الحكومة المصرية تقر قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.. وترفعه للمراجعة

أعضاء البرلمان الجديد 567.. بينهم 21 امرأة و24 مسيحيا كحد أدنى

الحكومة المصرية تقر قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.. وترفعه للمراجعة
TT

الحكومة المصرية تقر قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.. وترفعه للمراجعة

الحكومة المصرية تقر قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.. وترفعه للمراجعة

أقرت الحكومة المصرية رسميا، أمس، قانون تقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب (البرلمان) في صورته النهائية، وأرسلته لقسم التشريع بمجلس الدولة واللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، من أجل مراجعته وإبداء الرأي فيه، تمهيدا لإصداره من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
وحدد القانون عدد أعضاء مجلس النواب في 540 عضوا بالانتخاب (420 وفقا للنظام الفردي، و120 بنظام القائمة)، إضافة لنسبة 5 في المائة، يعينها رئيس الجمهورية، ليصبح عدد الأعضاء هو 567، بينهم، وبحد أدنى، 21 مقعدا للنساء، و24 للمسيحيين، و16 للشباب، ومثلها للعمال والفلاحين، في حين تخصص 8 مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، والمصريين المقيمين في الخارج.
وقال المستشار مدحت إدريس، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مصر، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «اللجنة العليا ستبدأ على الفور في مراجعة قانون تقسيم الدوائر، بعد أن أقره مجلس الوزراء، على أن ترسل رأيها فيه إليه في أقرب وقت»، مشيرا إلى أن «رأي اللجنة وتعديلاتها - إن وجدت - ستقدم إلى الحكومة للنظر فيها». وأوضح إدريس أن «اللجنة حاليا تعمل على الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالانتخابات، للإعداد لدعوة الناخبين للاقتراع وتحديد الجدول الزمني».
وبإقرار قانون الدوائر الانتخابية، لا يتبقى أمام السلطات حاليا سوى تحديد موعد تلك الانتخابات، التي تعهد الرئيس السيسي في وقت سابق بإجرائها خلال الربع الأول من العام المقبل، لتنهي بذلك آخر الاستحقاقات السياسية لخارطة الطريق، التي تم التوافق عليها عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، حيث سبقها الدستور والانتخابات الرئاسية.
وأوضح رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، أنه إذا أدخل مجلس الدولة، أو اللجنة العليا للانتخابات، تعديلات جوهرية على مشروع القانون، فإنه سيعرض مشروع القانون مرة أخرى على مجلس الوزراء في اجتماع يعقد لهذا الأمر، من أجل إقراره بالتعديلات، وذلك قبل رفعه لرئيس الجمهورية.
وأشار قمصان إلى أن اللجنة، التي أعدت مشروع القانون، راعت عدة اعتبارات منها المنظومة التشريعية التي تضم 3 أضلاع هي: قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس النواب، وقانون الدوائر الانتخابية. موضحا أن الضلعين الأول والثاني، صدرا في 5 يونيو (حزيران) 2014، وأنه خلال إعداد القانون الثالث تم وضع القانونين أمام اللجنة، وكذلك أحكام الدستور التي تحدثت عن المرأة والمصريين في الخارج، ومعايير إعداد تقسيم الدوائر الانتخابية بالتمثيل العادل للسكان، إضافة للتجارب الدولية، حيث تم اتخاذ عدة اعتبارات، منها التمثيل العادل للسكان والمحافظات، والتمثيل العادل للفئات، واعتماد التقسيم الإداري للمحافظة، وضرورة عدم تجزئة أي كيان، ومراعاة كل الجوانب الاجتماعية والديموغرافية.
وقال قمصان إن «تلك الاعتبارات أفرزت ضرورة أن تكون المقاعد الفردية 420 مقعدا، و120 وفقا لنظام القوائم، على أن يعين رئيس الجمهورية نسبة 5 في المائة من عدد النواب وفقا للدستور».
وفيما يتعلق بالمقاعد الفردية أوضح قمصان أنه قد تم تقسيم الجمهورية إلى 232 دائرة مقسمة إلى 3 فئات، 79 دائرة تمثل بمقعد واحد، و118 تمثل بمقعدين، و35 تمثل بـ3 مقاعد. وتم تقسيم الجمهورية بالنسبة للقوائم إلى 4 دوائر، الأولى تضم القاهرة ووسط وجنوب الدلتا، ممثلين بـ45 مقعدا، والثانية تمثل الجيزة والصعيد، وستمثل أيضا بـ45 مقعدا، والدائرتان الأخريان هما شرق الدلتا ومدن القناة وشمال وجنوب سيناء، وغرب الدلتا (الإسكندرية والبحيرة ومطروح)، وستمثل كل منها بـ15 مقعدا، مضيفا أنه حدد لكل محافظة في نظام القوائم نصابا محددا من المقاعد.
وفيما يتعلق بالفئات المميزة، أشار قمصان إلى وجود 6 فئات وفقا للدستور هي: المرأة، والمسيحيون، والشباب، والمصريون في الخارج (المغتربون)، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعمال والفلاحون، حيث سيمثل المسيحيون بـ24 مقعدا على الأقل، و16 للشباب، ومثلها للعمال والفلاحين، في حين يخصص 8 مقاعد لذوي القدرات الخاصة وللمصريين في الخارج، أما المرأة فلا يقل تمثيلها عن 21 مقعدا، بالإضافة إلى ما قد تحصل عليه من جمعها صفة أخرى.
من جهتها، أصدرت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، أمس، برئاسة المستشار أيمن عباس، قرارا بضم أعضاء جدد لعضوية الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات، إضافة إلى قرار بتشكيل لجنة لإعداد قاعدة بيانات العاملين، الذين سيتم الاستعانة بهم في مساعدة القضاة وأعضاء الهيئات القضائية في اللجان العامة والفرعية في الانتخابات، وإعداد مشروع توزيعهم على اللجان.
ونص القرار على أن تتولى اللجنة تلقي بيانات العاملين من جهات الاختصاص، على أن تكون تلك البيانات وافية وحديثة، ومشتملة على وسائل الاتصال بهم وأماكن عملهم، ومحال إقامتهم وأرقامهم القومية، وأرقام هواتفهم وفقا للنموذج المعد في هذا الشأن، ويتم جمع تلك البيانات بقاعدة بيانات منضبطة.



الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء

انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)
انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)
TT

الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء

انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)
انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)

ضمن ما سمّته الجماعة الحوثية «الاستعدادات لمواجهة إسرائيل»، نفذت الجماعة الحوثية عبر وزارة الداخلية في حكومتها الانقلابية التي لا يعترف بها أحد، عملية اجتثاث شاملة لضباط وأفراد الشرطة في العاصمة المختطفة صنعاء، كما استحدثت مواقع عسكرية وسط التجمعات السكانية في مناطق التماس مع القوات الحكومية.

وذكر أربعة من منتسبي الشرطة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أنهم فوجئوا مساء الخميس بإرسال عبد الكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة والمعين وزيراً للداخلية، طواقم جديدة بدلاً عنهم إلى كل أقسام الشرطة في جنوب المدينة وغربها، والتي توجد بها معظم السفارات والمجمع الرئاسي ومعسكرات الصواريخ ومخازن الأسلحة.

ووفق هذه الرواية، طُلب من الطواقم القديمة التي تضم ضباطاً وصف ضباط وأفراداً في أقسام الشرطة وقيادة المنطقة، تسليم ما بحوزتهم من عُهد ومغادرة هذه الأقسام إلى منازلهم دون أي تفسير أو التزام بالقواعد المتعارف عليها عند نقل أو إعادة توزيع الضباط والأفراد، حيث يتم إعادة توزيعهم على مرافق أخرى وليس إبعادهم عن العمل بشكل كلي.

عم زعيم الحوثيين تولى مهمة تطهير وزارة الداخلية من جميع العناصر التي لا تنتمي للجماعة (إعلام محلي)

وأكدت المصادر أن الحوثيين لا يثقون بمنتسبي الشرطة السابقين رغم عملهم مع الجماعة طوال السنوات العشر الماضية وتحت إدارتهم، وأن قادة الجماعة عمدوا طوال السنوات الماضية إلى تعيين مشرفين من سلالة الحوثي للإشراف على أعمال كل الجهات الأمنية، كما أنهم حالياً يخشون أن يكرر عناصر الشرطة الحاليون تجربة انهيار قوات النظام السوري وقيامهم بتسليم مواقعهم للقوات الحكومية حال تقرر مهاجمة مناطق سيطرة الجماعة الحوثية.

