اختطاف ألمانية وسط بغداد و«اجتماع أزمة» في برلين

هيلا ميفيس اعتادت التجول في حي الكرادة على دراجة هوائية

هيلا ميفيس في صورة  مع شاب عراقي (أ.ف.ب)
هيلا ميفيس في صورة مع شاب عراقي (أ.ف.ب)
TT

اختطاف ألمانية وسط بغداد و«اجتماع أزمة» في برلين

هيلا ميفيس في صورة  مع شاب عراقي (أ.ف.ب)
هيلا ميفيس في صورة مع شاب عراقي (أ.ف.ب)

أقدم مسلحون يستقلون سيارتين على اختطاف الناشطة والمواطنة الألمانية هيلا ميفيس، مساء أول من أمس، في حي الكرادة وسط بغداد، حيث مقر إقامتها.
وغالباً ما شُوهدت ميفيس التي تقيم في بغداد منذ عام 2015، وهي تجلس في المقاهي الشعبية، وتتجول على دراجة هوائية في الحي، وقامت منذ سنوات بتأسيس «بيت تركيب» الذي ينظم فعاليات فنية وثقافية، إلى جانب تعليم اللغة الألمانية والموسيقى.
وفيما تقول مصادر أمنية غير رسمية إن عملية الاختطاف تمت بالقرب من مركز للشرطة، وأثناء وجود ميفيس «حدائق أبو نواس» على نهر دجلة القريب من مقر إقامتها، أكد مدير إعلام وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، خبر الاختطاف. وشدد معن، في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الألمانية على «مواصلة عملية البحث للكشف عن مصير المواطنة الألمانية». وقال: «هناك اهتمام أمني وتوجيهات من وزير الداخلية للقوات الأمنية بمختلف قطاعاتها لتكثيف الجهود للبحث عنها».
وأثار حادث الاختطاف غضب الأوساط الحقوقية والمدنية والصحافية العراقية، إذ اعتبره عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي «مؤشراً خطيراً على عدم قدرة الحكومة العراقية والقوات الأمنية على حماية الرعايا الأجانب الموجودين في العراق بشكل رسمي، والذين يقدمون خدمات مستمرة إنسانية وثقافية للشعب العراقي في ظروف أحوج ما يكون الشعب إليها». وقال البياتي لـ«الشرق الأوسط»، «بكل تأكيد، ومن دون إجراءات حقيقية جدية للتحقيق والمساءلة والمعاقبة، ستتكرر هذه الحالة، وسيؤدي ذلك إلى انسحاب كل هذه البعثات من بغداد إلى أربيل في إقليم كردستان أو إلى خارج العراق». وطالب البياتي، القوات الأمنية، بـ«القيام بواجباتها والتدخل الفوري لمعرفة مصيرها، وإطلاق سراحها، ومحاسبة الجناة بشكل سريع تقديراً لجهودها في خدمة الشعب العراقي من خلال النشاطات الإنسانية والثقافية التي تقدمها».
وعقد ائتلاف من المنظمات الحقوقية والمدنية، أمس، مؤتمراً صحافياً في مقر مؤسسة «برج بابل» دان فيه حادث الاختطاف، وطالب السلطات الأمنية بـ«وضع حد لعصابات القتل والاختطاف التي تعمل منذ سنوات ضد الناشطين العراقيين دون رادع، ما دفعها للانتقال إلى اختطاف الناشطين الأجانب».
وكتب الإعلامي والمستشار السابق في البرلمان عماد الخفاجي، عبر «فيسبوك»، «نعم، إنها المختطفة هيلا، هذه (الجاسوسة الألمانية!) صديقتنا ونبتهج بوجودها في العراق، الذي ربما تحبه أكثر من خاطفيها».
وكتب الصحافي ورئيس تحرير جريدة «العالم» الإلكترونية منتظر ناصر: «موجع خبر الاختطاف، فهذه الشقراء الأوروبية عشقت سمار أرضنا وملح ترابها، وكاسرت صقيع مدينتها بقيظ بغداد التي أحبتها وأحبت ألفتها واختلطت بأهلها، وشاركتهم منذ سنوات انفجاراتها». وأضاف: «لم يسبق لي معرفتها أو الحديث معها، لكني ما زلت أتذكر هرعها لموقع انفجار الكرادة الشهير قبل سنوات، الذي أودى بحياة العشرات وما زالت آثاره شاخصة، أجزم أن الهدف الأول لمن قام بعملية الخطف هو أنه لا يريد لبغداد أن تكون عاصمة للسلام والاستقرار!».
وفي برلين، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن وزارته دعت إلى اجتماع فريق الأزمات الخاص بها على خلفية اختطاف المواطنة الألمانية في بغداد. وقال ماس خلال زيارته العاصمة اليونانية أثينا، أمس، إنه لا يعتزم التصريح بشكل واضح بشأن القضية «مراعاة لمشاعر المتضررين»، مضيفاً: «لكننا بدأنا في وزارة الخارجية الألمانية الاهتمام بالقضية والتوصل إلى حل».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».