بايدن يحاول استمالة الناخب المسلم بوعود و«حديث نبوي»

TT

بايدن يحاول استمالة الناخب المسلم بوعود و«حديث نبوي»

حاولت حملة جو بايدن، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، استقطاب الناخب الأميركي المسلم، مع اقتراب موعد الاقتراع في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ففي مقطع فيديو لا يتجاوز الدقيقتين، ظهر بايدن مستخدماً الورقة الدينية وهو يردد حديثاً نبوياً، يقول فيه إن من رأى منكراً فليغيره بيده، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه، في إشارة إلى أن المنكر الذي يواجههم هو وجود الرئيس دونالد ترمب، ولا بد من تغييره من خلال الانتخابات، حاثاً المسلمين على التصويت له في الانتخابات، وواعداً بإنهاء حظر السفر الذي فرضته الإدارة في 2017، وكان من ضمن القائمة 6 دول إسلامية.
ولم يتوقف بايدن عند الاستشهاد بالحديث النبوي، وإنما أطلق وعوداً أخرى بتحسين بيئة المجتمعات المسلمة، وأن تتضمن إدارته أشخاصاً مسلمين يخدمون معه على أعلى المستويات، مستعيناً بدعم أعضاء الكونغرس المسلمين الحاليين والسابقين، مثل النائبة إلهان عمر الديمقراطية من ولاية مينيسوتا، وكيث إليسون النائب العام في مينيسوتا عضو الكونغرس السابق، ومن ولاية إنديانا النائبة أندريه كارسون، والنائبة رشيدة طليب من ولاية ميشيغان.
وكانت هذه الشخصيات الإسلامية تقف في صف المرشح الديمقراطي السابق اليساري بيرني ساندرز، قبل الانتقال خلف بايدن. وقالت هذه الشخصيات، في رسالة إلى المجتمعات الأميركية المسلمة: «إن حضور جو بايدن لا يعمل فقط على تحفيز المسلمين الأميركيين للإدلاء بأصواتهم، ولكن للدخول في عصر من الانخراط مع الجاليات الأميركية المسلمة تحت إدارته، وسيوفر لنا منصات للجاليات الأميركية المسلمة للتحدث عن القضايا التي تمسنا، وتمثيلنا في الإدارة، وفي خطابات صنع السياسات».
وأضافت الرسالة: «هدفنا الأول هو إبعاد دونالد ترمب من منصبه».
ويأتي مسؤولون أميركيون مسلمون آخرون على مستوى الولاية والمستوى المحلي داعمين الخطاب المؤيد لبايدن من 10 ولايات، بما في ذلك ميشيغان، وهي ولاية يعتقد أن فيها أكثر من 150 ألف ناخب مسلم، وهذه الأرقام في ولاية متأرجحة فاز بها ترمب بأكثر من 11 ألف صوت، إلا أن الهدف حالياً هو استمالة الشارع المسلم في الولاية لقلب النتيجة المقبلة ضد ترمب.
وبحسب إحصاءات شركة «تريتون» للأبحاث والاستطلاعات الأميركية، فإن عدد المجتمع الأميركي المسلم يتجاوز 3 ملايين ونصف المليون، وربما يقترب عددهم إلى 4 ملايين مسلم أميركي، وبالطبع لم يشاركوا جميعاً في التسجيل بالانتخابات، إذ إن عدد المتفاعلين مع الانتخابات الأميركية قليل بصفة عامة على مستوى المجتمع الأميركي كافة.
وكانت الانتخابات السابقة التي فاز بها المرشح الجمهوري دونالد ترمب صادمة للمجتمع المسلم، إذ أوضح استطلاع الرأي الذي أجرته شركة «تريتون» أن 4 في المائة فقط من الناخبين المسلمين صوتوا لترمب في الانتخابات الماضية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.