لكل زامبي الآن؛ ويسألني الناس دائماً: هل يمكنك التحدث إلى المسؤولين في نادي ريد بول سالزبورغ وتطلب منهم القدوم إلينا لمتابعتنا؟».
وبعد ستة أشهر من وصوله إلى النمسا، انضم داكا إلى أحد أقرب أصدقائه، وهو إنوك مويبو، وهو لاعب خط وسط صاحب مجهود وفير ومن المتوقع أن يصل إلى أعلى المستويات، وهو أحد اللاعبين الذين شاركوا أيضا في اختبارات شركة «إيرتيل». وعندما التقى الاثنان لأول مرة وهما في الثالثة عشرة من عمرهما، لم يتخيلا أبدا أن يلعبا على بُعد 4500 ميل من بلدهما. يقول داكا عن أول مشاركة لمويبو في الاختبارات: «لقد دفعته بكل قوة، وأعطيته بعض النصائح بشأن ما يتعين عليه القيام به وما لا يجب أن يفعله، حتى يمكنه تقديم مستويات جيدة ويمكننا أن نكون معاً. لقد حصلت على كل ما أحتاجه هنا تقريباً، لكنني أشعر بالحنين إلى الوطن، لذا فإن الوجود مع شخص يشبه أفراد عائلتي يجعلني أشعر بالراحة ويساعدني على التركيز. لقد بذلت قصارى جهدي لمساعدته على تقديم أفضل ما لديه وحتى يمكنه البقاء معي، وأعتقد أن ذلك قد ساعده كثيرا».
ومن المفهوم أن أندية الدوري الإنجليزي وأندية أوروبية كبيرة أخرى، تراقب عن كثب داكا، الذي يصف نفسه بأنه «المهاجم المتحرك الذي يتحرك في كل مكان داخل الملعب»، ويعتقد أن هذه هي السمات هي التي ساعدت هالاند على أن يكون مهاجما متكاملا. ومن المؤكد أن داكا سيسير في يوم من الأيام على نفس طريق لاعبين من أمثال هالاند وماني وكيتا وتاكومي مينامينو في الانتقال إلى أندية أكبر. يقول داكا: «إنني أعلم دائما أنه ستكون هناك ضغوط كبيرة على من يقود خط هجوم سالزبورغ، لكن لا يجب أن أدع تلك الضغوط تؤثر على مستواي. لم يكن من السهل أن تأتي من أفريقيا وتتطور بشكل مختلف، ولم أتخيل نفسي قط أن أقطع هذه الخطوة الكبيرة وأن أوجد هنا».


مقالات ذات صلة

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماكس إيبرل (د.ب.أ)

إيبرل: بايرن لن يتعاقد مع بديل لنوير

قال ماكس إيبرل، عضو مجلس إدارة بايرن ميونيخ للشؤون الرياضية إن الفريق الأول لكرة القدم لن يتعاقد مع حارس إضافي خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير.

«الشرق الأوسط» (غلسنكيرشن (ألمانيا))
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي سيصوّت للسعودية (الاتحاد الإنجليزي)

الاتحاد الإنجليزي سيصوّت للسعودية في استضافة «كأس العالم 2034»

قالت وسائل إعلام بريطانية إن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سيصوّت للسعودية في استضافتها «كأس العالم 2034»، الذي سيقام خلال الساعة المقبلة.

فاتن أبي فرج (بيروت)
مباشر
اجتماع كونغرس فيفا سيكون حاسماً لمونديالي 2030 و 2034 (فيفا)

مباشر
العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034» (تغطية حية)

تتجه أنظار العالم اليوم، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على فوز البلدان المستضيفة لكأس العالم 2030 و2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.