انعدام الثقة

وطبقاً لهذه الرواية، فإن الحوثيين، بعد هذه السنين، باتوا على يقين بأن منتسبي وزارة الداخلية في مرحلة ما قبل اجتياح صنعاء لا يزال ولاؤهم للحكومة، وأنهم يمكن أن يشكلوا نواة لاستسلام منتسبي الأمن للقوات الحكومية.

وتوقعت المصادر أن تمتد عملية الاجتثاث التي نفذها الحوثيون في صنعاء إلى بقية المحافظات، وبالذات تلك الواقعة على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الجانب الحكومي.

الحوثيون عملوا طوال السنوات الماضية على تغيير التركيبة الوطنية لأجهزة الأمن والجيش (إعلام حوثي)

وبينت المصادر أن عم زعيم الحوثيين (عبد الكريم الحوثي)، وابن مؤسس الجماعة الذي يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات (علي حسين الحوثي)، استعانا في عملية الإحلال بأبناء قتلى الجماعة الذين سموهم «أبناء الشهداء»، وينحدر معظمهم من محافظة صعدة؛ معقلهم الرئيس في شمال البلاد، ومن محافظتي ذمار وصنعاء، وبآخرين ممن ينتمون لسلالة الحوثي والذين أُلحقوا بقوام الوزارة ومُنحوا رتباً أمنية منذ ما بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية.

وتم توزيع العناصر الجدد - بحسب المصادر - مع ضباط غير معروفين مُنحوا رتباً من قبل وزير داخلية الجماعة، على أقسام الشرطة والمناطق الأمنية في القطاع الجنوبي لصنعاء بصورة مفاجئة.

وذكرت المصادر أن العملية سوف تعمم على بقية المناطق الأمنية في صنعاء، باعتبار العناصر الجدد محل ثقة الجماعة بحكم انتمائهم الطائفي، وتم إخضاعهم لدورات فكرية مكثفة طوال السنوات الماضية، في حين أن العاملين في أجهزة الشرطة كانوا ينتمون لجميع محافظات البلاد، وليس لهم أي ولاء طائفي.

دروع بشرية

وأفادت مصادر محلية يمنية بأن الجماعة الحوثية دفعت بتعزيزات كبيرة من مقاتليها إلى منطقة العود على حدود محافظة الضالع (جنوباً) الخاضعة لسيطرة الحكومة مع محافظة إبّ الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وأكدت المصادر أن الجماعة استحدثت، لأول مرة منذ سنوات، مواقع عسكرية وسط المزارع وبين التجمعات السكنية، ضمن استعدادها لمواجهة ما تزعم أنه هجوم محتمل لإسقاط حكمها على غرار ما حدث في سوريا.

جبهة الضالع واحدة من الجبهات التي تشهد خروقاً متواصلة من الحوثيين (إعلام محلي)

وبينت المصادر أن نشر الحوثيين مسلحيهم من المجندين الجدد في تلك المناطق قيّد حركة الساكنين، كما جعلهم دروعاً بشرية في حال وقوع مواجهة مع القوات الحكومية، وخاصة أن جبهة محافظة الضالع من الجبهات النشطة عسكرياً، وشهدت طوال عامي الهدنة خروقات متتالية من جانب الحوثيين.

من جهتها، أفادت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة تعيش هذه الأيام أوضاعاً سياسية وعسكرية صعبة بعد الضربات التي تعرض لها المحور الإيراني في لبنان وسوريا؛ إذ تتوقع أن تتعرض لهجوم واسع خلال فترة لا تزيد على شهرين.

وتخشى الجماعة - بحسب المصادر - من انهيار داخلي حال مضت إسرائيل في تنفيذ تهديدها باستهداف رؤوس كبيرة في قيادتها؛ ولهذا تتعامل بريبة مع أي شخص لا ينتمي لسلالتها أو طائفتها، وهو ما جعلها تقدم على عملية اجتثاث أفراد الشرطة وإرسالهم إلى المنازل.