استعراض سياسي لإردوغان في أول صلاة جمعة بـ«آيا صوفيا»

أرسلت دعوات إلى 500 شخص أتراك واجانب لأداء صلاة الجمعة اليوم في مسجد آيا صوفيا (أ.ب)
أرسلت دعوات إلى 500 شخص أتراك واجانب لأداء صلاة الجمعة اليوم في مسجد آيا صوفيا (أ.ب)
TT

استعراض سياسي لإردوغان في أول صلاة جمعة بـ«آيا صوفيا»

أرسلت دعوات إلى 500 شخص أتراك واجانب لأداء صلاة الجمعة اليوم في مسجد آيا صوفيا (أ.ب)
أرسلت دعوات إلى 500 شخص أتراك واجانب لأداء صلاة الجمعة اليوم في مسجد آيا صوفيا (أ.ب)

تقام اليوم أول صلاة جمعة في آيا صوفيا بعد تحويله من متحف إلى مسجد بموجب مرسوم موقع من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 10 يوليو (تموز) الجاري عقب صدور قرار في اليوم ذاته من المحكمة الإدارية العليا بإلغاء قرار الحكومة الصادر عام 1934 بتحويله من مسجد إلى متحف.
وحول إردوغان الصلاة إلى مناسبة استعراض سياسي، إذ سيحضرها إلى جانب 500 شخصية عامة وجهت رئاسة هيئة الشؤون الدينية الدعوة إليهم للمشاركة فيها، إضافة إلى دعوة قادة دول حليفة. واتخذت السلطات التركية تدابير أمنية حول المنطقة الواقعة حول آيا صوفيا القريب من مسجد السلطان أحمد وتم إغلاق الطرق المؤدية إليه. وقال والي إسطنبول علي يرلي كايا إن الاستعدادات لإقامة أول صلاة جمعة في آيا صوفيا اليوم، بعد 86 عاما من تحويله إلى متحف، اكتملت، مشيرا إلى أن جامع آيا صوفيا، الذي يعد رمزاً لفتح إسطنبول في 29 مايو (أيار) 1453 سيفتتح للعبادة اليوم، وأن الكل يريد المشاركة في الافتتاح، وهناك اهتمام كبير ولقد قمنا باستعداداتنا لإدارة هذا الملتقى بطريقة تناسب القيمة الرمزية للحدث. ونوه يرلي كايا بجهود السلطان محمد الثاني، الملقب بـ«الفاتح» وجنوده في سبيل المحافظة على آيا صوفيا، كصرح يمثل الإنسانية جمعاء لدى فتح القسطنطينية.
وأشار والي إسطنبول إلى أنه في إطار تدابير الوقاية من تفشي وباء «كورونا»، تم تحديد 5 أماكن مفتوحة لاستقبال المشاركين في الصلاة، منها اثنان للنساء وثلاثة للرجال، حيث سيكون بإمكان الرجال الصلاة في باحة آيا صوفيا، وساحة السلطان أحمد، وعلى امتداد شارع الباسيليكا، فيما تم تخصيص حديقة محمد عاكف والمنطقة المجاورة لضريح السلطان أحمد للنساء.
ولفت إلى أن دخول الضيوف والمشاركين إلى هذه المناطق التي سيتم أداء صلاة الجمعة فيها سيبدأ اعتبارا من العاشرة صباحا، مناشدا المشاركين بـ«إحضار سجادات الصلاة، ومراعاة التدابير الصحية الوقائية والحرص على ارتداء الكمامات والتحلي بالصبر والإيثار».
من جانبه، أعلن رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية علي أرباش، أنه اعتبارا من اليوم الجمعة ستقام الصلوات الخمس في آيا صوفيا بانتظام، مشيرا إلى تعيين إمامين و5 مؤذنين للعمل بالمسجد.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين جرت التحضيرات لافتتاح آيا صوفيا كمسجد، حيث تمت تغطية أرضيته بالسجاد باللون «الفيروزي» لحجب الرسوم الموجودة منذ أن كان كاتدرائية قبل فتح القسطنطينية، وفي أوقات الصلاة سيتم تغطية الأيقونات المسيحية بستائر، وستستمر زيارة المعلم الثري من جانب غير المسلمين في تركيا والعالم مع مراعاة آداب دخول المسجد.
وأرسل أرباش دعوات إلى 500 شخص، من بينهم سياسيون ونواب وأساتذة جامعة، ورجال دولة أجانب، ورجال دين، من أجل أداء صلاة الجمعة اليوم في مسجد آيا صوفيا. كما دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعض رؤساء الدول للمشاركة في افتتاح «آيا صوفيا»، بعد تحويله لمسجد، منهم أمير قطر، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، ورئيسا البوسنة وأذربيجان، وعدد من رؤساء الدول الأفريقية.
وذكرت وسائل الإعلام التركية أن إردوغان دعا أيضا بابا الكنيسة الكاثوليكية وبابا الفاتيكان البابا فرنسيس، لزيارة متحف «آيا صوفيا» خلال افتتاحه كمسجد.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.