{النواب} الأميركي يجهض «حظر السفر»

الجمهوريون مصممون على عدم تمريره في «الشيوخ»

TT

{النواب} الأميركي يجهض «حظر السفر»

في خطوة أعادت الجدل القديم إلى الواجهة مجدداً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، صوّت مجلس النواب بالكونغرس بإلغاء حظر السفر الذي فرضته إدارة الرئيس ترمب عام 2017، والذي عُرف بما يسمى حظر السفر على «الدول الإسلامية» وعددها سبع دول. وسيتم رفع القانون الآن إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه، قبل أن يعود إلى الإدارة التنفيذية التي تجادل حول تطبيقه.
وبفارق 50 صوتا استطاع مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية تمرير التشريع الذي قدّمه النائب جودي تشو الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، وحظي بعدد 233 مؤيدا مقابل 183 رافضا، ويهدف إلى كبح قدرة الرئيس على فرض قيود السفر على المواطنين من دول أخرى، وحظر التمييز الديني في القرارات المتعلقة بالمهاجرين.
وإذا تم تمرير القرار في مجلس الشيوخ وهي نسبة ضئيلة بسبب سيطرة الحزب الجمهوري، فإنه سيتعين على وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي التشاور مع الكونغرس قبل رفع القيود. الدول التي يشملها قرار الحظر هي إيران، والصومال، واليمن، وسوريا، وليبيا، والسودان، والعراق، وكوريا الشمالية، ونيجيريا، وتنزانيا، إضافة إلى بعض المسؤولين الحكوميين الفنزويليين وعائلاتهم.
ويجادل أنصار التشريع بأنها خطوة ضرورية لإلغاء السياسات التي يعتبرونها تمييزية وغير دستورية، وكان البيت الأبيض قد أصدر بياناً صحافياً في مارس (آذار) الماضي، قائلاً إن إلغاء حظر السفر «سيضر بالأمن القومي للولايات المتحدة»، وإن الحظر يعتبر الآن محورياً في جهود الإدارة المستمرة لحماية الشعب الأميركي ضد انتشار جائحة (كوفيد - 19).
ووصف النائب الديمقراطي جيرولد نادلر رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب، مشروع القانون الذي يحمل عنواناً رسمياً «قانون مناهضة التمييز القائم على الأصل القومي لغير المهاجرين»، بأنه تشريع حاسم سيوقف تجاوز السلطة التنفيذية بشأن تمييز المهاجرين على أساس ديني، مدافعاً عن دور الكونغرس في وضع قوانين الهجرة، والوقوف ضد قرارات إدارة الرئيس ترمب.
بدوره، قال النائب الديمقراطي جيمي راسكين من ولاية ماريلاند، خلال المناقشة قبل التصويت النهائي: «سيكون يوم فخر للكونغرس عندما نبطل محاولة الرئيس بتصنيف المهاجرين واللاجئين على أساس دينهم».
فيما انتقد الجمهوريون مشروع القانون، الذي اعتبروه من غير المرجح أن يتم تناوله في مجلس الشيوخ، باعتباره «متهوراً» و«غير مسؤول» ويهديد الأمن القومي الأميركي، وسيحد من قدرة الرئيس على وقف الهجرة خلال جائحة «كورونا»، معتبرين أن المقصد من تمرير هذا القانون ليس الحفاظ على سلامة الأميركيين، بل لأنهم فقط أي الديمقراطيين «لا يحبون هذا الرئيس، وسيجعلون الأمر أكثر صعوبة على الإدارة».
وكان المرشح الرئاسي الديمقراطي المفترض جو بايدن نائب الرئيس السابق، تعهد يوم الاثنين الماضي في مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي بإلغاء حظر السفر إذا تم انتخابه، قائلاً: «كانت المجتمعات الإسلامية أول من شعر بهجوم دونالد ترمب على المجتمعات السوداء في هذا البلد، وذلك من خلال حظره للمسلمين من الدخول إلى البلاد».
قانون حظر السفر كان أول قرارات الرئيس دونالد ترمب التنفيذي عند دخوله البيت الأبيض، وفجّر جدلاً وانقساماً حاداً في الشارع الأميركي، ومظاهرات في المدن الكبرى بالولايات مثل نيويورك، لوس أنجليس، سياتل، وسان فرنسيسكو بسبب تعرّض عدد من موظفيها ممن يحملون جنسيات تلك الدول التي شملها القرار بالحظر وعدم دخول البلاد، وبدأت المعركة بعد ذلك بين المحاكم الفيدرالية والإدارة التنفيذية في إبطال القرار، إلى أن اصطفت المحكمة الدستورية العليا في البلاد عام 2018 مع قرار الإدارة التنفيذية بعد تعديلها القانون ليشمل دولاً عديدة لا تقتصر فقط على الدول الإسلامية فقط.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».