أنقره تحذّر القاهرة من نشر قوات في ليبيا

هددت بـ«سحق الجبهة غير الشرعية»

TT

أنقره تحذّر القاهرة من نشر قوات في ليبيا

صعدت تركيا من لهجتها بشأن الوضع الليبي، وهددت بـ«سحق» ما سمته الجبهة غير الشرعية في ليبيا، مؤكدة استمرارها في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي ضد «أي عدوان» يستهدفه.
وقال بيان صدر عن اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، إن تركيا «ستواصل عملياتها العسكرية خارج البلاد، ومصممة على حماية مصالحها وحقوقها، النابعة من القوانين الدولية في شرق البحر المتوسط بأي شكل من الأشكال». وعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا مساء أول من أمس بالقصر الرئاسي في أنقرة، دون إعلان مسبق. وقال إنه لن يسمح للبلدان التي تتجاهل «حقوق» تركيا، ولن يسمح لأي طرف بأن يضر بيئة السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف المجلس أن أنقرة لن تتردد في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة فيما يتعلق بالملف الليبي، وستواصل عملياتها العسكرية خارج البلاد ضد «الإرهابيين» بموجب القانون الدولي.
من جانبه، أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، أن بلاده تمتلك القدرة الكافية لسحق ما سماه «الجبهة غير الشرعية في ليبيا». معتبرا أن هناك استحالة لنجاح أي مشروع أو مبادرة في المنطقة، وفي البحر المتوسط، رغما عن تركيا، وأن بلاده «عازمة على سحق محاور الشر في المنطقة».
بدوره، حذر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أمس، مصر من أي نشر للقوات في ليبيا، كما انتقد بشدة دور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن قالن القول إن «الإعلان الأخير من جانب الحكومة المصرية، وقيام البرلمان بمنحها التفويض لإرسال قوات مصرية إلى ليبيا سيؤدي إلى نتائج عكسية للغاية... وسيكون مغامرة عسكرية خطيرة بالنسبة لمصر».
كما اتهم قالن ماكرون بتقويض فرص تحقيق السلام في ليبيا بدعمه لحفتر، وقال إن «الرئيس ماكرون شديد العدوانية في نهجه في ليبيا... وأعتقد أنه يحاول التأكيد على نوع من القيادة في شمال أفريقيا».
وأضاف قالن أن ماكرون «اتهم تركيا ظلما» بأنها «الجانب المعتدي»، مشيرا إلى أن «هذا النوع من التصرف يقوض الأمن في شمال أفريقيا».
في سياق متصل، قدم حزب «الجيد» التركي المعارض إلى البرلمان استجوابا لوزير الدفاع التركي حول الأوضاع في ليبيا. وطلب نائب الحزب، أيدين سيزجين، رد أكار على مجموعة من الأسئلة بشأن الهجوم، الذي وقع على قاعدة الوطية في غرب طرابلس في الثالث من يوليو (تموز) الجاري من قبل «طائرات مجهولة الهوية». وذكر سيزجين: «بحسب المعلومات التي نشرتها الصحافة، فقد تم تنفيذ تسع طلعات هجومية متتالية في أقل من 90 دقيقة، وتم تدمير الملاجئ المخصصة لأنظمة الدفاع الجوي والرادارات، التي تمتلكها بلادنا في القاعدة بالكامل».
وتساءل النائب المعارض عن هوية البلد، الذي نفذ الهجوم، وما إذا كانت هناك خسائر في الأرواح خلال الهجوم، وما إذا كانت هناك نية لدى تركيا لنشر طائراتها الحربية في ليبيا.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.