الإصابات تكسر حاجز الألفين في ليبيا

ارتفاع نسبة المتعافين في بنغازي... ودعوات للتبرع بالبلازما

جانب من أعمال النظافة والتعقيم بمركز سبها الطبي (مركز سبها)
جانب من أعمال النظافة والتعقيم بمركز سبها الطبي (مركز سبها)
TT

الإصابات تكسر حاجز الألفين في ليبيا

جانب من أعمال النظافة والتعقيم بمركز سبها الطبي (مركز سبها)
جانب من أعمال النظافة والتعقيم بمركز سبها الطبي (مركز سبها)

حثت الأجهزة الطبية في ليبيا المتعافين من فيروس كورونا المستجد على المسارعة للتبرع ببلازما الدم، للمساهمة في علاج المصابين الذين قفزت أعدادهم في الأيام الماضية بشكل أثار حالة من الانزعاج في الأوساط الرسمية والاجتماعية بالبلاد.
وكسرت ليبيا حاجز الألفي إصابة بـ«كورونا»، بعدما ظلت منحصرة في أرقام محدودة منذ الإعلان عن ظهور الفيروس، وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن تسجيل 2044 حالة في عموم البلاد، مساء أول من أمس، تعافى منها 479، بينما توفي 50 مصاباً.
وبمواجهة تزايد أعداد المتعافين، أطلق المركز هاشتاغ تحت عنوان «بلازما دمك تنقذ حياة الآخرين»، وقال الدكتور بدر الدين النجار، مدير المركز، أمس «التبرع ببلازما المتعافين من (كوفيد - 19) يساعد على إنقاذ الأرواح في الحالات الحرجة ويشكل تحولاً حاسماً في التعامل مع (كورونا)».
وبحسب إحصائية المركز التي أطلقها أول من أمس، تصدرت طرابلس العاصمة بـ(غرب البلاد) قائمة المدن الأكثر إصابة بالفيروس بتسجيلها 48 إصابة في يوم واحد، تلتها مدينة مصراتة بـ16 إصابة، بينما جاءت مدينتا الجفرة والشاطئ في المركز الثالث بسبع حالات لكل منهما.
وفي ظل عدم اكتراث كثير المدن الليبية بخطورة الأوضاع، وتعمد مخالفتهم للإجراءات الاحترازية، بالتجمع في الأفراح والمآتم، بات هناك حالة من الخوف الشديد من تفشي الفيروس، وتجسد جانب من ذلك في إقبال المواطنين على المستشفيات والمراكز الطبية بكل ملحوظ عما سبق للفحص الطبي.
وسبق للنجار القول مساء أول من أمس، إن تجربة علاج المصابين بفيروس كورونا بواسطة بلازما دم المتعافين حققت نتائج إيجابية، لافتاً إلى أن الفريق الطبي بمركز العزل الصحي بمعيتيقة استخدموا هذه التجربة؛ مما أسهم في إنقاذ أرواح عدد من المرضى.
وأعلنت الأجهزة الطبية في مدينة بنغازي، ارتفاع نسبة المتعافين من الفيروس إلى 53 حالة ممن كانوا يتلقون العلاج بمستشفى الهواري العام، من بين 57 مريضاً كانوا يخضعون للتداوي، وفقاً لما أعلنه الدكتور عبد الرحمن يوسف، مدير عام المستشفى في بيان.
وفي السياق ذاته، أعلن مركز بنغازي الطبي، تسجيل أربع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، إضافة إلى شفاء ثلاثة من المصابين. وأوضح مدير برج الأمل التابع للمركز، فادي فرطاس، أن المتعافين الثلاثة هم رجلان وامرأة، لافتاً إلى أن الحالات الجديدة هي لثلاث سيدات ورجل تم إخضاعهم للعلاج بعدما أظهرت التحاليل إيجابيتهم للفيروس.
في شأن قريب، قررت مصلحة الطيران التابعة لوزارة المواصلات بحكومة «الوفاق»، تمديد حظر الطيران الجوي، لمدة 15 يوماً؛ وذلك لمواجهة فيروس «كورونا».
واستثنى القرار، الذي أصدرته المصلحة أمس، رحلات الإسعاف الطائر، والشحن الجوي، والوفود الرسمية، والعودة للمواطنين العالقين، والرحلات الداخلية، بجانب سفر المواطنين وغيرهم من الأجانب المقيمين في البلاد بحيث يسمح لهم بالمغادرة، بعد التنسيق مع مصلحة الطيران المدني.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.